خواطر وأسئلة!

.. ونحن نتابع كلمات جلالة الملك وضيفه الهندي الكبير، ونتملّى حجم الاستثمارات المشتركة في مصانع الكيماويات والأسمدة، وحجم التصدير من الفوسفات والبوتاس، وحجم التجارة البينية المرصودة لعام 2020 والبالغة خمسة مليارات دولار.. لا بُدُّ ان نطرح السؤال التالي: ماذا لو لم ينهد جلالة الراحل العظيم إلى الرعاية الخاصة لمدينة العقبة ومينائها.. والطريق الصحراوي؟.
وماذا لو لم يكمل عبدالله الثاني ما وضع أسسه الوالد الحسين فينشئ منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وفتح باب الاستثمار في موانئها الناشطة، ووشاطئها الجميل وشمسها الدافئة في فصلي الشتاء والربيع؟!.
.. ماذا لو، ونحن نعيش حصاراً اجبارياً على حدودنا الشمالية والشرقية لأن القطرين العربيين الجارين لا يملكان حدودهما، ولا سيطرة لهما عليها ؟.
هذا هو الفكر والعقل والنظام السياسي الذي يتعامل مع المستقبل بعيون قادرة على رؤية المصالح الوطنية والقومية.
لم يبع الحسين، ولا عبدالله الثاني كلاماً مزخرفاً على شعبه وأمته، وانما اختارا النحت في صخر الامكانات المحدودة، والشعب الفقير لصنع وطن حقيقي، يقوم على حقائق القوة والازدهار والاعمار, تماماً مثلما صنع المؤسس العبقري من الدولة الاردنية بشعبها الذي لم يتجاوز نصف المليون، ومدنها التي لم تكن تزيد بسكانها على الآلاف على اصابع اليد – عدا عمان –.. صنع دولة حقيقية تقوم على نظافة الحكم، وعقل الإدارة الحصيفة وخلقها، والأمن والاستقرار والجيش الذي لم يخذل أمته أبداً.
إن العقبة في ربع القرن الاخير كانت ميناءً عربياً انجد العراق طيلة الحرب، وطيلة الحصار ونحن نتحدث هنا عن عشرين عاماً. وكانت العقبة جسراً لتواصل عرب آسيا مع عرب مصر وإفريقيا. ولعل أرقام شركة الجسر العربي، والخدمة التي تقدمها للتجارة بين مصر والأردن وليبيا والسعودية، وللحجاج، ولرحلات العمال والسائحين تضع اصابعنا على أهمية وخطورة العقل وراء تطوير قرية الصيادين التي ثارت على المهندس سيد كريم رحمه الله لأنه كان يخطط للمدينة قبل أن تكبر.. ويرسم شوارعها، ومتاجرها، ومساكنها على الورق، وعلى طموح الراحل العظيم الحسين.
.. ونعود إلى السؤال: ماذا لو لم تكن العقبة في وسط حصار الفوضى والدمار والدم من حولنا.