تجارة السكاكين!


كان لتجارة سن السكاكين سوق رائجة وموسم جميل ينتظره الكثير من سكان القرية، حيث ما ان يشرع الربيع بثوبه الاخضر الجميل حتى يظهر (النور) بالقرية ويأتي صاحب بندول سن السكاكين ليجلس في ساحة ما ويدور البندول بدواسة القدم ويقوم بعملية سن السكاكين وامضائها ليعيد لها بريقها وحدها القاطع الحاد لتعود وكأنها جديدة!
كانت الامهات يسبقن بعضهن بعضا من اجل سن سكاكينهن بدﻻ من شراء واحدة جديدة، وذلك ان القديم اكثر متانة وقوة، عدا عن سعر بعض السكاكين الباهظة نوعا ما سيما ان كانت اصلية.
أعتقد أن تجارة السكاكين وسنها الان لن تكون كاسدة سيما في فلسطين المحتلة، فقد أثبتت السكين الآن أنها السلاح الذي ﻻ يشق له غبار، لذلك لن يعيها الصدأ بعد اليوم فقد ابتكر شبابها الحر طريقة فريدة لسنها على رقاب الصهاينة المعتدين!
لكني أخشى أن تسمع حكومتنا هذا الكلام فتضيف ضريبة جديدة على كل من يشتري سكينا جديدة.. خوفا من أن نشرعها في وجه الفساد ونحز رقبته.. أو ان تقوم بمنع بيعها للمواطنين.. كل شيء جائز!