لقاء أخبار البلد مع الأستاذ الدكتور عبدالله الزعبي حول مشروع "موري"
أخبار البلد - خاص
الطاقة المتجددة النظيفة، كطاقة الرياح واطاقة الشمسية وغيرها، باتت مطلبا أردنيا وطنيا، يسعى المختصون والمعنيون بإيجاد التقنية اللازمة لحيازة هذه الطاقة على صعيد عملي، يتيح للأردن تقليص فاتورة الطاقة المرتفعة التي تكلف الخزينة أرقاما خيالية، وذلك بسبب عدم وجود نفط في الأردن، الأمر الذي يدفع بالحكومات للجوء الى استيراده بأسعار غير ثابتة من دول النفط..
تكون الجهود متميزة وأكثر فائدة حين يتم تأطيرها ضمن استراتيجيات طويلة الأمد، وحين تركز على القدرات الذاتية والمهارات المهنية ، وهكذا فعلت 5 من الجامعات الأردنية (جامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة مؤتة، والجامعة الهاشمية، والجامعة الأردنية، وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا)، حين قدم الدكتور عبدالله الزعبي، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، فكرته البناءة حول موضوع الطاقة المتجددة، وعرضها على جهات أوروبية مانحة، تدعوها استراتيجياتها أن تتعاون مع الجامعات حول العالم في مجال تطوير وبناء القدرات الذاتية، وعلى إثر هذه الفكرة الخلاقة، وموافقة الاتحاد الأوروبي على دعم المشروع في 5 جامعات أردنية، تم تدشين مشروع موري، الذي قدم ثلاث فوائد :
- تطوير استراتيجي على صعيد مخرجات التعليم العالي في تخصص جامعي، هو هندسة القدرة والطاقة، وذلك من خلال تطوير مناهج التعليم في هذا التخصص.
- تقديم حلول لمشكلة الطاقة، واستخدام فعلي للطاقة الشمسية في الحصول على الطاقة الكهربائية.
- رفد السوق المحلية والعربية وغيرهما بكفاءات أردنية مختصة في مجال الطاقة المتجددة.
وتاليا لقاء أجرته "أخبار البلد" مع الدكتور عبدالله الزعبي، الذي تحدث في محاور رئيسية نجملها بالتالي:
س: الطاقة، ما هو واقعها أردنيا؟!
ج: يحرص الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه على العمل على توفير مصادر الطاقة البديلة التي تساعده على تجاوز التحديات الاقتصادية المرتبطة بالطاقة ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية. فالأردن يستورد 96% من طاقته من الخارج لذلك تسعى الإستراتيجية الوطنية للطاقة 2007-2020 إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي من 7٪ هذه العام إلى 10٪ بحلول عام 2020.
ويحتاج الأردن إلى الطاقات البشرية والفنية المؤهلة للعمل في مشاريع الطاقة المتجددة المتعددة لمواكبة هذه التطورات المهمة الني تجري على الساحة الوطنية.
س: لماذا؟ وما هو مشروع موري؟ .
ج: موري اسم مختصر لمشروع تعليمي عنوانه "تحديث التعليم في الطاقة المتجددة في مرحلة البكالوريوس لنقل تجربة الاتحاد الأوروبي للأردن"، يشارك فيه مجموعة من الجامعات الأوروبية والأردنية التي تملك تجربة ناجحة وغنية في مجال تعليم الطاقة المتجددة وسجل حافل بالنجاح بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة والقيمة في المشاريع المشتركة. ويهدف المشروع إلى تطوير واعتماد وتقييم وتنفيذ برنامج وطني جديد على مستوى درجة البكالوريوس في موضوع ومجال الطاقة المتجددة الذي يعتبر أولوية وطنية للأردن. هذا البرنامج يدرس بشكل مشترك في 5 جامعات أردنية ووفقا ًلممارسات الإتحاد الأوروبي في التعليم العالي من أجل تمكينها وتعزيز قدراتها لتقديم تعليم عالي الجودة يلبي احتياجات السوق، ويساهم في تحقيق تنمية مستدامة، ويتوافق مع المعايير العالمية، ويقود إلى مجتمع قائم على المعرفة. ويقوم المشروع على أحدث التقنيات التعليمية لتطوير القدرات البشرية والمهنية ولتخريج قادة محترفين عبر تحديث الخطط الجامعية وإصلاح المناهج الدراسية في التعليم الهندسي وترك إرث طويل المدى في الجامعات الأردنية ضمن شراكة قوية مع الجامعات الأوروبية.
وتم تحقيق هذه الأهداف عبر مجموعة من الأنشطة تمثلت في سلسلة من الندوات والحلقات الدراسية وورش العمل في أوروبا والأردن، لإعداد وتقييم الخطط والمناهج الدراسية لبرنامج الطاقة المتجددة، والتي تمخضت عن تطوير مواد تعليمية نظرية وعملية وإلكترونية، ونظام أدارة تعليمي افتراضي، ومختبرات عبر الإنترنت، ودراسات في ريادة الأعمال، وتدريب أكاديمي وعملي وفني، وزيارات ميدانية للطلبة للجامعات الأوروبية ومسح ميداني شامل لواقع الطاقة المتجددة في المملكة.
س: ما هي هذه المناهج والمواد الدراسية ؟!.
ج: تم تطوير الخطة الدراسية عبر تحديد وإعداد المحتوى الدراسي لأربع مواد تقليدية هي:
1. طاقة الرياح
2. نظم الطاقة المتجددة
3. تحويل الطاقة
4. آلات ومحركات كهربائية .
ومادتان تعليميتان "تعليم إلكتروني"، هما : نظم الخلايا الضوئية والطاقة الشمسية ، إضافة إلى مختبرات تقليدية و4 مختبرات انترنت مع نظام إدارة تعليمي إفتراضي.
قمنا بطرح هذه المواد 23 مرة على مدار 3 فصول دراسية في 5 جامعات، هي: الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة مؤتة والجامعة الهاشمية وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا. واستفاد من هذه المواد لغاية الآن 674 طالب من الجامعات الخمس.
كما قمنا بطرح مادة بالتعليم المدمج في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، لمجموعة من أكثر من 50 طالباً من الجامعات الخمس، وهي مادة الطاقة الشمسية، قام على تدريسها استاذ من الجامعة الهاشمية وأساتذة من جامعة برلين التقنية وجامعة قبرص. واحتوت على جزء بالتعليم التقليدي وجهاً لوجه، وجزء بالتعليم الإلكتروني، وجزء بإجراء بعض التجارب عبر الإنترنت، تلتها زيارات ميدانية للطلبة للجامعات الأوروبية الشريكة في المشروع، وهي جامعة برلين التقنية، وجامعة قبرص، وجامعة سابينزا الإيطالية، وجامعة مدريد المفتوحة. واعتمدنا في ذلك على فلسفة الإتحاد الأوروبي في جعل الطالب محوراً للعملية التدريسية الذي يجعل من مجهوده أساساً عبر احتساب الوقت والمجهود الذي يبذله جزاءً من التقدير أو العلامة.
س: : كيف تحقق موضوع التعليم الإلكتروني والمختبرات عبر الإنترنتفي هذا المشروع؟!
ج: قام فريق من الإئتلاف للمشروع بقيادة الجامعة الهاشمية بتصميم المادتين الإلكترونيتين، وهما نظم الخلايا الضوئية والطاقة الشمسية،ووضعهما على نظام إدارة تعليمي افتراضي صمم لهذه الغاية. وقد جاءت هذه الخطوة تماشياً مع توجهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تشجيع الجامعات على اعتماد التعليم الإلكتروني لتخفيف الأعباء عليها والتشارك في الموارد.
لذلك قمنا بخطوة متقدمة بإدخال المختبرات الهندسية عبر الإنترنت وأنشأنا 4 مختبرات في كل من جامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة مؤتة والجامعة الهاشمية وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا. ويستطيع الطالب في أي جامعة الدخول لأي مختبر عبر الإنترنت بأي وقت ومن أي مكان يشاء، وإجراء التجارب دون الحاجة لمعرفة مكان التجربة الفعلي.
لقد وفرت هذه المبادرة أموالاً طائلة على الجامعات ووفرت بيئة مناسبة للتعاون والتشارك في الموارد والخبرات ويمكن أن تؤدي إلى قفزة نوعية في نوعية التعليم إذا ما أحسن استغلالها.
س: تحدثتم عن التدريب وبناء القدرات، باعتباره هدفا من العملية التعليمية في الجامعات، فكيف تحقق ذلك من خلال "موري"؟!
ج: عملت الجامعات الأردنية المشاركة في المشروع على إعداد برنامج تدريبي للأكاديميين والمهندسين والفنيين والطلبة، للوقوف على أحدث المستجدات التعليمية والتكنولوجية في مجال الطاقة المتجددة. فقمنا بإيفاد مجموعات صغيرة من كل جامعة للتدريب في الجامعات الأوروبية الشريكة، حيث بلغ مجموع المتدربين حوالي 60 شخصاً. ولتعزيز أثر هذا التدريب، قام المشاركون في هذه الدورات بتدريب زملاءهم في الجامعات عند العودة من أوروبا.
كما تم إنشاء مركز حديث في الجامعة الأردنية، مجهز بأحدث الأجهزة والمعدات والبرمجيات للتدريب في مجالات الطاقة المتجددة المتعددة، مثل : الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الجوفية والطاقة الحيوية وتأثير الظل على الخلية، وتصميم المحولات والوصل مع شبكات الكهرباء الوطنية. كما عقدنا دورات تدريبية متخصصة في تصميم الخلايا الشمسية وقياس قيمة الإشعاع وكفاءة الخلايا. وهو الآن مفتوح للجميع للاستفادة منه سواء طلبة مرحلة البكالوريوس في مشاريع التخرج أو طلبة الدراسات العليا في أبحاثهم. كما تم مؤخراً تدريب مجموعة من طلبة عرب في المركز.
س: هل نتحدث عن عمل ريادي في أعمال قطاع الطاقة المتجددة؟
ج: ركز المشروع على موضوع ريادة الأعمال في قطاع الطاقة المتجددة، فأشرك ضمن الائتلاف شركة إسبانية وشركة أردنية، وذلك من أجل نقل الخبرات وأفضل الممارسات العالمية، لتعزيز وزيادة تنافسية الشركات الأردنية وتدريب الكوادر الفنية. وقمنا بأجراء دراسة لحالة السوق لتوفير المعرفة عن أوضاع السوق والشركات والبرامج والقوانين الأردنية، وسياسات الترويج للقطاع واحتياجاته. كما درسنا فرص تنظيم المشاريع المحتملة لخريجي الجامعات في قطاع الطاقة المتجددة، مثل :شركات تصنيع الالكترونيات والكهرباء والصيانة والخلايا الشمسية وغيرها.
كما أعددنا تقريراً عن كيفية تسويق التكنولوجيا وإنشاء الشركات الناتجة عن البحث العلمي في الجامعات وإعداد المشاريع، إضافة إلى عقد الدورات التدريبية. كما تبادلت طواقم متعددة من الصناعة الأردنية والأوروبية الزيارات القصيرة للمؤسسات الشريكة، نتج عنها اتفاقيات تعاون، لتبادل ونقل المعرفة بين الشركات. كل ذلك أدى إلى بث روح المبادرة في الثقافة الجامعية في الأردن من خلال الربط الشبكي بين الجامعات والشركات في أوروبا والأردن.