الانفاضة وحجارة من سجيل



بوركت الانتفاضه واهلها بورك الحجر الذي يذود عن مسرى الرسول وثالث الحرمين واولى القبلتين فوالله انه من سجيل
نعم ان الفلسطيني اين حل واين ارتحل يظل المنذور للحياة والعمل قولا وفعلا،وهو من يرسم الآن ما سمي موجة الحضارة الجديدة، وهو من يعيد فك الصدأ، ويعيد النبل للإنسان،
الوطن عندهم ليس حجرا وفيلا ونبع ماء بل الجنه ‏التي يحلم ان يبقى بها .......للوطن عندهم حكايات، وبطولات وتضحيات، لم يبخلوا يوماً ما بالمزيد منها، رواية وفعلاً وقدرة على الابتكار والمضي قدما إلى آفاق أكثر رحابة، الوطن المبني عبرالاف السنين من الحضارة والعطاء، والمعطر بورود من دمائء الشهداء فلسطين ليست مجرد تراب ورمل وجبال وماء، وانهار، انها أبعد غوراً من ذلك، فهي الجنة الأولى والتكوين الأول،

وللشعب الفلسطيني مع وطنه حكايات لا تنتهي، على الرغم من كل ما لحق به من اوضار وشوائب وكوارث، بفعل فاعل، وتخطيط مسبق ومتعمد، وتامر على شعبه وحضارته ودوره الحضاري ومسيرته .. الفلسطيني الفاعل حضارياً وإنسانياً، برز حقيقة لا يمكن لأحد في الكون أن ينكرها، أو يتجاهلها، لانه يدافع عن قيم كونية، ليست وليدة اليوم، ولن تنتهي في الغد إلى غير رجعة، لانها اذا ما انتهت فإن العالم كله سيلفه حالك السواد، ويعود إلى قرون الظلام والعته والجنون، ولن ينفع حينها ندم أو موقف.‏...فالعالم كل العالم يعرف ذلك بعضه يذهب بعيداً في غيه وظلمه وطغيانه يعرف ان الفلسطينس سواء كان في ساح الوغى خنجرا او حجرا ام في معمله وحقله، ومشفاه، في دروسه، اينما كان انما يمثل الفعل الحقيقي للحياة، يضحي يقاتل يبدع من أجل أن يعطي للوطن معناه ومبناه، ويعرف ذاك الطاغي في وحشيته، إن من يخون وطنه، لا أمان له، فالوطن العرض الأول، والبيت الأول والمسكن النهائي.‏فكيف اذا كان المستهدف اليوم هو الاقصى قبله المسلمين الاولى وثالث الحرمين ومسرى الرسول الاعظم وكيف اذا استصرخت قبته وحجارته ابناء الاقصى وحماته فهبوا لنجدته وحجارة سجيل بين ايديهم يقذفونها بوجه المعتدي على الدين على الاقصى هبوا بانتفاضه شامله وقد كانت تلك الانتفاضة هي الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي تقدم اليوم فرصة ذهبية لتصحيح المسارين الفلسطيني والعربي في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث ينتفض جيل ثالث من شباب فلسطين الذين خبروا ما عاشه جيلان سابقان تحركا في انتفاضتي الـ 1988 والـ 2000 حيث انتهت خبرة الجيل الأول المنتفض تحت راية سقوط الرهان على العمل الفدائي عبر الحدود مع ترحيل منظمة التحرير ومقاتلي الفصائل من بيروت للخيار نحو الداخل الفلسطيني وتوجت الانتفاضة باتفاقيات أوسلو عام 1993 بينما جاء اختبار الجيل الثاني للخيار الإسلامي الذي يجسده الإخوان المسلمون بجناحهم الفلسطيني الذي تمثله حركة حماس وتوج الاختبار بتحرير غزة عام 2005 لكن الخيارين والاختبارين تكرسا في ذاكرة الجيل الثالث الذي يتصدى لانتفاضة اليوم بهزيمة الخيارين التفاوضي والإخواني وخروجهما من موقع الأهلية لقيادة النضال الفلسطيني، خصوصا بعد انكشاف حجم تورطهما مع محاور إقليمية ودولية لا يخفى حجم علاقتها بـ«إسرائيل»
وبالتأكيد, لن تكون كل قوى التآمر قادرة على طمس الانتفاضة التي تشكلت وارتسمت ملامحها, مالم تكن احابيل التآمر الدرب إلى ذلك, امل جديد يرسمه الشبان الفلسطينيون بحجارتهم بدمائهم, والخوف كل الخوف ان تكون كواليس التآمر قد بدأت حبك خيوط التآمر لاغتيال الانتفاضة الجديدة كما فعلوا في المرات الماضية

فالانتفاضة اليوم ماهي الا النار التي تتقد تحت الجمر, ربما خبت وبهتت قليلا, لكنها موجودة ولم تغب طوعا ابدا وإنما تم قسرها على الغياب في ظل عوامل ومتغيرات كثيرة مرت بها المنطقة
ويضاف اليها التواطؤ الذي حولها - أي الانتفاضة- إلى عبء على الشعب الفلسطيني بدلاً من ان يعمل على استثمارها سياسياً وعلى ارض الواقع, انتفاضتان فلسطينيتان بوجه الاحتلال الصهيوني و لم تصلا الى نهاية الدرب الذي كانتا من اجله, تم الاجهاض بشكل او بآخر, ودفع ابناء الشعب الفلسطيني شهداء ودماء بوجه الطغيان , وثمة من عمل على الاستثمار باتجاه آخر.‏
اليوم تتجدد الانتفاضة, وهي التي لم تغب وان كبت حينا من الوقت, تتجدد بوسائل المقاومةالمشروعة, حق الدفاع عن الوجود والحياة ولو بأبسط الوسائل امام وبمواجهة جبروت الطغيان المدجج بكل الاسلحة وادوات الغدر والقتل, وامام صمت عربي وعالمي, اطفال عراة يواجهون الاحتلال ويعلنون ان الجذور لاتموت, وان اصحاب الارض قادرون على تجديد ادواتهم ومواجهة العدوان ,يقاومون بالحجر, بالسكين وبالصدور العارية وهم يعلمون ان بيوتهم ستهدم واهلهم سيشردوا لكنه التحدي .... والعالم مشغول بغير مكان, عواصم القرار كما تسمى, واشنطن وباريس ولندن, ومن يلف لفيفهم مشغولة بحياكة المؤامرات على الارض والحجر والشعب ومقدرات الشعب وتمزيق وحدته والعمل على انهاء القضية الفلسطينية وحق العودة كما يرى من جهته ناهيك عما يجري على ارض من اقامة مستوطنات واغتصاب الارض

انتفاضة الاقصى بدأت ملامحها وتجلت بعنفوان شبابها القادرين على اعادة وصقل القضية ووضعها بالواجهة من جديد فهل تستمر بتحرق الاخضر واليابس وتظهر التربة الطهور خاليه من اثار الهمجية ضاحكه مستبشرة نظيفه من رجس الصهاينه وندخلها ثانية مرفوعي الراس نقول للاقصى نحن ابنائك ....الذين لم نخذلك .....‏


.