قلب للبيع
قلب للبيع
على غرار الإعلانات التي يتم تداولها هنا وهناك بعناوينها الملفتة من شاكلة "مفاجأة الموسم " و " فرصة لا تعوض " ، بودي أن أحجز مساحة صفحتين كاملتين في منتصف الجريدة وأن أستعين بخبراء تعليق يافطات لتعليق يافطات في الشوارع وعلى أعمدة الكهرباء تحمل إعلان " قلب للبيع ".
ففي زمن النكبات والنهفات وزمن الفاجعات والنائبات ، وفي زمن الهملالي ما زال هذا القلب قابضا على جمر النبض بلا كلل أو ملل ، متحملا كل العثرات والويلات والهموم.
ما زال هذا القلب ينبض عنيدا بنبضه ، مع أني أعلم علم اليقين أن النبض المتشبث فيه ليس إرادة فارادته انهزمت مع أول ريح ساكنة عبرت ، وليس قوة فشرايينه خائرة ، وأوردته حائرة وبطينه الأيمن لا يختلف عن بطينه الأيسر فكلاهما يعانين الهزل والمرار.
ما زال هذا القلب ينبض ليس صبرا وليس أملا وليس عشقا ، إنما مكابرة.
في ظل كل الصدمات التي تعرضت لها باقي القلوب والنكسات التي أغرقتهم الواحدة بعد الأخرى ما زال هذا القلب مداوما على النبض والتحمل والوقوف في زمن الحيرة وقلة الخيرة.
قلبي للبيع ليس بداعي السفر وليس بداعي عدم التفرغ وليس بداعي الملل.
قلبي للبيع بداعي الهروب إلى اللامكان وإلى اللاشيء ، بداعي الهروب من وهم إلى وهم.
قلبي للبيع ... وأنا من سيدفع الحساب .... كالعادة.
المحامي خلدون محمد الرواشدة.
Khaldon00f@yahoo.com