حين يصنع الغرب «الغول» في منطقتنا

خالد أبو الخير
لا يكاد الغرب يشتبك مع خطر حتى يبدأ بالبحث عن آخر، أو اختراع آخر.
اليوم مثلا، يتجاوز الغرب خطر داعش المشتبك معه اصلا، والقاعدة للحديث عن تنظيم يقول إنه أخطر، يدعى تنظيم «خراسان».
وقبل سنوات، وبعد احتلال العراق بعام، نشرت صحف عربية وغربية منها الحياة اللندنية، تقريرا بدا لي استخبارياً، يتحدث عن بروز تنظيم القاعدة.. يوم لم تكن في العراق «قاعدة واضحة المعالم».
يعيدني ذلك، الى وقت بروز البروستريكا -الاصلاح والبناء- وسياسة «الغلاسنوست» –الشفافية- في الاتحاد السوفياتي السابق، عندما بدأ آخر رئيس لهذا الاتحاد ميخائيل غوربتشاوف سياساته التي افضت الى تفكك الاتحاد السوفياتي فيما بعد، يومها بدأت صحف امريكية مرموقة تتحدث عن «الخطر الاسلامي وما يمثله الاسلام من تهديد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي» الذي لم يكن قد سقط حتى تاريخه.
هذه الأسبقيات تثير التساؤل: هل كان ما ينشر عن مراكز الابحاث وفي الصحف والمجلات الغربية المرموقة توقع ومجرد تنبوء، أم صناعة؟
بمعنى انه في الوقت الذي كانت فيه تلك المراكز والدراسات تتحدث عن بروز خطر ما، كانت تجري تهيئة الارضية والدعم اللوجستي لظهوره أو على الاقل غض النظر عن هذا الظهور، ليشكل بعبعاً مطلوباً لغايات في نفس المخططين الاستراتيجيين الغربيين ودوائر الاستخبارات!.
والهدف الأول من ايجاد غول كهذا إنما «تخويف شعوبهم، لتمرير سياسيات داخلية وخارجية ما كانت لتمر لولا التهديد الذي يمثله هذا «الفرانكشتاين» المتوحش». والثاني: «اشغال المنطقة والعالم بهذا الوحش»، والثالث: «استنزاف اموال وامكانيات المنطقة في عملية قتل الوحش»؟ والرابع: «تعدد الوحوش قد ينسي الناس الخطر الحقيقي وهو اسرائيل». والخامس: «يبقى في نفوس القائمين على صناعة الوحوش..»؟
قد يبدو هذا الكلام «تهويما» بالنسبة للبعض، لذلك ارجو ان يعود القراء الكرام الى «الارشيف» ويقرأون: هل كان ظهور هذه التنظيمات الاعلامي سباقاً لظهورها المادي.. أم لا؟
تنظيم « خراسان» الذي يجري الحديث عنه حاليا على استيحاء، وبين الحين والاخر، باعتباره «اخطر من داعش، ويبدي تشددا اكثر من داعش»، لا تستبعدوا أن يكبر ويتعملق غداً بل يبدو المسيطر و»الغول» الذي لا يجارى ويتهدد كل شيء.