أنا خائف من اجتماع وزراء الخــارجــيـة !

يدي على قلبي، أنا خائف من اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي جاء على عجل بعد اسبوعين من انطلاقة الانتفاضة الثالثة، انتفاضة القدس.

بالمناسبة ،حتى لا يظن أحد ،أنني غير متابع ،الاجتماع لم يعقد على مستوى الوزراء ،واكتفى الوزراء بحكم مسؤولياتهم التاريخية ومشاغلهم بإيفاد المندوبين الدائمين للدول لدى الجامعة العربية، وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها سطور مقالي لم تخرج بعد قرارات الاجتماع وهل سيتم دعوة الوزراء الى اجتماع حاسم يتخذ فيه من القرارات التي تتناسب مع حجم التطورات والدماء التي تسيل في فلسطين.

نعم يدي على قلبي خوفاً من القرارات التي ستصدر والتي ستعتمد من الوزراء العرب في اجتماعهم العتيد إذا تقرر عقده على عجل، أخاف أن يتجرأ أحد الوزراء ويطلب انسحاب القوات الصهيونية من اراضي الضفة، ومن محيط المسجد المسجد الاقصى، أخاف أكثر أن يتجرأ وزير آخر بالمطالبة بتوجيه تهديد لدولة الاغتصاب الصهيوني باللجوء الى الامم المتحدة واستخدام سلطة العقاب تحت البند السابع.

وأخاف جداً أن يوصي الوزراء، وزراء الدفاع العرب بفتح الجبهات مع الكيان الصهيوني في حال لم تلتزم الدولة العبرية بالتهديدات الصادرة عن مجلس الجامعة، وأخاف أكثر وأكثر أن تقطع الدول التي لها علاقة مع اسرائيل العلاقات معها وتطرد السفراء و تغلق المكاتب التمثيلية معها، وعندها ماذا سنضع وما هي الحسابات التي ستقوم على هذه القرارات يا رب سترك ولطفك أن تلهم الوزراء الصبر وحسن التدبير والحكمة حتى لا نغرق في تداعيات لا يحمد عقباها.

يارب ،ساعدهم على تحمل السقوف العالية التي يقدمها بعض الوزراء من دول الممانعة مثل سورية ،حال حضورها بحكم قرار التعليق الشهير، والجزائر وربما غيرها وربما وزير فلسطين ،الذين قد يطالبوا بتنفيذ بنود اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي لم تطبق حتى الان وتبدأ الحرب مع دولة الاغتصاب وعندها ستطال الحرب كل الدول العربية.

يا رب تلهم وزراءنا الحكمة وسداد الرأي والمبادرة الى تأجيل الاجتماع المنشود الطارئ الى مرحلة لاحقة يحدد جدول أعمالها في وقت لاحق حسب التطورات وفي ضوء النتائج وعدد الشهداء والتداعيات التي تحدث في المسجد الاقصى،وبناء على طلب الوزير كيري وعلى جدول أعمال متفق عليه مسبقا ..!