تحت شعار "الامن مقابل المال"·· محاولات اردنية للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي

أخبار البلد - علمت مصادر ان الدوائر الحاكمة تبذل جهوداً جدية وسرية، هذا الاوان، لفتح طريق الانضمام الى منظومة مجلس التعاون الخليجي·

وقالت مصادر حسنة الاطلاع ان هذه الجهود تترجم ذاتها في صيغة مباحثات حثيثة مع الدول الخليجية المعنية، واتصالات وازنة مع عدد من القوى الاقليمية والدولية، وتحديداً مع الولايات المتحدة التي تمتلك نفوذاً هائلاً لدى دول مجلس التعاون الخليجي·

واضافت المصادر ان الولايات المتحدة باتت تميل الى تأييد الرغبة الاردنية في الالتحاق بمجلس التعاون الخليجي، ولكن دول المجلس لم تحسم امرها بعد بهذا الخصوص، ولا سيما ان هناك تفاوتاً ملحوظاً بين مواقفها من هذا المشروع، فبينما تدعم مملكة البحرين ودولة الامارات مشروع الانضمام الاردني، تقف كل من المملكة السعودية ودولة قطر موقفاً متحفظاً للغاية·

وكشفت المصادر النقاب عن فحوى زيارة فيصل الفايز، رئيس مجلس النواب الى دولة الكويت الاسبوع الماضي، وقالت ان الزيارة التي تم خلالها تسليم رسالة من الملك الى امير الكويت، قد استهدفت الدفع باتجاه اقناع حكام الكويت بجدوى التواجد الاردني داخل مجلس التعاون الخليجي، وبالذات بعد تصاعد حدة التوتر الخليجي مع الجمهورية الايرانية، وانفلات الاوضاع الامنية في اليمن وعمان والبحرين وربما السعودية ذاتها

 

 

وفي تصريحات واضحة رد بها الفايز قبل مغادرته الكويت على اسئلة الصحفيين، قال الفايز ان الاردن مستعد وراغب في دخول مجلس التعاون، وقد ابلغ الاشقاء في الدول الخليجية برغبته واستعداده، ونحن بانتظار ما يقرره قادة هذه الدول·

كما كشفت المصادر المطلعة عن ان الاردن كان قد مد يد العون الامني والعسكري لمملكة البحرين ابان ازمتها الصعبة في الشهر الماضي، وقام بالتوازي مع قوات درع الجزيرة التي دخلت البحرين، بدور كبير في عودة الهدوء والاستقرار الى المملكة الخليجية الشقيقة المستهدفة بالاطماع الايرانية·

واعربت هذه المصادر عن اعتقادها بان المعادلة الجديدة التي افرزتها الوقائع الحالية والاحتمالية، تتجسد في شعار مضمر ومسكوت عنه، هو "الامن مقابل المال"، فبينما يطمع الاردن من وراء انضمامه لمجلس التعاون، الى تحسين اوضاعه المالية وحلحلة ازمته الاقتصادية، فانه يبدي كامل استعداده للاسهام بدور فاعل في دعم الامن الوطني الخليجي، وتوفير الكثير من الخدمات العسكرية والاستخبارية اللازمة لذلك·

وحول رفض الدول الخليجية في وقت سابق لطلب العراق واليمن الانضمام لمجلس التعاون رغم انهما الاقرب جغرافياً من الاردن، قالت المصادر ان وقائع وحقائق هذا الاوان تختلف عنها في ذلك الزمان، فقد انقلب الكثير من المعادلات السياسية والامنية حالياً عما كانت عليه قبل بضع سنوات، او حتى قبل سنة واحدة، ناهيك عن ان اوضاع العراق واليمن الداخلية المضطربة في الوقت الحاضر لا تشجع دول مجلس التعاون على ادخالها في عضوية المجلس·

وحول نسبة التفاؤل الاردني باكتساب عضوية هذا المجلس، اشارت هذه المصادر الى وجود الكثير من العوائق والعراقيل، غير ان هناك ايضاً احتمالات ودوافع واسباب، واكثر من اي وقت مضى، تدفع باتجاه فوز الاردن بهذه العضوية، الامر الذي يشجع الدوائر الاردنية على بذل جهد كبير لجهة تخفيض الموانع وازالة العراقيل، وبالمقابل مضاعفة الاسباب والمبررات الكفيلة بضم الاردن الى هذا المجلس الذي تأسس عام 1981 وشمل كلاً من السعودية وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة·

 عن/جريدة المجد