أسماء الألوان في العربية

قال حافظ إبراهيم شاعر النيل عن لغتنا العربية لغة القرآن والأدب والعلم والفن:

أنا البحر في أحشائه الدُرُّ كامنٌ فهل سألوا الغواص عن صَدفاتي
هذه هي لغتنا بحر زاخر، ليس له آخر. وهنا نبين كيف وسِعت العلم والفن قبل آلاف السنين. تقول العرب عن أسماء الألوان ما يبيّن شدة ملاحظتهم ومدى سعة إدراكهم، وتمييزهم بين الألوان ودرجاتها التي يعرفها الفنانون اليوم، وإن اختلفت الأسماء وصَعُيت بالنسبة إلينا الآن: قال أبو زيد (من رواة أبي علي القالي في أماليه): الصَّدْآء من المعز السوداء المشربة الحمرة. والدَّهسْاء أقل منها حمرة. والقُنوُءْ: شدة الحُمرة. والعرب تقول : أحمر قانيء، وأحمر ذَريحيُّ، وأحمر باحريُّ، وبحرانيّ وقاتم، أي شديد الحمرة، وناصع، والناصع: الخالص من كل لون. ويِانع ونِاكع بيّن النٌلعة. ويقال: أحمر كالنُلَْعة، وهو ثمر النُّقاوى وهو كالنبقة. 
وقال أبو عمرو الشيباني: وأحمر نَكع، وهو الذي يخالط حمرته سواد. وقال غيره، أحمر سِلَّغْد، أي أشقر. وأحمر أسْلَغْ وأحمر أقشر، وهو الشديد الحمرة الذي يتقشر وجهه في الحر، وأحمر عانِكْ وأحمر غَضب، أي شديد الحمرة، وأحمر أكْلَف، وهو الكَدرِ الحمرة، وأحمر فُقَّاعي، وهو الذي يخلط حمرته بياض، ويقولون أبيض يَقق ولَهق وصَرَحٌ ولِياحٌ ووَبص وحُضِّيٌ وقَهْب، وهو الذي يخالط بياضه حمرة وقَهْدٌ أيضاً.
ويقولون: أسود حالِك وحانك، وحُلكوك، ومُحلَنْلِك وسُحْكُوك ومُسْحنْكك، قال الراجز: - وقد يشيب الشَّعَر السحكوك- أي يصبح أبيض. وأصفر فاقع وفُقّاعيٌّ، ودارِسْ. وأورَق خُطبانيّ إذا كان خالصاً، والأوراق الرماد، والأرْمك دون ذلك.
هذه لغتنا مرة أخرى، وإن بَعُدَ العهد بأولها، فهي بحر زاخر لك ما شئت من درره ولآلئه ما يخدم غرضك، ويوصل ما تريد للطرف الآخر دون عناء.