ثقافه اسرائيل تتفجر على عتبات الاقصى
إذا كانت الثقافة العدوانية العنصرية وراء حروب إسرائيل والصهيونية التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني الصامد والاديان والاماكن المقدسة وتدعي انها حاميتها وانها المظلوم المستجير لحمايته فإن ثقافة المقاومة أصبحت متأصلة لدى الشعب العربي الفلسطيني
وإذا كانت إسرائيل تتمسك بيهودية الدولة كغطاء آيديولوجي وتسعى لطرد سكان الأراضي المحتلة والتشجيع على بناء المستوطنات وبالنتيجة تقليص الوجود العربي إلى أبعد حد فان شعب فلسطين تجذر بالارض وشرش ولا احدا يستطيع اجتثاث ارادته وايمانه وتمسكه بتراب وطنه
واجهة استحقاقات صعبة على نتائجها يتوقف المصير والمستقبل والوجود العربي, والذي لم يتعرض عبر تاريخه لهجمة أعتى وأشرس من تلك التي يتعرض لها اليوم, بفعل المشروعين الأميركي والإسرائيلي واستباحتهما لهذا الجزء المضطرب من العالم.
والصورة العامة والطاغية للأوضاع تكاد تكون متماثلة ومتطابقة إلى أبعد الحدود, وواحدة في الارتكابات الحاصلة ميدانيا ضد الشعب الفلسطيني وفي أخذ الاحتلال الإسرائيلي أسرى ورهائن مطلوب رأسها وإذلال وتركيع جماهيرها, وجعلها عبرة لكل من يتجرأ على معارضة تل أبيب ومخططاتهما, تلك التي تحركها كارتلات المال والنفط والسلاح وأطماعها الكونية في احتواء العالم وإخضاعه ونهب ثرواته وفرض مظلة الوصاية الاستعمارية عليه.
يخطئ حكام تل أبيب إن اعتقدوا أن حالة الفوضى الطاغية في الساحة الدولية والتداخل الحاصل للمصطلحات والمفاهيم,
والخلط المتعمد الجاري بإدارة الولايات المتحدة وتحت مظلتها العسكرية, التي تضرب هنا وهناك تحت يافطة /الحروب الاستباقية/ ومزاعم مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية, بين المقاومة كحق مقدس ومشروع للشعوب تمارسه ضد كل أشكال العسف والقهر والاحتلال, وما بين الإرهاب كعمل مدان أضحى فزاعة وتهمة تلصق ضد كل من لا يروق للسياستين الأميركية والصهيونية, ويعارض مخططاتهما ومشاريعهما العدوانية المفتوحة على العالم قصد احتوائه وإخضاعه, يمكن أن تشكل تبرئة لإسرائيل وحصانة لها وتشريعاً لما تمارسه من جرائم حرب وإبادة عرقية شاملة في المنطقة وبحق الشعب الفلسطيني الأعزل
فسياسة الأرض المحروقة والقتل والتدمير للبشر والحجر, والاستهداف المتعمد للحرمات والمقدسات باستخدام هستيري ومكثف لآلة الحرب المتطورة
ان اسرائيل قد تجاوزت في حربها الدموية القذرة ضد الشعب الفلسطيني, واستباحتها للأرض والمقدسات ولحريات وكرامات الناس, وإدمنت سياسة القمع والتنكيل والاغتيال المبرمج للأطفال بالجملة في المدارس والشوارع والبيوت كل الخطوط الحمر.
وسجلت قصب السبق في الإجرام والإرهاب المنظم وتسجيل نقاط التفوق على النازية, اذ تجاوزت أرقام الشهداء والجرحى في الجانب الفلسطيني حتى الآن, ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى العام 2001 الخمسة والخمسين ألفا, إضافة لآلاف المعتقلين وتجريف ومصادرة آلاف الدونمات وتدمير مئات المنازل وإزالة مخيمات وأحياء بكاملها وتسويتها بالأرض.
وإسرائيل في نهجها الدموي هذا لا تستقوي بالدولة العظمى الحاملة صوريا لواء الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فحسب, وإنما تستغفل العالم وتستغل انشغاله بحروب التوسع والسيطرة الكونية المستعمر للمضي قدما في مخططها الإجرامي ومشروعها التوراتي والتغطية عليهما, ومواصلة التهرب والتنصل من أي التزام تجاه السلام, عبر ممارسات وإجراءات تحاول رسم جغرافية جديدة وحدود تكرس سياسة الاحتلال والأمر الواقع, وامتلاك أوراق تفاوضية على غرار جدار الفصل العنصري, تسمح بالمحاصرة والخنق والتضييق والتفريغ وإملاء شروط الاستسلام وإسقاط الحق الفلسطيني والعربي, وتدخل الانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران العام 67 في باب المستحيلات حسبما أفصح شارون في تل أبيب مؤخرا أمام أعضاء من حزب الليكود الذي يترأسه.
لقد أخذت حكومة نتينياهو وقبلها حكومة شارون وغيرهما على عاتقها إنجاز مهمة ترهيب وترويع الشعب الفلسطيني وإركاعه, وذبحه جملة وتقسيطا وبصورة يومية, بحيث لا يعود في الساحة من فلسطيني واحد يمكن اعتباره طرفا في عملية التفاوض أو معادلة السلام, وذلك هدف استراتيجي وضعته نصب عينيها, وتجهد والحلف الأميركي الداعم من أجل تحقيقه والوصول إليه تصفية للقضية الفلسطينية وشطبا لها من القاموس.
وهذا ما يستوجب في المقابل ضرورة مسارعة المجتمع الدولي ومؤسساته ودوله كافة للأخذ بزمام المبادرة والتصدي الفاعل والحازم للإرهاب الصهيوني, ومنعه من استكمال أجندته السياسية والعسكرية صونا لهذه المنطقة والأمن والاستقرار والسلام العالمي, من الفوضى والغرق أكثر في دوامات الحروب
واستمرت بغطرستها ومحاولاتها لتخريب ما هو قائم ولضرب أية جهود ترمي حتى للتقارب الفلسطيني كل هذا اضف اليه الاعتداء الوحشي على مسرى الرسول وثالث الحرمين الاقصى
والذي اثار حفيظه الاسلام والمسلمين والعرب ليشتعل فتيل الانتفاضة الثالثةوقد غدت الأكثر قلقاً لـ إسرائيل لأنها حرباً مفتوحة ضدهابالحجر بالسكين بقلوب عامرة بالايمان وسواعد قادرة على ايصال الحجر لهدفه
ولعلّ رد المقاومة الفلسطينية اليوم على إسرائيل التي تهدّد باجتياح الاقصى كلما هز الكوز بالجرة والاستهانه بالعرب وقدراتهم وامكانانهم وبحقوق الاهل بارضهم وممتلكاتهم وبكل القيم والمواثيق ينبه الى احتمال التحوّل إلى انتفاضه شامله تتحول الى حرب طويلة الأمد الأمر الذي يهدّد المجتمع الإسرائيلي برمته
فالحكاية اصبحت لا تقف اليوم عند مجرد اهداء فلسطينيين الشهادة في سبيل الله على ارض الاقصى او بشوارع الخليل او نابلس او غزة ولا باعتقال الابطال ولا تدمير البيوت على اصحابها العزل ولا الدمار فهناك العنت والاساءة للاديان وللقيم وللمقدسات الاسلامية وتدنيسها على الرغم من تعهداسرائيل للمجتمع الدولي في كل مناسبه باحترام حقوق الإنسان، كشرط لقبول الأمم المتحدة عضويتها فقد ظلت اسرائيل تضرب عرض الحائط بكل إلتزاماتها الدوليةوالاخلاقية ومارست ومازالت تمارس نهجاً عدوانياً وعنصرياً ثابتاًمن خلال تلك الممارسات البشعه والحروب التي تشنها على العزل والاطفال و مجازرها التي ارتكبتها في كل بقعه من بقاع فلسطين المقدسة حتى وصلت للمسجد الأقصى
وهنا الفارق بين الثقافتين الصهيونيه والفلسطينية فلولا ثقافة المقاومة لكانت القضية الفلسطينية قد بقيت بالأدراج، وتحوّلت يوماً بعد يوم إلى قضية لاجئين لهم الحق في المساعدة الإنسانية، في حين أن ثقافة المقاومة جعلتهم يرتقون إلى مصاف الشعوب المطالبة بحقها في تقرير المصير وإقامة الدولة باعتباره حق أساسي غير قابل للتصرّف، وهو حق يقرّه القانون الدولي ويتضمنه ميثاق الأمم المتحدة وقرارات هيئاتها استناداً إلى الشرعية الدولية لحقوق الإنسان وإعلان تصفية الكولونيالية وفقاً للقرار 1514 لعام 1960 والعديد من القرارات الدولية
واليوم يخرج النتن ياهو قائلا ان لاسرائيل حمايه مقدساتنا بعد ان رفض جلاله الملك عبدالله الثاني استقباله ومصافحته
ولاادري من سمح او يسمح بوضع الدب النتن ليحرس الكرم وقد شنها حروبا شعواء على فلسطين واهلها ومقدساتها ونسي انه من شن حروب عملية الرصاص المصبوب التي استمرت 22 يوماً أواخر العام 2008 وأكثر من نصف شهر كانون الثاني (يناير)2009، وجاءت هذه الحرب بعد حصار شامل ضد غزّة منذ العام 2007.وكذلك "عمود السحاب عام 2012 الجرف الصامد
وكانت تلك الحروب الثلاثة تهدف للقضاء على جذوة المقاومة وتفكيك بنيتها التحتية، وإجبارها على الركوع والتسليم بما تريده إسرائيل لكن هيهات ففي كل مرّة كانت تصطدم بثقافة التحدّي والتمسّك بالأرض والحقوق، وتضطر للعودة خائبة، رغم الخسائر والدمار الذي تلحقه بالبنى التحتيه ....لا بضمائر وقلوب شعب صابر وفي الوقت نفسه تزداد المقاومة ثقة بنفسها وبعدالة قضيتها وإصرارها على استحصال حقوقها كاملة وغير منقوصة، بما فيها الحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم طبقاً للقرار 194 لعام 1948.
فتعالوا نسال انفسنا لماذا الاقصى ومقدساتنا بهذا الوقت
لنقول ان اسرائيل تستغل كل لحظة او موقف لتحقيق اهدافها فكيف اذ ترى العرب بحاله تفكك والحروب والحرائق هنا وهناك وقد عاد الاستعمار من جديد ضامنا لها مصالحها
اسرائيل لم تظهر ولو لمرّة واحدة رغبة في العيش خارج نطاق العدوانية المتأصلة
لقد تعاملت اسرائيل مع الاطفال والعزل كاعداد او ارقام على الرغم من أن لكل فلسطيني حكاية خاصة، عاش بحذافيرها وتفاصيلها الصارخة.
واستخدمت "إسرائيل” جميع الأسلحة المحرّمة دولياً، وانتهكت كامل منظومة حقوق الإنسان، لكنها ظلّت أمام المجتمع الدولي، تظهر كأنها دولة مغلوبة
تحاول ان تقول انها تحمي نفسها هذه الحجة الواهية التي تتشبث بأهدابها في كل عدوان، وهي الكذبة التي حاول حلفاء "إسرائيل” تكرارها مئات المرات، ولكن على نحو ممل ومقرف، فمن يقوم بالعدوان ويطرد شعباً من دياره ويحلّ محله ويمارس العدوان ضده، يريد حجب حقه في المقاومة الذي هو حق يكفله القانون الدولي، لاسيّما من أجل تقرير المصير والتحرر ونيل الاستقلال.
إن ما يحتاج إليه المثقف العربي الشريف المؤمن بقضاياه صاحب المبادئ هو شحذ الأسلحة الفكرية والإعلامية
فالحكاية لا تقف عند مجرد القصف والقذائف والحرب والموت وسلب الارض وتشريد الاهل بل تتعداها للاساءة لللاديان والمقدسات وللضمير الانساني مخترقه كل الانظمه والقوانين والدساتير والاتفاقيات جمل هائج وذئب جائع شره