جمال العلوي

عالم حولنا ملتهب، الانتفاضه مشتعلة، الدم يلون كل هضاب الارض والدحنون يزهر بلون الدم وربيع الانتفاضة الثالثة ،ووسط زحام الشهداء في فلسطين ورصاص الموت في سوريا وفي العراق وليبيا وصواريخ تحرق الاخضر واليابس في اليمن يطل علينا وزير السياحة في خبر أطول (سحسيلة) أطول رقم قياسي في العالم.

أنا لست ضد تطوير السياحة ،بل معها بالمطلق ونحن دعاة تطوير السياحة في منطقة البترا التي تئن تحت وطأة تراجع السياحة لدرجة أن القوائم أصبحت جاهزة بالفنادق التي تفكر في الاغلاق جراء ثقل الالتزامات المترتبة عليها.

يجب أن نعرف متى نختار صرعات منظمة ومتى نؤجلها حتى لو كان هناك ترتيبات مسبقة فحين يتقدم الدم لا مجال للحديث عن أطول أو أقصر(سحسيلة) والحديث عنها يدخل في اطار العبث واللهو الذي لا مبرر له.

رفقا بمشاعر الناس وظروفهم فهناك عشرات الشهداء يموتون دفاعا عن الأقصى وقبة الصخرة وفي مواجهة نظريات التقسيم الزماني والمكاني.

أعرف أن نوايا الوزير طيبة وأن سحسيلته مصنوعة بأيد أردنية ماهرة وأن الرغبة في إحداث ترويج سياحي هي مهمة وله أولوية ،لكن علينا أن ندقق في الاختيار ومواعيده وخاصة أن الشعب الاردني كان يوم جمعة ينتفض من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب تعبيرا عن التضامن مع الأقصى وسيل الدماء الهادرفي الضفة وغزة والقدس.

لن تتراجع قوافل حركة السياحة جراء تأخير إطلاق وتشغيل السحسيلة الشهيرة لكن التقدير لظروف الناس والمجتمع وما يحيط بنا في المنطقة الملتهبة يعد أولوية مهمة.

لذا نظن أن غياب الأفق السياسي في صناعة القرار يجعل في المبادرات لحظات قاصرة وتدخل في إطار العبث.

ارحمونا يا أصحاب الافكار المنتجة التي تبحث عن الترويج الاعلامي وتقفل في ذات الوقت الطريق على كل البرامج الجادة التي تهدف الى ترويج السياحة كما حصل في مشروع الترويج للسياحة الأردنية في روسيا حين تراجعت هيئة السياحة عن دعم البرنامج في لحظات صعبة.

في المحصلة أرجو أن لا يغضب مني أصحاب رياضة التسحسل لأنني قطعت عليهم أخبارهم السعيدة بتسجيل رقم قياسي جديد...!