إسقاط تركيا للطائرة بدون طيار.. لغز يبحث عن حل؟
كنت ظننت أن ثمة تسرعا روسيا في نفي سقوط طائرة من دون طيار فوق الأراضي التركية، بنيران تركية، وتوقعت ان تقوم القيادة العسكرية الروسية بإصدار بيان تعتذر فيه عن هذا الخطأ الفني.. لكن ذلك لم يحدث.
عموما.. انتهكت طائرات روسية تعمل في سوريا المجال الجوي التركي مرات عدة منذ مطلع الشهر الجاري، الأمر الذي حدا بوزارة الدفاع الروسية الى إجراء اتصالات مباشرة مع الجيش التركي لتجنب وقوع حوادث مع الطائرات الحربية قرب الحدود.
واشنطن بدورها اشتبهت بأن تكون الطائرة التي اسقطتها طائرات حربية تركية بعد اعتراضها وتحذيرها وفق قواعد الاشتباك، ثلاث مرات ، قبل إطلاق النار باتجاهها، روسية.. وإن كان تحديد هوية الطائرة ما زال مبكرا وفق ما قال مسؤول أمريكي.
الطائرة لن تبقى مجهولة بالتأكيد، ولم تأتِ من بعد آخر، فهي إما روسية أو أمريكية أو ايرانية، وهي الدول الثلاث الرئيسية العاملة في شمال سوريا، التي تمتلك طائرات بدون طيار، فضلا عن «الكيان الصهيوني»، مع استبعاد أن يكون لدى تنظيمات عاملة هناك هذه التكنولوجيا، وإن كان ليس مستبعداً، بل شبه مؤكد أن تكون هذه الطائرة قامت بعملية استطلاعية لصالح قوة ما على الارض، بهدف استكشاف ثغرات، إن وجدت، في الحدود التركية، خصوصا وانها اسقطت بعد توغلها لنحو 3 كيلومترات داخل الاراضي التركية.
ولا ينبغي أن نغفل عن كون تركيا تعرضت لهجمات إرهابية. وهي مستهدفة بسبب مواقفها السياسية تجاه الازمة السورية.
ومهما كانت جنسية هذه الطائرة او الجهة التي تعمل لصالحها، الا أن المؤكد أن ما قامت به يمثل عملا استطلاعياً عدائيا ضد تركيا، وهذا يفسر رفض اي جهة تبني الطائرة حتى الآن. ومن حق تركيا أن ترد، كما من حقها اتخاذ الاجراء المناسب بعد الكشف عن هوية الطائرة، خصوصا بعد دراسة الحطام وفحصه.