سوريا تتهم النائب اللبناني جمال الجراح بتمويل خلية لزعزعة أمنها
في حلقة أولى من مسلسل اعترافات، يتوقع أن يكون طويلاً، بحسب صحيفة "البعث" السورية، تم الكشف عن ما وصف بـ "المؤامرة" التي حاولت استهداف سوريا في وحدتها الوطنية والنيل من أمنها واستقرارها من خلال مشروع تموّله جهات من الخارج، ويستخدم في الداخل، يقوم على ترويج شائعات والقيام بأعمال تخريبية وتشويه صورة الأجهزة الأمنية.
واشارت الى ان التلفزيون السوري بثّ فجر اليوم اعترافات "خلية إرهابية" مؤلفة من ثلاثة أشخاص، تورطت في الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق السورية.
وأكد أفراد الخلية أنهم تلقوا أموالاً تفوق التوقعات من جهات خارجية، أبرزها عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح، إضافة إلى أسلحة فردية قناصة ومسدسات وقنابل يدوية وهواتف نقالة متطورة جداً، تعمل على شبكة "الثريا"، وذلك بهدف التحريض على التظاهر، والدعوة إلى إسقاط النظام في سوريا، والقيام بأعمال تخريبية، من شأنها المساس بأمن سوريا.
كما اعترف أفراد الخلية بتجنيد أشخاص آخرين من مناطق عدة مقابل مبالغ مالية وتصوير مشاهد عبر جهاز الموبايل لإرسالها إلى ما يسمّى بموقع "الثورة" الإلكتروني لنقلها إلى قنوات فضائية اعتمدت في مادتها الإخبارية على هذه المشاهد.
وأقرّ أنس الكنج مواليد دمشق 1982 "رئيس الخلية الإرهابية" بأنه على اتصال بأحمد عودة من جماعة الأخوان المسلمين، ويتردد كثيراً على لبنان، والذي بدوره زوده بأموال وقناصات وروسيات للقيام بعمليات تخريبية وتحريض الناس على التظاهر والهتاف بشعارات "الحرية".
وقال: "جندت أصدقائي المقربين منذ خمس سنوات، وهم محمد بدر القلم ومحمد أحمد السخني، وتم التخطيط للهجوم على مخفر السبينة في ريف دمشق، وتعهد أحمد بتزويد خليتنا بهواتف متطورة بهدف تصوير الجرحى وإرسال الصور إلى المواقع الإلكترونية، وبسيارات تشبه سيارات الشرطة، كما تم التخطيط للاعتداء على المظاهرات المؤيدة للرئيس الأسد".
ولفت أنس الى إن "أحمد كان صلة الوصل مع النائب اللبناني جمال الجراح من طرابلس، وقال لي إن جمال كريم ويساعد عائلتي بالمال، وسيزودنا بأسلحة متطورة يتم نقلها من لبنان عن طريق الرشوة، وتدريبنا عليها من قبل خلايا أخرى لا أعرفها، وإنما يعرفها أحمد، ووعدني أن ألتقي جمال، ولكنه لم يستطع بسبب انشغاله المتواصل".
وأضاف أن "احمد تعهد بتعريفي على فداء السيد رئيس الأمن العام لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا، ودعاني إلى إطلاق النار على المتظاهرين، وتصوير ذلك، وبثه على موقع "الثورة السورية" على الإنترنت، للفت إنتباه العالم لضرورة التخلص من هذا النظام بأي شكل لأنه "نظام ظالم".
بدوره، اعلن محمد بدر القلم العضو في الخلية انه "تربطني علاقة صداقة مع أنس منذ خمس سنوات، واتفقت معه على حشد الناس للتظاهر عن طريق الأموال، التي يزودنا بها جمال الجراح بوساطة أحمد عودة".
واشار الى انه "تظاهرنا أمام الجامع الأموي في الأسبوع الأول، وبعدها تم الاتفاق على البدء بالعمل التخريبي، فاجتمعنا مع احمد عودة في باب المصلى، وأعلن أحمد استعداده تزويدنا بسيارات أمنية وأسلحة متطورة وحتى دبابات عن طريق لبنان، ودعانا إلى القيام بالتخريب وتصوير ذلك، وبثه على فايسبوك".
الجراح ينفي
في غضون ذلك، اكد عضو "كتلة المستقبل" جمال الجراح، ان موقف "تيار المستقبل" في ما يتعلق بسوريا واضح من هذا الأمر وصريح بعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، مشيراً إلى أن ما نُشر عنه في التلفزيون السوري هو جزء من حلقة متكاملة بدأت في لبنان، وانتقلت الى سوريا، وهي بالتالي انعكاس لما حصل ويحصل في لبنان.
وقال الجراح "لا نريد ان يتدخل احد، ولن نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون سوريا، باعتبار انه ليس لدينا القدرة ولا الرغبة في التدخل، ومسألة الاعترافات المبرمجة والمدبلجة التي يقصد منها الاساءة لفريقي السياسي ولي شخصيًا، لا تعنينا، واذا كانت لديهم دلائل فليخطروا الدولة اللبنانية، والقضاء اللبناني سيأخذ مجراه".
ولفت الى ان هناك علاقة شخصية بينه وبين النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام، لكنه ملتزم بقرارات "تيار المستقبل"، "فأنا مش فاتح دكانة على حسابي داخل التيار". وأضاف: "سأصدر بيانًا في هذا الموضوع، اوضح فيه الامور، ولكن موقف "تيار المستقبل"عنه عبّر لسان الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري.
نفي زيارة الأسد الى السعودية
هذا ونفى مصدر رسمي سوري لمراسل قناة "المؤسسة اللبنانية للارسال" في دمشق ما نشرته بعض الصحف السعودية في شأن زيارة مرتقبة للرئيس السوري بشار الاسد الى السعودية اليوم. كما نقلت قناة "المنار" عن مصدر سوري نفيه الزيارة ايضًا.
وكانت تقارير تحدثت عن لقاء بين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز مع الرئيس السوري بشار الأسد، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين الرياض ودمشق في كل الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية، وتداول ملف الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بهدف إنهاء الانقسام الداخلي والوصول إلى اتفاق المصالحة المرتقبة، إضافة إلى بحث ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وطبيعة التحرك لمواجهة التعنت الإسرائيلي.
من جهة أخرى، أوضحت المصادر أن الأمير سعود الفيصل سيعقد مباحثات على هامش الزيارة مع نظيره السوري وليد المعلم، يتم خلالها مناقشة تفعيل الحوار السياسي بين الرياض ودمشق؛ بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. ووضع استراتيجية عربية لمواجهة الموقف الإسرائيلي المتعنت.
وذكرت الأنباء أنه سيرافق الرئيس السوري وفد رفيع المستوى في زيارته إلى السعودية، التي تستغرق أيامًا عدة، يتضمن نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخاجية وليد المعلم وعددًا من كبار المسؤولين السوريين.