طبيعة المشكلة

عطفا على ما جاء في مقال أمس ويخص حالة يالطا جديدة قادمة والرد عموما عليه بمحتوى أن الأمر يلزمه حرب عالمية ثالثة وهو حال صائب في المجمل، والقول ردا عليه متابعة ما يجري وهو في واقعه بمثابة حرب عالمية بالوكالة حتى الان، وهي إن لم تفض الى يالطا جديدة قريبا فإنها ستتحول الى حرب جبهات عالمية على مستوى الدول وليس بالوكالة فقط.
ورغم أن الابرز في مجمل الاحداث هو ما يجري في فلسطين والانعطاف المتسارع الى مستوى انتفاضة جديدة ضد الاحتلال وممارسته الوحشية الاجرامية إلا أنها لم تأخذ بعد حيزها الحقيقي بالمستويات التفاعلية اعلاميا او جهودا دولية، علما أن حصيلة اقل من اسبوع للحراك عشرات الشهداء واكثر من الف جريح غير عشرات المعتقلين، اضافة للحصار والمنع العام على الناس وتعطل حياتهم الطبيعية، غير ان الاهتمام المؤثر والمبرمج مع ما يجري يستمر في اليمن اولا ثم سورية والعراق دون اعتبار لما يتعرض له الشعب الفلسطيني وهو اكثر بالمقارنة مما يحل باشقائهم في تلك المناطق.
الاسرائيليون يكثفون عملياتهم الحربية لخلق متغيرات على واقع القدس والضفة استعدادا لجنيها فيما يخطط له لفرض حلول على السلطة الفلسطينية، ومن ابرز ذلك فرض واقع تقاسمي على المقدسات لتكون مشتركة بما يحرف الانظار عن كون القدس كعاصمة فلسطينية وجعلها حالة دينية عبادية فقط طالما أنها تلبي الصلاة فيها متاحة للجميع. وفيما يخص الدولة فانه سيكون على حاله مقبولا بالرؤية الاسرائيلية المحددة بربطها اردنيا.
ينبغي الادراك ان كل الاحداث الدامية في المنطقة العربية انما هي مخططات يهودية وانها تمر بمنتهى السهولة وليس في مقابلها اي عمل من اي جهة عربية او دولية، وانه عندما تزف لحظة النهاية سيجد القوم انفسهم اتباعا من جديد وانه ليس منهم من له حق من اي نوع، وقد اكد مرارا في الاونة الاخيرة الكبار من المعنيين ان العرب لن يكون لهم اي دور في رسم خارطة العالم الجديد، اي انهم الغائب الوحيد عن اي يالطا جديدة.