من «سقف السّيل» الى «البوليفارد»

كان «جبل الحسين» قبل اكثر من عشرين سنة، «أرقى» مكان في عمّان، من وجهة نظر الشباب والصبايا. وكانت العيون «تزغلل» على «الباترينات» و»واجهات المحال التجارية، وكان الشباب «يتصعلكون» حول «مدرسة سُكينة»،و عند «دوّار فراس»، يتناولون السندويشات ويشربون العصير من محل «رنّوش» ... ثم انتقلت الاهمية الى «الشميساني»، وكنت تجد الشباب والصبايا في «الفاروقي» و»عطا علي» والمقهى المقابل للفاروقي «راح عن بالي اسمه»، وقتها، اكتشفتُ لأول مرة طعم «الكابتشينو» القهوة الجميلة ذات الرغوة المُغرية. ثم كان لشارع «الجاردنز» وصفي التل ولـ»مجمع جبر»، نكهة التباهي بالذهاب في مشاوير معلنة، ليتميز بها الشباب بين اقرانهم. وبعدها، اتجه الشباب والصبايا واليافعون من الجنسيْن الى «شارع الوكالات» في «الصويفية»، وبسبب الزحام والشوارع المُغْلقة التي تحتاج الى «دليل مروري» لمعرفة الشوارع «المسموحة والممنوعة»، ثم اتّجه هؤلاء شرقا الى «جبل عمّان/ شارع الرينبو»، ومقاهي الرصيف «الباريسية». وأخيرا، وليس آخر، بالطبع، اخترعنا «البوليفارد». ومعنى كلمة «boulevard» كما في القاموس» الجادّة» او «الشارع»، او «الشارع المشجّر». وأظن الاسم جاء من «الفرنسية». ومنذ سنة والناس يحكون عن «البوليفارد» ومحسوبكم «غايب فيلة». لا أدري عن الموضوع سوى، مكان في قلب» العبدلي» و»أبراج» وحول «سور» يلتفّ حوله من كافة الجهات. وظهرت «اقاويل» ما بين «مؤيد» و»معترض» على وجوده، وسمعنا قصصا تشبه تلك التي واكبت اكتشاف المحيط الهادىء او «بحر الظُّلمات». اغلب الكائنات تذهب و»تتصور»، «سِلفي» و»خالي» و»عمّي» في «البولفارد». الاّ «العبد الفقير»، الذي ينتمي الى «سقف السّيل» كـ «أكثر مكان ممتع» بالنسبة لواحد مثلي. حتى شاءت الاقدار التي دائما ما تكون رحيمة بي. ودُعيت، الى «البوليفارد». من اجل تسجيل لقاء في برنامج الاُخت والزميلة لارا طماش «خليك في الجوّ». الذي يُصوّر هناك. ووجدتني في «ورطة» بعدما اعلنت الموافقة على المشاركة في البرنامج. وأخذتُ أسأل «اصحاب الخبرة» من روّاد «البوليفارد» كيف ومن اين اصل اليه. وقيل لي ان هناك «رسوما/مصاري» تُدفع عند الدخول. وانا «ممعيش مصاري». وقضيت يومين اسأل واستفسر وكل شخص يحكي قصة مختلفة وكأنهم اردوا لي المزيد من الحيرة وانا «خايف ما اروح» و»تزعل» لارا، وانا ما بحب ازعّلها. واخيرا، لجأتُ الى سائق تاكسي اقلّني «مخفورا» الى «البوليفارد». وجدتُ فيما وجدت صبايا «لابسات كَتّ/حفر». وشباب يحوّمون في المكان مثل الفراشات حول الضوء. عمارات وواجهات زجاجية، وساعتان وانا اتأمّل المكان. والأهم، أنني شعرتُ أنني «مسحت جهلي»، بعد ان تعرفتُ على.. «البوليفارد»..!