الحكومة والبغًلة
في عام 1983 كنتُ مزارعاً في وادي الواله. وتعطل لدي مضخة المياه فاستعرتُ سيارة من احد الأقارب من اجل أن أخُذ القطعة التي تعطلت إلى مادبا لإصلاحها. وكانت السيارة بطاريتها عطلانه ولا تشتغل إلا تعشيق. وكانت الطريق رمليه ولا نستطيع دفع السيارة لتعشيقها. وكان لدينا أجلكم الله بغّلة نحرثُ عليها. فقمنا بربط سحاب المحراث في السيارة وربطها على البغّلة من اجل سحب السيارة. وكان احد الأشخاص يقود البغَلة, وأخر يضرب البغّلة بالسياط من الخلف ,والمجموعة الآخرة تدفع بالسيارة تساعد البغّلة. ولكن البغّلة رفضت السحب وقالت:"عبود والليالي السود ما أتقدم خطوه"وقامت بالرجوع إلى الخلف. وأخذت تضرب, وترفس بأرجلها الخلفية وكسرت ضوء السيارة الوحيد.
علاقة الحكومة الأردنية بالإصلاح هي نفس علاقة البغّلة بسحب السيارة .عندما أتينا بالبغّلة لتساعدنا في سحب السيارة وقاومت البغَلة السحب وأخذت تتراجع إلى الخلف وترفس بقدميها السيارة . جاءت الحكومة من اجل أن تنقذ الشعب. وتخرجنا من ظلمات الفساد والواسطة والمحسوبية والفقر والبطالة إلى نور العدل وتكافؤ الفرص والحرية والمساواة .كما قال دستورنا.وتقوم بإصلاحات سياسة واقتصادية ومحاربة الفساد. نجد أن الحكومة تتقدم خطوة إلى الأمام وتتراجع عشر خطوات إلى الخلف. ترسل قضية إلى مكافحة الفساد وتخرج السجين خالد شاهين من السجن إلى خارج البلاد للعلاج . قالوا أنهم يدرسون إعادة هيكلة الرواتب لتعديلها وتقليص الفارق. وهم يوقعون عقود برواتب شهريه تصل إلى ألاف الدنانير.وتدعي محاربة الفساد ,وتجري تعيينات في وزارة الخارجية وفق الواسطة والمحسوبية وعلى قاعدة محمد يرث ومحمد وما يرث .وتدعي ضبط النفقات وترشيد الاستهلاك وتقيم ولاءات للملك تكلف الآلاف. إن الحكومة تشتري الوقت ولا تفعل شي .هناك متآمرون لا يردون الإصلاح وهم المستفيدون من الوضع السائد المستفيدون من الفساد .الذين بالإصلاح يفقدون هذه المنافع من سرقة أموال الشعب وتوريث ابناهم مناصبهم. عندما تُحارب الواسطة والمحسوبية لا يستطيعون توريث أبنائهم الثروة والمناصب .كيف يقبلون ابن رجا , ومحمد , وعلى..... أبناء الحارثين من الشعب الأردني أن يكونوا وزراء وسفراء ومدراء. هذا الشيء بالنسبة لهم هو الموت ولابد من أن يدافعوا بكل قوة لمحاربة الإصلاح.
جلالة الملك أمر الحكومة بالإصلاح في كتاب التكليف السامي والتوجيهات المستمرة للحكومة. وقام هو بنفسه بدور الحكومة من لقاءات وحوارات .وكذلك الشعب الأردني يطالب الحكومة بالإصلاح والأحزاب تضغط من خلال المسيرات والأعتصامات. والحكومة ومن واراها يتراجعون إلى الخلف.وعلى قول المثل:"وصلت قعر البئر وهي تقول وحيات حبا بتي ما أطيح"
إن شاء الله كما قمنا بجلب بطرية للسيارة وشغلناها وسارة إلى الأمام. أن يكون عند الحكومة الإرادة الحقيقية والقدرة على الإصلاح وتسير إلى الأمام قبل فوات الأوان. أستبحكم عذرا من ربط موقف البغّلة من سحب السيارة مع موقف الحكومة من الإصلاح مع احترامي للأشخاص.