كل الكلاب ولاطرقه

منذ أن كنت طفلا، وأنا أسمع هذا المثل...(كل التشلاب ولا طرقه)، ولا أعرف معناه، ولكنه يبدو أنه من مأثورنا الشعبي، وقد تناقلته أجيال...تتلوها أجيال...وكان أبي دائما يقوله، حين يشاهد الأخبار...وحين يحدث شيء عصيب، وذات مرة قاله حين شاهد الناطق الإعلامي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي...
وأنا أسمع وأحاول أن أعرف قصة (طرقه)، مر من العمر أكثر من أربعين عاما وأمس فقط عرفت قصة (طرقه )...زمان كانت العرب حين ترحل تعتمد في الليل على الكلاب لحراسة أغنامها، وقبل مئة عام كان لأحدهم قطيع كبير، ولديه كلبة إسمها (طرقه)...مشكلة (طرقه) لم تكن مرتبطة بالحراسة، ولكنها مرتبطة بنباحها الشديد في الليل...وهذا النباح لم يكن مرده حراسة القطيع أو التحذير من ذئب دخيل، القصة هي أن (طرقه ) كانت تنادي على الذكور...وحين يصحو صاحب القطيع يكتشف، أنها جمعت كل كلاب المنطقة حول بيت الشعر الخاص به
علوم الحيوان تؤكد أن جزءا من نباح الإناث في الليل، هو دعوة للذكور...فالليل حين يلف المكان...تبدأ الكلاب بالغزل.
المهم تخلص صاحب القطيع في النهاية من (طرقه)...لأنها جمعت كل الذكور حول بيت الشعر، ويبدو أن (طرقه) كان عشقها أشبه بالفضيحة، لهذا صارت مضربا للمثل...
بصراحة لا أريد أن أتحدث عن سلوك إسرائيل في المنطقة أبدا..من يظن أني أريد أن اسقط القصة على سلوك إسرائيل فهو مخطئ..أنا وددت فقط أن اقول أن هناك مثلا من مأثورنا الشعبي يقول :- ( كل الكلاب ولا طرقه)..والحدق يفهم...