الملكية الدستورية هي الحل للأزمة الأردنية

الملكية الدستورية هي الحل للأزمة الأردنية

بقلم محمد سلمان القضاة

اللهم لا تجعلنا نحلق عاليا إلى الخط الأحمر، فنحن الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، لا نؤمن بأي خطوط حمراء من اصله، سوى بالذات الإلهية والأنبياء والرسل المكرمين والصحابة الأكارم، ولكننا تربطنا بالهاشميين الطيبين شكلا من أشكال العلاقة المميزة المبنية على المحبة والاحترام المتبادل، خاصة وأن الحديث بكل الصراحة والصدق أمامهم أو على مسمع منهم أو مسمع من قد يوصل إليهم رسائلنا الشعبية لا نعتبره لا خطا بأي لون كان، ولا حاجزا ولا عائقا بأي صورة من الصور يحول بيننا وبينهم.

فالعاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال الذي عايشناه، علمنا بقوله "نحن قوم لا ننحني إلا لله"، وهو يرحمه الله القائل "فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة، وهو يغفر الله له القائل "من عادى فلسطينيا فهو خصمي إلى يوم القيامة"، وهو القائد الذي امتعض عندما وصف أحدهم في حضرته الإسلاميين "بخفافيش الليل"، وهو الذي قال لي "عجلون في القلب يا سيدي"، عندما قلت له على العلن وأمام الملأ "عجلون مظلومة يابو عبد الله".

إذن، لينم الحسين في رحمة الله بعون الله في سلام قرير العين، فها نحن الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، نرجو المولى للحسين المغفرة والرحمة، ففي عهده لم يكن أي رئيس وزراء يجرؤ على أن يستخدم العصا الغليظة ضد أبناء شعبه من شتى المنابت والأصول، لا بل ولم يكن يجرؤ أي مسؤول كائنا من كان على إهانة أي امرأة أو رجل أو صبي أوشيخ أو عجوز أو أي إنسان في أردن الحسين، ومن هنا أحببناه، ومن هنا بكيناه، ولو كانت الأرواح تفتدى لفديناه.

وترى لو أن هناك غيبيات لا نعلمها، وكان يُقَدَّر للأرواح من الموتى والراحلين عن الدنيا معرفة ما يجري خلفهم بشكل أو بآخر، -فالله على كل شيى قدير-، وكان قُدِّر للحسين أن يرى أبناءه المتعلمون المثقفون المسالمون الموادعون الوديعون المطالبون بالإصلاح والمتمنون للوطن الفلاح، والذين جاؤوا من كل حدب وصوب من أنحاء الأردن، والتقوا في "ميدان جمال عبد الناصر" أو "دوار الداخلية" في عاصمته عمان، وكان قُدِّر للحسين أن يرى أبناءه وبناته يُضربون بالعصي وكأنهم قطاع طرق ولصوص، -وحتى قطاع الطرق واللصوص لا يضربون أو يعاملون بمثل ما حصل-، ويُرمون بالحجارة وكأنهم شياطين، -وحتى الشياطين لا ترمى إلا بعدد معين من الحصيات-، وكان قُدِّر للحسين أن يرى أبناءه وبناته في مثل ذلك الحال في الخامس والعشرين من مارس/آذار 2011 الذي يسجله التاريخ يوما أسودا في عهد معروف البخيت، الحث الجلل أوالأحداث المحزنة المخزية الموسفة التي  نقلتها الفضائيات إلى كل أنحاء الكون، وكان قُدِّر للحسين أي يرى كل ذلك،  فهل سيكون راضيا؟! ولنبحر في الغيبيات أكثر لنقول "هل لو قُدِّر للحسين أن يرى تلك الأحداث -التي وصفها من كان يصفه بِقُرّة عينه "الحسن بن طلال"، بالمؤسفة والمحزنة والمخزية- وكان قُدِّر له أن يعود للدنيا لتصحيح الأمور، لكان فعل!!

نسوق كل ذلك الطرح أعلاه صادقي النية عاقدي العزم صريحي العبارة كي نقول لرئيس الوزراء معروف البخيت إنه ليس رجل هذه المرحلة الدقيقة من حياة الأمة، وليس ذلك لضعف في شخصيته فهم مفتول العضلات قوي الشكيمة، وليس ذلك لضعف في قدرته وسلطانه، فكل القدرات مسخرة لأوامره وكل السلطان متروك لإرادته، وليس أدل على ذلك من انتصاره في معركة دوار الداخلية بقوات أمنية ودركية وبدعم من عناصر من البلطجية الضاربه، ترمي الصخور والحجارة وكأنها تريد أن تقضي على مجموعة من الوحوش الكاسرة أو الأفلعي  السامة دفاعا وذودا عن الحمى وعن المضارب!!

نقول للبخيت بوصفه الحكومي، إن غزوته المنتصرة إلى دوار الداخلية تشكل حدثا أسودا في تاريخ الأردن، وأمام الأردنيين من شتى المنابت والأصول، وتشكل وصمة عار لمزاعم الديمقراطية التي ندعيها في وطننا، والتي تأبى حضرتك الاعتراف بها. أفَلَسْتِ أنت القائل قبل أيام إن الشعب الأردني أو -حتى الحكومة الأردنية- لا يعرف أي منهما من الديمقراطية سوى اسمها؟!!

ثم أَوَلَست أنت الذي شمر عن ساعديه المفتولة في برنامج "ستون دقيقة" من على شاشة التلفزيون الأردني قبل غزوك لدوار الداخلية ضد مدنيين آمنين، أَوَلَست أنت الذي توعد المعارضة بالويل والثبور، وقد فعلت، وقد حصل؟!

يا رئيس الوزراء، في بلدان الدنيا المتحضرة، يتقدم المسؤول باستقالته لمجرد أن أحد اصغر موظفي وزارته أو حكومته أو حزبه أو سوق خضرته اقترف اي خطيئة!! أَفلا تستقيل لكل ما سبق ذكره؟! بلى، هيا ارحل أيها البخيت ارحل، اعتذر للشعب وارحل!

ترى ما بال حكام العرب ومسؤوليهم لا يستقيلون، إما إلى القبر أو إلى حبل المشنقة أو إلى السجن، هم وأولادهم ممن كانوا يحلمون بوراثة المزرعة بكل قطعانها؟! وترى ما بال حكام العرب يستخدمون ترساناتهم العسكرية الثقيلة التي اشتروها من دم الشعوب كي يقصفوا بها الشعوب الآمنة المطمئنة؟!

وترى ما هي الأسلحة المتوقع أن يستخدمها البخيت في ما لو فكر الشعب الأردني بأن يمنح نفسه يوم إجازة فيخرج عن بكرة أبيه بقضه وقضيضه ولو على مرأى من شاشات وفضائيات العالم كي يعلن ويقول إنه متضامن مع أشقائه من شعوب الأرض من بني جلدته في تونس ومصر أو في ليبيا واليمن وسوريا أو في البحرين أو مع بعض الأشقاء الذين ينتظرون دورهم على الساحة العربية الثائرة؟!

يا رئيس الوزراء أنت بالأصل لم تحصل سوى على نصف ثقة الشعب الأردني من شتى المنابت والاصول، من الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، فنحن لدينا 120 نائبا، واحد منهم توفاه الله، عليه رحمة الله، فبقي 119 نائبا، وبشق الأنفس وبكل التجييش والكولسات والوعود ونقض العهود نلت ثقة 63 صوتا منهم، ولو قلنا إن 63 مضروبة بمائة ثم بقسمة الناتح على 119 فتكون يا رئيس الوزراء قد حصلت على ما نسبته 52.9% فقط، أي بمعدل مقبول وأقرب إلى الضعيف، ولا يرقى إلى مستوى الجيد؟! وربما لذلك بدأت عهدك بتدشين معركة دوار الداخلية ضد الشعب الأعزل الآمن؟!! انتقاما من النصف الآخر الذي لم تنل ثقته، نقول ربما، ولكنها ربما صغيرة!! إذن، ليعتذر رئيس الوزراء للشعب ويرحل!

يا رئيس الوزراء إن الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض يريدون الإصلاح وهم عقدوا العزم على الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وشتى أنواعه واشكاله وأصنافه الأخرى، وأنت ورب الكعبة ليست كفؤا لهذه المرحلة، وذلك ليس طعنا بشخصيتك وشخصك، لا والله، بل أنت نقصدك بوصفك الحكومي، حيث أنك ربما تصلح قائدا ميدانيا منتصرا مظفرا بعونه تعالى، ومثال ذلك انتصارك في معركة ميدان جمال عبد الناصر أو غزوة دوار الداخلية!!

وتعال يا رئيس الوزراء نضع النقاط على الحروف، فهل يمكنك تطبيق أو ضمان أي من الإصلاحات التالية التي  ينادي بها الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، وهي كما يلي:

فالشعب الأردني ، كل الشعب الأردني، ومن كل المنابت والأصول يريد نظام حكم في الأردن على طريقة الملكية الدستورية الحقيقية، فهل أنت لها؟! الشعب لا يعتقد ذلك!! إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

والشعب الأردني ، كل الشعب الأردني، ومن كل المنابت والأصول يريد أن ينتخب أعضاء حكومته وبالتالي ينتخب رئيس وزرائه انتخابا حرا مباشرا نزيها وفق أدق معايير الديمقراطية في العالم الحر المتحضر والمتمدن، فهل أنت لها؟! والشعب يقول لك لا، أنت لست لها، لأنك بالأصل تتهم الشعب كل الشعب من كل المنابت والأصول بأنه لا يعرف من الديمقراطية إلا اسمها!! إذا، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

والشعب الأردني، كل الشعب الأردني، ومن كل المنابت والأصول يحترم كل العشائر الكريمة والآلات، يعني آل زيد وآل عمرو وآل فلان وآل علان، ولكن الشعب لم يعد يقبل برؤساء وزراء بالوراثة مثل سمير بن زيد بن سمير بن زيد بن سمير بن زيد، امتدادا للماضي ومرورا بالحاضر واقتحاما للمستقبل، والشعب الأردني كله يحترم "آل الرفاعي الكرام" ولكن كفى رئاسات وزراء بالوراثة. ثم الشعب الأردني كله يحترم "آل الروابدة الكرام"، ولكن ألا يكفي ما نالوه حتى الآن، أم أن الخطة تتجه إلى تنصيب عصام بيك رئيسا للوزراء بالوراثة، وتسليمه أيضا رقاب الشعب الأردني، كل الشعب الأردني، ومن كل المنابت والأصول!! خاصة وأن فأل الوراثة ليس فألا طيبا هذه الأيام، فمبارك منهار بالمستشفى قيد التحقيق،  وولديه علاء وجمال في سجن طرة قرب القاهرة، وبالطبع، اللهم لا شماته ونتمنى لهم محاكمة عادلة، -فهم أيضا منتصرون في موقعة الجمل في ميدان التحربر بالقاهرة-، ونتمنى لهم محاكمة عادلة، وأكثر عدلا مما ناله المظلومين في زنازين حكمهم قبل انخلاعهم!! وكذا الأمر بانتظار آخرين، وهم من ذلك قاب قوسين أو أدنى، خاصة أولئك الذين لا يتعضون ويجرؤون على سفح دماء المدنيين في ليبيا أواليمن أو سوريا أو البحرين أو من ينتظر حتى يحين أوان خلعه!! فأطباء الأسنان لا يخلعون الأسنان أو الطواحين الخَرِبَة دفعة واحدة!!

والسؤال هو، هل أنت يا رئيس الوزراء بقادر على حل هاتين المعضلتين أو حلحلة هذين اللغزين؟! على سبيل المثال لا الحصر، والمتعلقين بوارثة آل الرفاعي الكرام المعنيين وآل الروابدة الكرام المعنيين لرقاب الشعب الأردني، كل الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض ، كل الشعب الأردني من كل المنابت والأصول، يجيب نيابة عنك، بأن لا، فأنت لست تقدر على ذلك!!

وبالمناسبة، فالشعب الأردني، كل الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول لا يمانع في أن يتقدم من أراد من آل الرفاعي الكرام أو آل الروابدة الكرام أو آل البخيت الكرام أو كل الآلات الكريمات والكرام لانتخابات ديمقراطية حكومية نزيهة غير مزورة وشفافة غير ملفقة، وإذا نجح أحدهم أو أكثر وتولى رئاسة الوزراء، فله ذلك، مُسَلِّمين رقابنا، رقاب الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، بكل الرضا والطمأنينة، وذلك لآنه يكون فاز بطريقة ديمقراطية ونحن ايها البخيت نعرف الديمقراطية ونؤمن بها ويمكننا تطبيقها وإدراتها بكل عزيمة واقتدار!!! وأنت الذي لا تؤمن بها ولا تعرف منها إلا اسمها ربما، إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

والشعب الأردني، كل الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول يريد إصلاحا علميا، يريد إصلاح الجامعات، والبحث العلمي والتطوير والتنمية، ويريد إصلاحا إعلاميا، يريد إطلاقا لكل الحريات، -ومن جانبي، فأشكر الله وأحمده أنني لم أطلب حرية من أحد يوما، ذلك لأنني أعيش الحرية في أوسع مجالاتها منذ عقود، شاء من شاء وأبى من أبى، ويروق لآخرين أن ينعتونني بالاتصاف بالجرأة الزائدة، لكنني أراها أمرا عاديا طالما لا أخدش مشاعر الآخرين أو أتجنى على شخوصهم، فكل نقاشاتي ورسائلي مُسَخَّرة للصالح العام وبالوصف الحكومي العام، وليس ضد الأشخاص بأنفسهم، ومن بينها رسالتي هذه التي قيد الإنشاء والتحرير!!!- والشعب الأردني يريد إصلاحا في القطاع العام، وفي القطاعات الاقتصادية وغيرها من الإصلاحات، فهل أنت لها؟! ماذا تقول؟! نعم!!! لكن الشعب الأردني لا يرى فيك ذلك، إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

والشعب الأردني، كل الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول يريد إصلاحا علميا، وعندما يقول يريد إصلاح الجامعات، فهو يريد أن يرى أساتذة الجامعات يتنافسون في البحث وتنمية العقول والتطوير، ويعقدون حلقات العلم والنقاش العلمي والسياسي بكل الحرية والأريحية، هم وطلاب وطالبات الجامعات، الكل يتحدث والكل يناقش والكل يقول والكل يستمع، فهل تعتقد يا رئيس الوزراء أن أساتذة الجامعات الأردنية، وما أكثرها وما أكثرهم، بارك الله فيهم، يجرؤون على الحديث على العلن في الشأن السياسي المحلي وربما الإقليمي والعالمي؟!!! هل يجرؤون على مناقشة المطلب الشعبي المتمثل في الملكية الدستورية في حلقات نقاش عامة في مدرجات الجامعات المختلفة وأمام وبمشاركة الطلبة والطالبات بكل الحرية والأريحية وعلى مبدأ الرأي والرأي الآخر؟! وهل يمكنك طمأنتهم على إمكانية قيامهم بمناقشة تلك القضايا الوطنية؟! علهم يخرجون  برأي صواب حكيم؟! ثم لماذا هم أي أساتذة الجامعات والطلاب والطالبات بالأصل يكونون محتاجين لإذن من زيد أو سماح من عمرو كي يتحدثوا بحرية، أَفَلَم تلدهم أمهاتهم الحرائر الكريمات أحرارا كرماء؟! الشعب يقول أنت يا معروف لست أهل لهذه المرحلة، إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

ثما لماذا يمكن لاساتذة الجامعات وطلابها وطالباتها في كل أنحاء الدنيا في العالم المتقدم والمتحضر مناقشة كل شيئ وبأريحية، بعيدا عن حدة الطباع والعنف الناتج عن القمع والكبت والقهر والشعور بأن آذانا شيطانية تراقب أنفاسهم؟!! وهنا أقول إنه إذا كانت كل الطائرات والقاذفات والمدافع والرشاشات وراجمات الصواريخ وقطع الكهرباء والماء وقطع شبكات الهاتف والإنترنت والتشويش على الفضائيات وإنزالها عن الأقمار ومن الباقات، إذا كانت كل الجيوش والقوات والشرطة والمخابرات والحراسات والأموال بمئات المليارات، إذا كانت كل عوامل القوة والترسانات العاتيات لم تستطع أن تقف أمام إرادات الشعوب، فعن اي معلومات يتم البحث في الجامعات يا ترى؟! ولماذا إرعاب الناس وإذعارهم وتخويفهم وترهيبهم وتهديدهم بقطع لقم عيشهم يا ترى؟!! إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

ثم لماذا تتطلب الوظائف موافقة الجهات الأمنية والمخابرات العامة أو غيرها؟! فحري بكل تلك الجهات والأجهزة الأمنية الموقرة العمل على حماية الحرية وصونها والعمل على حماية الوطن من الأعداء الخارجيين، إن وُجِدوا؟!

ثم ألَم يقل لك يا رئيس الوزراء عندما حضرت لتطلب الثقة من النواب الكرام، ألم يقل لك بعضهم بأن تقود المخابرات العامة ولا تجعلها تقودك؟! وربما لأنك قدتها تمكنت من الانتصار في غزوة دوار الداخلية، فلو ظلت لوحدها على طريقتها ربما ما كانت افتعلت كل تلك الفوضى التي تسببت بها يا رئيس الوزراء؟! وكأن فأل النواب الذين طالبوك بذلك تسببوا في إذاء الشعب ومشاعر الشعب من حيث لا يشعرون، وبالطبع هم لا يقصدون. إذاً، يا رئيس الوزراء إن الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض والذين يريدون الإصلاح وهم عاقدوا العزم على الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وشتى أنواعه واشكاله وأصنافه الأخرى، يقولون، ليعتذر رئيس الوزراء للشعب ثم يرحل!

يا رئيس الوزراء، نحن نريد تحقيق الحلم الأردني بالعيش بالحرية والديمقراطية، ولو لم نجد سوى الخبز وقليل من الشاي وبعض حبات الزيتون!! إذ، ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ياصديقي!!

يا رئيس الوزراء، نحن في عروقنا تسير دماء الأحرار كغيرنا من الشعوب العربية والإسلامية والتي قطَّع الاستعمار أوصالها ورسم حدودها بمسطرة عوجاء وقلم خبيث وزرع فيها بؤرا للنزاعات والخلافات على مبدأ فرق تسد.

 

يا رئيس الوزراء هيلاري كلينتون قالت لأوباما إن الشعوب العربية ثائرة ثورات ملتهبة، فتعال نسير مع الشعوب ما أمكننا كي لا نخسر الجمل بما حمل في الشرق الأوسط!!!

يا رئيس الوزراء إليك بعض الحلول المقترحة، أولا نطالب بتنحيتك فورا، ما لم تبادر أنت من تلقاء نفسك معززا مكرما وأخ كريم وابن أخ كريم، وحتى لو رحّلناك نحن الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، فسنبقى ننظر إليك أخا كريما وابن أخ كريم، ويمكنك كغيرك التقدم وترشيح نفسك في المرات القادمة ضمن الديمقراطية الحقيقية في الملكية الدستورية بكل معانيها السامية النبيلة، ذلك أننا ندرك معنى الديمقرطية ونفهم فيها ويمكننا تشريحها وعمل صور "
MRI " لها أي صور مقطعية أو طبقية لدماغها، فنحن نعرفها ونعرف ماهيتها قبل أن نعرف اسمها!! إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

يا رئيس الوزراء، هل عجزت الأمهات الأردنيات من شتى المنابت والأصول عن إنجاب كفاءات تدير المرحلة الراهنة الدقيقة، ونحن والله لا نقصد شخصك لشخصك ونقدر ونحترم كل الأمهات كأمهات رؤساء الوزارات كأمهاتنا ونترحم على الراحلات منهن، ولكن هل عجزت الأمهات الأردنيات من شتى المنابت والأصول عن إنجاب كفاءات تدير المرحلة الراهنة الدقيقة؟! بالطبع ، لا، إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

وبعد أن وضعنا النقاط على الحروف، نود الآن أن نضع عليها علامات التشكيل، يعني “Punctuation marks” مثل الفتحة والضمة والكسرة وتنويناتها والسكون، ولعل أفضل الحركات ما يكون مرافقا لكلمة "ارْحَــــــــــــــــــــــــــــــل".

ولكن هناك عبارات مشكلة أخرى، ولعل أبرزها هو طرح مطلب الشعب المتمثل بمناداته بـ"الملكية الدستورية" للاستفاء، أوافق/لا أوافق. فإذا فاز الاستفتاء بنسبة تقارب ما حصلت عليه أنت من ثقة الشعب الكريم، أي 52.9 فأكثر، فيتم إطلاق الملكية الدستورية نظاما ملكيا دستوريا ديمقرطيا في المملكة الأردنية الهاشمية إلى أبد الآبدين. علما بأن الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، موقنون بفوز مطلب الملكية الدستورية بالأغلبية الساحقة. فهل أنت بقادر على تلبية هذا المطلب الديمقرطي العادل وهو ربما يمثل قمة الإصلاح السياسي وسنامه. والشعب الأردني من شتى المنابت والأصول يرى أنك لست بقادر على تلبية مطلبه العادل، إذن، ليعتذر رئيس  الوزراء للشعب ثم يرحل!

حل آخر يا رئيس الوزراء، فهناك آلاف مؤلفة من الأردنيين من شتى المنابت والأصول ينادون بالأمير المحبوب الحسن بن طلال ليتولى زمام الأمور وأعباء ومهام رئاسة الوزراء، وليسمح لنا سمو الأمير "أبو راشد"، بوصفنا نتحدث باسم الأغلبية الصامتة بل باسم كل أبناء وبنات وشيوخ وعجائز وأطفال الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، ليسمح لنا "أبو راشد"، القول إنه -في ظل المجتمع الديمقراطي المنشود وفي ظل الملكية الدستورية الحقيقة- ينبغي له التقدم للانتخابات الشعبية، متأملين له الفوز بجداره كي يشكل حكومته بحنكته المعهودة والمعروفة والمجربة، شريطة أن لا تزيد فترتها عن أربع سنوات، ويحق لها التقدم لانتخابات لاحقة وهكذا، فإذا نجح سمو الأمير "أبو راشد"، وشكل الحكومة، وكنت أنا أنافسه ولم يحالفني الحظ، فهو يكون رئيس الوزراء في الحكومة العادية، أعان سموه المولى على مهامها وأعبائها وهو كفؤ لها وأكثر، وأبقى أنا أنوء تحت أعباء حكومة الظل الأردنية، وهكذا دواليك!!

وحل آخر أيضا، فلماذا لا يقوم سمو الأمير الحسن بن طلال، قرة عين الحسين رحمه الله، بالمساهمة في خدمة الأمة، متذكرين قول الحسين "فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة"، لماذا لا يقوم "أبو راشد" بمهمة كبير مستشاري الديوان الملكي العامر؟!! بحيث يكون منصبه يتبع مباشرة للقائد المحبوب عبد الله الثاني، وتكون مهمة رئيس الديوان منفصلة للقيام بالأعباء الروتينية السامية، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المرحلة التي تمر بها أمتنا العربية هي مرحلة دقيقة وحرجة، وأن الولايات المتحدة لا صداقة دائمة لها، وأنها إذا وعدت بعض الأصدقاء بوعود فإنها قد تخلف وعدها، ولنا في الساحة العربية أمثلة وأمثلة!!

واقتراح آخر حضر للذهن توا، ويتمثل في القول "لماذا لا نطرح فكرة تسلم "أبو راشد" لمهام كبير مستشاري الديوان الملكي العامر أو رئاسة الوزراء، وبالطبع عبر الانتخاب الحر النزيه، أيضا للاستفتاء؟!! ولماذ نجمد طاقات جديرة بخدمة الأمة وخدمة الوطن العرب وخدمة العالم بفكرها النيّر وبعد نظرها وثقافتها وتعدد لغاتها وخبرتها الطويلة من مثل شخصية الأمير المحبوب الحسن بن طلال؟! فو الله إن "أبوراشد" أكثر أمنا على العرش الهاشمي من كثيرين من البطانة الكريمة، وهو الذي رضي بما ارتآه الحسين الراحل غفر الله له. " يا قوم، الله ما شفناه، بالعقل اعرفناه" فتعالوا نوظف أو نفجر طاقات "أبو راشد"، فوالله إنه مخلص للعهد والوعد مثلنا وأكثر منا، وهو أقدر من الأخ العضايلة والأخ الروابدة، مع الاحترام الشديد لشخصيهما، وهما يؤيداني في طرحي بالتأكيد.
 

وانظروا يا سادتي الحال في بريطانيا أو في الولايات المتحدة أو في غيرهما من الدول المتقدمة المتحضرة والديمقراطية كيف تسير الأمور، وانظروا كم من مساعد من ثقيلي الوزن يعملون في البيت الأبيض من ضمن مساعدي أوباما وإدارة أوباما.

وخلاصة القول، أنّا لا نريد إلا إصلاحا، وفي مثل هذا فليفكر المفكرون من الذين يريدون الإصلاح الحقيقي، وإلا فالأمور والله، لا يعلمها إلا الله، فمن كان يمكنه أن يرى في الأحلام أن مبارك وولديه يكونوا سجناء و"الحبل على الجرار"، يعني "اللي بعده" يعني
Next Please  فإرادة الله ثم إرادة الشعوب، لا يقف أمامها شيء إذا ما فار التنور وبدأ الطوفان!!

وأما لرئيس الوزراء معروف البخيت، فيقول الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول، الصابرين على الضيم والقابضين على الجمر والكاظمين الغيض، من فضلك اعتذر للشعب وارحل. علما بأن في حكومة البخيت العادية هناك من يمكنه إدارة الدفة بصفة انتقالية لحين قدوم الحكومة المنتخبة، ولكن ليس بقدرة "أبو راشد"، ولا بقدرة الأخ أحمد عبيدات أو الشهيد وصفي التل رحمه الله، والبلاد عامرة ولا تخلو!! وىخر الكلام، ارحل يالبخيت ارحل، فالمثل الشعبي يقول "إللي بالقدر بتطلعه المغرافة"، وكذلك "المية بتكذّب الغطّاس"، مع ملاحظة أن الشعب لا يقد الإساءة لشخصك الكريم أو لشخوص الوزراء الأكارم، فبعضهم قد يحالفه الحظ مجددا في الحكومة المنتخبة أو في حكومتي، حكومة الظل الأردنية. أجمل التحيات. والسلام.

* مترجم فوري أول، إعلامي، أردني مقيم في دولة قطر.

roaqodh@hotmail.com
رئيس حكومةالظل الأردنية