أخشى ما أخشاه بعد هذا المقال ان يطبق علي ربما قانون جديد يحمل اسم "قانون الجمارك النارية" اسوةَ بقانون الجرائم الالكترونية الذي حولني من صحفي زميل الى ظنين نزيل في منتجع سجن السلط كون المقال الجديد سيكون عن حادثة انفجار شاحنة الالعاب النارية في جمرك عمان والتي اودت بسمعة البلد مثلما اودت بحياة ابرياء لقوا حتفهم بفعل تلك الديناميت المهرب والمحجوز عليه في ساحة الجمرك .

لا اعلم لماذا خرج مدير الجمرك علينا اللواء منذر العساف ليصرح بتصريحات لا قيمة ولا معنى لها سوى انها ذات صيغة تبريرية للحادثة المأساوية التي قتلت ابرياء واصابت بسطاء وفقراء وعاملين أُجراء بالدم والموت فالصورة الممزوجة بالسواد تكلمت عن نفسها وشرحت لنا الحكاية واختصرت القصة على شكل كلمة اسمها الاهمال" ...

اعلم ان الحكومة تمنع او منعت استيراد المفرقعات والالعاب النارية بموجب القانون واعلم ايضا ان دائرة الجمارك ومكافحة التهريب قد ضبطت شحنات مهربة لتجار وحيتان حاولوا ادخالها بطرق غير شرعية فكان مصيرهم المحكمة والمصادرة والغرامة لكن لو سمحت الحكومة لتلك الشحنات للدخول وتركها بين ايادي الاطفال يلهون ويلعبون ويفرقعون بها لكان افضل من النتيجة التي وصلنا اليها وكانت سببا في مقتل واستشهاد ثمانية عمال ومثلهم مصابين وهذا الرقم كبير جدا وضخم ولن يحدث في حال السماح لتلك الشحنة او الشاحنات بالدخول .

اسئل مثل غيري واقول هل يجوز حجز قنابل وديناميت في ساحة عامة في ظل ظروف صعبة وخطيرة ؟! وهل كشفت لنا دائرة الجمارك عن اسم صاحب الشحنة المصادرة او من اراد شرائها من الجمارك بالمزاد العلني وهل للموت مزاد وهل الدم بات يباع لمن يدفع خصوصا وان الكلام ليس عليه جمرك ؟! وهل اصبحت اهتمامات دائرة الجمارك محصور بتصريف الشحنة وبيعها بدلا من حماية ارواح المواطنين من خلال توفير شروط السلامة العامة واين هي السلامة العامة يا مدير الجمارك في ان تترك شاحنات ملغومة متفجرة في العراء وتحت ظروف الطقس الساخنه مثل قنابل موقوته انفجرت امام عيون الجميع وعيون دائرة الجمارك التي كانت تدلل على بضاعة ممنوعة لمن يدفع اكثر فكان صوت الانفجار اعلى من الجميع ليقول كفاك يا دائرة الجمارك مزاوده بارواح الناس وكفاك تحويل ساحة جمرك وساحة عامة الى قنبلة انفجرت في وجه الصمت ووجه كل من كانوا ينظرون الى الوطن بانه مزاد علني نحن فيه مجرد رقم او سعر او حتى مبلغ يدفع على البيعه .. رئيس الوزراء اوعز تشكيل لجنة تحقيق ولا نعلم متى ستصدر قراراتها او تعلن نتائجها ولا نعلم ممن ستشكل هذه اللجنة وربما يتولى رئاستها مدير الجمارك نفسه الذي ابكى الاردنيين بهذه الكارثة وبهذه الحبر الذي تحول الى مادة في كل وسائل الاعلام نعم المادة الممنوعة تباع في مزاد علني بدل من اتلافها او اعادتها في اول سفينة جاءت منها ؟ ماذا ستقول اللجنة عن وجود شاحنات ملغومة ديناميت ومتفجرات كانت بين سيارات سكراب ؟ وماذا سنقول عن البيان الجمركي لهذه الشحنة الممنوعة واخيرا هل ستقنع لجنة التحقيق ام النقيب الشهيد سهيل الفارس الذي طارت روحه فيما يسلم البعض كراتين الالعاب النارية من شاحنة الى أخرى ... وهل ستقنع لجنة عبدالله النسور امهات العمال الشهداء منهم والمصابين بأن ابناءهم قد رحلوا او سقطوا بمزاد علني لمجهول اراد ان يشتري الممنوعات لارسالها الى نيجيريا سراً وبموافقة مدير الجمارك الذي صرح قائلاً بان الهدف من البيع هو زيادة ايرادات الخزينة ... واي خزينة تربح اموالاً وتخسر ارواح ابناءها ... لا اريد ان اطيل فقانون الجرائم الالكترونية مشرع لنا والتوقيف جاهز جاهز بعكس مدراء الجمارك الذين لن يطالهم السجن او التوقيف ابداً .

واخيرا الرحمة لشهداء الالعاب النارية والامنيات بالشفاء العاجل لمدراء الجمارك ولجنة الحكومة .