الدم النازف

ه
فوق أرض فلسطين الطاهرة والمدنسة من شراذم اليهود ، يخرج الأبطال من أبناء فلسطين بعمر الورد وتفتح الزهور دفاعا عن أرضهم ووطنهم وعرضهم وشرفهم بصدور عارية مكشوفة غير عابئين بدبابات وأسلحة فتاكة من عدوهم الجبان ، سلاحم حجر ونشاب ومقلاع وقد يكون سكينا في وهج الشمس يلمع ، ليدب الرعب في جنود جيش لا يقهر.
لهؤلاء الأبطال الف تحية لإنهم رفعوا الرؤوس حين تطأطئ الرؤس في الوحل ، لهؤلاء الفتية والشبان والفتيات التحية وبارك الله فيكم وسدد رميكم وأذل الله عدوكم الجبان.
إن ما فعلتموه بهؤلاء الجبناء لهو دليل مجد وعز وفخر وقد يكون للأمة يوم شأن ، وإن كان لنا في سالف العصر المجد والرفعة والعز والشأن وحين قال الله كنتم خير أمة أخرجت للناس، فلن تخيب الأمة طالما كان فيها أبطال كأمثالكم.
فرغم الوهن ورغم الإنكسار تبقى فئة من البشر على طريق الحق تسير ولا تعبأ بما يكون لها من تعذيب وتنكيل وتدمير ، لإن طريق الحق صعبة ، ومجداف النصر لا ينكسر وإن أصابه العور.
أنتم أيها الشباب فخر الأمة ، وانتم من تستحقون الحياة، أنتم من تصنعون التاريخ من دمكم النازف على أرض فلسطين الطاهرة النقية ، براعم الأمل ستتفتح بلون إرجواني من دمكم الزكي الذي ضمخ الأرض بعطر الشهادة، وستخضر الأرض من بساط الجنة التي توعدون بساطا أخضرا للقادمين ، وتعسا للصوص والمارقين ، وقبح الله وجوه المزاودين والخونة وشراذم المندسين تحت عباءة الذل المأجورين للعدو اللعين.
الفخر لكم ، والمجد لكم والعز لكم، والسماء تتلقى الأرواح الطاهرة حين ترتقي للشهادة ، والوحل تغوص فيه أرواح الجبناء وأصحاب الدناءة والنذالة.