ماذا نريد من الحكومة

           

 

اكتب اليوم لاجيب على سؤالين احداهما لمن تكتب ولماذا تكتب؟؟

 والاخر ماذا تريدون من الحكومة .........

 ايها السائل

حين تكون الكتابة جهداً لانفعياً بالمعنى الصرف ينهض سؤال مربكٌ في وجه اندفاعات القلم وهو يبصر العالمَ وقد هيمن عليه المتزلفون والمتسلقين والمتملقين والأمّيون في زمن كَثُر فيه الكلام الجميل الذي يزين الخداع والكذب والفساد وقلّ فيه الفعل النبيل.. حتى غدت الكتابة تجديفاً بلا جدوىوسط كون يختنق في المحسوبية والشللية والفقر والغلاء والاشاعة والكذب والخداع والفساد  بانواعه

 ضجيج الآلة وسعار السوق والبطالة والمرض المتنوع الاشكال حتى يكاد يلفظ أنفاسه،

انا اشاركك الراي  لم يعد للكلمة تلك الهيبة التي كان بمقدورها أن تشرع للحلم أفقاً أو تسدّ للشرّ باباً. واصبحنا نكتب لنلوّن رتابة الأشياء ولنتجاوز تفاهتها ونتخطّى جهامة الحياة وعبثيّتها حين نمنحها المعنى؟ .. اتصالح فيها مع رحابة النفس مع ضيق الواقع اكتب لاؤكّد على حضوري في العالم.. وتأثيري فيه.. ولاوثّق بصماتي ووقع خطواتي لحظة عبوري الزمن.. اكتب ليكون الغد أقلّ سوءاً من اليوم لاولادي واولادهم ..ولنجعل الحياة أفضل وأشرف ممّا هي عليه الآن بإصرارنا على التمسّك بالحلم كقدرٍ لا مفرّ منه.. وبشغفٍ عميق بالحياة والحرية –نحن البسطاء الحالمين المعذّبين المنفيين في أوطاننا.. المتشبثين بحقّنا في الحياة ، والذين لا حدود لآلامناونسعي لانتزاع هويّة قادرة على أن تؤَنْسِن جبروت الوحش الرابض في معبد حضارة السوق المعدنيـّــة ... والاخر ماذا نريد من الحكومة


فلعل مايشهده اردننا الحبيب  تحت عناوين مختلفة يتطلب من العقلاء وقفة منطقية مع سؤال يجب أن يطرحه كل واحد منا على نفسه وهو ( ماذا نريد) ؟؟؟؟؟؟؟

ولعل حزمة القرارات والاجراءات والقوانين الهامةالتي بدات حكومة البخيت  بفردها على طاوله الحوارووزعتها على ورش العمل    تؤسس لمناخ وطني مستقر وجاذب لحراك سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وإعلامي أكثر تطورا ونضوجا

ولانعلم ماتحمله لنا الأيام القادمة مع أن ( الأمن والأمان ) هو المطلب الشعبي الأول وتحت سقفه العالي تأتي باقي المطالب المشروعة ضمن إطار الوطن ووحدته واستقراره

 صحيح أن هناك  مشاريع لقوانين هامة  تتناول كل المجالاتسياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية  الخ   هي قيد الدراسة كقانون الاحزاب والبلديات والاجتماعات والانتخابات الخ وهناك حرص شديد من القيادة على إصدارها بسرعة وضمن فترة زمنية محددة

 ولكننا نحن ندرك وغيرنا قد لايدرك أن هذه الاصلاحات القادمة هي ضمن اطار خطة متكاملة للاصلاح الشامل نجاحها يتوقف على ترجمتها إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع وهو مايتطلب مشاركة جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الاقتصادية والاجتماعية ومستوى وعيهم الثقافي إلى المشاركة الوطنية في صياغة مستقبل أفضل لوطننا

 بمعنى آخر أن الوطن مسؤولية الجميع والحفاظ على أمنه ،استقراره في هذه المرحلة لايقل أهمية عن المشاركة في بنائه هذا إن لم يكن أهم وجميعنا مشدود بشكل إرادي أو لاإرادي أمام شاشات الكمبيوتر والتلفاز نتلقى سيلا جارفا من التحليلات والتعليقات السياسية حول الأبعاد الحقيقية لما يجري والنتائج الفعلية التي يمكن أن يقود إليها هذا الواقع الجديد الذي لم يعد يستطيع أحد أن ينكره أو يتجاهله والتوقعات المستقبلية له - وهنا بيت القصيد

والسؤال الاهم  ماذا بعد ؟

ماذا علينا أن نفعل كمواطنين نحب بلدنا ونخاف علىأمنه واستقراره ؟

 وماهو دورنا كي يتجاوز وطننا الغالي هذا هو الامتحان العسير وفي هذا الوقت تتكاثر في الافق المشروعات الجاهزة لتفكيك الوحدة الوطنية وإعادة تركيب ثقافة جديدة بعيدة عن مجتمعنا وتراثنا الوطني والقومي تحت حسميات مختلفة بعضها جديد والبعض الآخر مهترىء وجميعها يستهدف خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى الهدامة ؟‏

إن مطلب الحرية الذي يعتبر بدون أدنى ريب واحداً من أهم المفاتيح الأساسية لمفهوم الاصلاح الشامل يرتبط بشكل رئيسي بمسيرة التحديث والتطوير التي يقودها

 

جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين ويتحدد سقفها الزمني التدريجي على قدر الوعي الشعبي السائد ومتطلبات تحقيق الانفتاح السياسي والازدهار الاقتصادي

وهو ما يتطلب تشخيص الواقع السياسي والاقتصادي وتهيئته للانطلاق به إلى مستويات أعلى توفر مستلزمات تحقيق الاصلاح الشامل الذي يلبي الاستحقاقات الداخلية ويمس الشكل والجوهر ويتصدى للأسباب الحقيقية لكل من ارادويريد المساس بالووحدة الوطنية او بامن هذا البلد- ورفض الاستجابة للضغوط  والمؤامرات التي نعرف جميعاً أنها لا تريد الخير للاردن  وشعبه

 لانه لا يمكن للاصلاح أن ينبثق من بيئة فاسدة ؟ نحن ندرك تماماً أننا ننتقل وفق أولوياتنا الوطنية من الاصلاحات الاقتصادية التي استمرت طوال السنوات الماضية إلى إصلاحات سياسية وفقاً لاحتياجاتنا ومرجعيتنا الوطنية والقومية

pressziad@yahoo.com