من يحاسب من ؟؟؟!!!

مصطفــــــــى خريســــــات

من يحاسب من ؟؟؟!!!

 

هل نحن جادين في العملية الاصلاحية؟؟!! التي هي مطلب الاجماع الشعبي و القاسم المشترك لهم جميعاً و الطموح و الامل و المبتغى , اذا كنا كذلك ؟؟ فلا بد من فتح كافة الملفات صغرت أم كبرت لغاية الانطلاق من قاعدة صلبة اساسها الثقة و الاعتراف بالخطأ .

 

فمنذ ما يقارب 10 سنوات برزت في الاردن موضة الخصخصة !!, و كانت تهدف كما كان يقول مسؤولوا تلك الحقبة انها لسداد جزء من المديونية , و ايضا تخلف الادارة الحكومية عن ادارة تلك المؤسسات و الشركات , و خرج علينا احد الوزراء في تلك الفترة بفكرة جديدة في عالم الادارة بأنه لا فرق بين ادارة الشركة و ادارة الدولة , و هؤلاء الوزراء هم اكثر الوزراء الذين كانوا ينادون بسيادة القانون و العدل و المساواة , و الانتماء للوطن !! و هم الوزراء الذين كانوا يتعاملون معنا على انهم اكثر حرصا على الاردن و مصالحه وهم الابعد عن ذلك , و كانوا يتعاملون بثقة مطلقة و زائدة , و يضعون أنفسهم في حالة و مستوى و حلقة علاقات ليواصلوا رسالتهم انهم مدعومون و بتوجيهات من فوق !!, و المواطن المسكين كان يعتقد ان هذا هو الاصلاح و هو المفتاح السحري لحل كل مشاكلنا , بل انهم في عام 2007 خرجوا علينا بأنهم سددوا جزء من المديونية  من اموال الخصخصة , و اننا تجاوزنا مرحلة الخطر, و ثبت انه كان كذب بكذب لم تنخفض بل تضاعفت علما انه بأواخر التسعينات اطلق مسؤولو البنك الدولي و صندوق النقد الدولي تصريحات اشادوا بالاقتصاد الاردني و تم رفع ايديهم عنا لاننا تجاوزنا مرحلة الخطر .

 

على ارض الواقع لا يوجد ما يبرر ارتفاع المديونية بهذا الرقم القياسي !! خاصة اننا لم نلمس انجازات فعلية على ارض الواقع تثبت لنا انه تم الصرف على  الوطن و مشاريعه و بنيته التحتية او مشاريع استثمارية , فلماذا زادت هذه المديونية ؟؟ و اين ذهبت اموال الخصخصة؟؟ و اين ذهبت الايرادات و الاستثمارات؟؟، خاصة و ان المواطن الاردني لا زال على عهده منتمي يدفع ما عليه من ضرائب و التزامات للدولة الاردنية !!.

 

هذا من جانب , و من جانب اخر سجين يخرج من سجنه و يغادر بقصد العلاج , و يصدر  بيان من عاصمة الضباب يدافع فيه عن خروجه !!!, و الحكومة تدافع عن قرارها بإخراجه!! و جلالة الملك منزعج و يطلب فتح تحقيق و محاسبة من اخرجه, و الطبيب المختص بالمدينة الطبية عضو لجنة المعالجات الخارجية يرفض التوقيع و يقول ان هذا المرض لا يستدعي العلاج خارج الوطن , و قد عمل هذا الطبيب  ثلاثة عشرة عملية ناجحة في افغانستان لنفس الحالة!! و نحن نعرف الامكانيات الغيرمتطورة في افغانستان, و انه عمل عمليات مشابهة في الاردن لنفس الحالة أيضاً , و يقال ان الرئيس العراقي جلال طالباني يعالج من نفس المرض في المدينة الطبية , هذا الصرح الطبي المتميز العملاق الذين يريدون زعزعة ثقتنا فيه من خلال هذه الحالة و لربما حالات قادمة اخرى !! .

 

   تجربة هذا المريض اراد المعنيين اسقاطها على حالة الرئيس المصري السابق , عندما ذهب اليه فريق طبي اردني و خلص في تقريره  بإرساله على وجه السرعة للخارج!! , يخرج علينا هذا المريض ليؤكد ان قضيته لا تستحق كل هذا , و هي في الواقع يراد منها كما يقول لصرف الانظار عن مواقع الفساد الاصلية التي اثرت على كثير من مقدرات الوطن و يؤكد على ابناء قومه أن ينصرفوا الى ما هو اجدر ببواطن الامور التي كان ما خفي منها اعظم في موضوع الفساد ليتعرفوا على كبد الحقيقة(هذا ما قاله خالد شاهين )بالحرف .

 

و حالة  اخرى يحتمي شخص اخر متهم بالفساد بأقاربه و عائلته , و يصدرون بيان يهددون و يتوعدون كل من يحاول المس برجلهم .

 

امين عمان السابق في مؤتمره الصحفي قبل بضعة اشهر يهدد و يتوعد ان لديه ملفات فساد سيفتحها في الوقت المناسب !! , و خرج الامين من موقعه و لم تفتح الملفات و لم يأتي الوقت المناسب بعد , و لا يوجد اي مسؤول طلب من ذلك الامين  ان يسلم تلك الملفات للفساد , و كأن هذه الملفات هي  خاصة لشركته و ليست لدَولة , و اذا كان هناك ملفات فكان الاجدر من الجهات المعنية مطالبته بها !! و اذا كان ذلك فقاعات اعلامية و لا يوجد ملفات فكان المطلوب محاسبته على تلك التصريحات !!!.

 

رئيس الوزراء الحالي اجرى في حكومته السابقة انتخابات بلدية و نيابية غير نزيهة بشهادة المراقبين و مراكز حقوق الانسان المحلية و العريبة و الاجنبية , و اعتراف لاحق منه شخصياً هو شخصيا !!, و تأكيد جلالة الملك على ذلك, و هو الان رجل الاصلاح الذي يقود المرحلة الحالية تحت عنوان الاصلاح فهل هذا يعقل!!. .

 

هل يعقل ان نستمر بتغطية الفساد المالي و الاداري الذي اصاب مفاصل الدولة الاردنية؟؟! والذي اكد جلالة الملك انه ليس هناك شخص مدعوم , او ان هناك توجيهات لتمرير هذا او ذاك، لانه للاسف ما زال البعض يمارس هذا الوباء الذي يحاول بعض الفاسدين و الانتهازين لتغطيتة بعباءة الملك , للاساءة اليه دون ادنى اكتراث بالوطن، فالاسلم أن يحاسب كل مسؤول تدخل و تواطئ و سهل و اصدر التعليمات من فوق , ليكون عبرة لغيره  لنعطي المصداقية في العلاج و بغير ذلك سنبقى نسير في دائرة مغلقة دون تحقيق اي نتائج .

 

نحن متحمسون للاطلاع على كواليس قضايا الفساد الادارية و المالية و خروج شاهين من جهات رسمية بطريقة واضحة و شفافة بعيدة كل البعد عن المكياج...هل نريد ان نصنع وطنا نريد المحافظة عليه ام اننا نريد ان نبقى في دائرة البقرة الحلوب ؟؟؟!!! .