«إسرائيل».. وليس نتنياهو!

باسم سكجها
تُركّز التصريحات الرسمية الفلسطينية على أنّ السبب في الوضع الراهن هو الحكومة الاسرائيلية، وضمناً فهذا يُفهم أنّ الثورة الشعبية موجّهة ضدّ بنيامين نتنياهو، وليس إسرائيل، وفي حقيقة الأمر فإنّ مثل هذا المنطق لا يعني سوى الإلتفاف على الحقائق المؤكدة.
والمفارقة أنّ هناك أصواتا إسرائيلية تعتمد التحليل نفسه، والمفارقة الأكبر أنّ نتنياهو نفسه تنبّه إلى الأمر، فسارع إلى التصريح بأنّ الاستيطان في عهده هو الأقلّ منذ سنوات كثيرة، وعدّد ما فعله سابقوه، وبالأرقام.
وبغير قصد، بالتأكيد، تتحدّث الشخصيات الفلسطينية، على مختلف توجّهاتها، باعتبار أنّ ما يجري للأقصى هو سبب الانتفاضة، وأحياناً تُضاف مسألة الاستيطان، وفي حقيقة الأمر فإنّ هذين عاملان مُساعدان وليسا السببين الرئيسيين، فاستمرار الإحتلال هو السبب، وما دام قائماً فالفلسطينيون على حدّ الثورة في كلّ يوم.
هناك محاولات لتقزيم ما يحدث في فلسطين، واعتباره أمراً عابراً ينتفي بزوال الأسباب المباشرة، وهذا في قناعتنا فهمٌ خاطئ للموجة الجديدة من الثورة الفلسطينية، واستخدام سمج لأدوات التحليل القديمة البالية على حدث لا يشبه ما قبله، وفي قناعتنا أنّها ثورة متواصلة باشكال متعددة حتى زوال الإحتلال، وليس رحيل حكومة العدو، أو وقف تقسيم الأقصى، أو حتى تجميد بناء المستوطنات.