نحو تغليظ العقوبات لمخـالـفـي السيــر

حجزت إدارة السير 67 مركبة عمومية (سيارات السرفيس) تعمل على خطوط داخل العاصمة عمان بسبب تصرفات خاطئة لسائقيها مع مواطنين خلال اليومين الماضيين، وهذه الاجراءات تعد خطوة محمودة العواقب لاعادة البعض الى رشدهم بعد ان اصبحت قيادة المركبة في عمان معضلة حقيقية، ونوع من المعاناة الخطرة، ويمكن لاي مراقب يرصد بألم عدد الارواح التي تُهدر والى جرحي وخسائر مادية كبيرة، والسبب في ذلك رعونة قيادة المركبات خلافا للقوانين الناظمة للمرور في المملكة.

المشكلة ان هناك عدوى متفشية في الشوارع.. تجاوزات، وقطع اشارات وهي حمراء، والتوقف لانزال ركاب في مناطق محظور الوقف عندها مثل مداخل الانفاق بخاصة باصات الكوستر، وهي مشاهدات مرصودة يوميا، والعدوى انتقلت الى حافلات كبيرة مخصصة للركاب، وهذه المخالفات تعرض الركاب لخطر كبير وتعرقل مرور المركبات التي تمر في الشارعين الرئيسي والفرعي، ومن هذه الانفاق ...نفق يبعد قرابة 300 متر عن المدخل الرئيسي لمدينة الحسين الطبية.

وفي ساعات الذروة صباحا وعصرا تنطلق بالجملة شاحنات كبيرة وصهاريج مخصصة للمياه والوقود واحيانا تلك المخصصة لنضح المياه العادمة، والاغرب من ذلك ان معظم سائقي هذه السيارات الكبيرة يسلكون المسرب الايسر من الشارع، وينطلقون بسرعة تفوق المركبات الصغيرة، وتبث الرعب في قلوب سائق المركبات الصغيرة والمارة، وفي كثير من الاحيان تتم هذه المخالفات امام رجال السير المناط بهم مسؤولية ضبط حركة السير وفق القوانين.

في الصباح يوميا ربما باستثناء يومي الجمعة والسبت، تنطلق طائرات عمودية مخصصة للامن العام لتوجيه السير لتخفيف الازدحامات المرورية، ويتم مساعدة المارة من خلال الاستماع الى راديو ( أمن اف ام )، وهذه الاداة مهمة جدا الا ان التعامل مع المخالفين بقوة وبدون اي نوع من التساهل هو المطلوب، لردع المتمادين على القوانين والطريق ومستخدميها.

وفي ساعات متأخرة من الليل تصطف عشرات سيارات الخصوصي في مواقع محددة منها دوار الداخلية، دوار صويلح، المجمع الشمالي، ومناطق معينة في وسط تقوم بنقل الركاب، وهذه ظاهرة تتفاقم وتنطوي على مخاطر كبيرة على المواطنين، وتعديات على قطاع نقل الركاب، لاسيما في حال وقوع حوادث مرورية تكون المعضلة كبيرة اذ لا تعترف شركات التأمين بحقوق الركاب وتكاليف علاجهم.

كلمة مخلصة الى رجال السير ان لايتهاونوا مع هذه المخالفات وهي بادية العيان، وعقوبة حجز المركبات والشاحنات والصهاريج المخالفة، وفي ذلك مصلحة لعامة الناس، وربما يساهم ذلك في تخفيف الاختناقات المرورية وتقليص الحوادث المرورية التي تزهق ارواحا بريئة يوميا...ومن المؤكد اننا بحاجة لحملة اعلانية للتوعية باخلاق السير في الشوارع.