صاعق عباس

طعن إسرائيلي.. إرهاب فلسطيني، في حين اطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين وقتل اطفالهم متاح ومشروع ولا يوجب موقفا من اي جهة، باعتباره دفاعا عن النفس من الارهاب، وقد حصد اليهود خلال ايام فقط عشرات القتلى وآلاف الجرحى من الارهابيين الفلسطينيين دون اعتبار لكون الغالبية العظمى من هؤلاء اطفالا ونساء او لادواتهم الحربية المكونة من الحجارة والاطارات المستعملة. وبطبيعة الحال فإن المعايير اليهودية هي التي تحدد الارهابي واتاحة القتل وتمنح شهادات الغفران للقتلة، وهذا هو زمن الامة والائمة الصامتين طالما يصمت زعماؤهم عن هتك اعراضهم واستباحة مقدساتهم استنادا لخطيب الجمعة الذي حدثنا عنه حلمي الاسمر امس وقد حرم المقاومة الفلسطينية لأن العدو هو الاقوى.
الاسوأ من كل المواقف العربية والاسلامية والدولية هو موقف السلطة الفلسطينية التي تجهد من اجل التهدئة ومنع الشعب من حقه في استعادة كرامته، ورغم ان نتنياهو يحمل عباس نفسه مسؤولية كل ما يجري، متهما اياه بالمحرض وهو شرف لم يستحقه الا انه لا يجد غضاضة من استمرار التواصل معه ودعوته للتهدئة ومساعدته لاستعادة الهدوء، ويبدو جليا ان رئيس السلطة يحب الهدوء والجلسات الهادئة ايضا، اذ انه طوال الوقت مشغول بنظرية المفاوضات التي لا بديل عنها ويجدها مناسبة له دون اعتبار لحال شعبه الذي يذوق الويل منذ لعنة اوسلو التي يتمسك بها رغم ذلك.
قنبلة عباس التي لم تنفجر في الامم المتحدة كانت دعوته لنتنياهو لكي يتحمل مسؤوليته كرئيس لدولة الاحتلال، وفي واقع الامر ان صاعق التفجير بحوزته وبامكانه استخدامه وليس عليه سوى ان يعلن عن حل السلطة برمتها وليس استقالته فقط، وبذلك يكون فعل خيرا وترك لشعبه اختيار طريقه، ولسوف يكون طريقا سهلا ومعبدا طالما سيواجه قوات الاحتلال فقط وليس معها شرطة سلطة رام الله.