الدكتور أحمد الحوراني .. الله يشافيك
عندما استشهد البطل الطيار معاذ الكساسبة، كان الأردنيون كلهم في صف واحد، متضامنون متكاتفون ضد الارهاب والجريمة، وفي تلك الأيام أو ربما بعدها بقليل، وتضامنا مع نفسه ومع الأردنيين، قام الدكتور أحمد الحوراني بإلغاء حفلة للفنان جورج وسوف، وهي الحفلة التي كانت ستقام على مسرح الأرينا في جامعة عمان الأهلية..
هل قلنا جامعة عمان الأهلية؟ ..
هذه أول جامعة خاصة في الأردن، وقبل وقت قصير احتفلت الجامعة بيوبيلها الفضي، حيث مرت 25 عاما من العطاء، وتخرج منها أكثر من 20 ألف طالب وطالبة، في مجموعة من التخصصات .. وهي جامعة أصبحت معروفة في الأردن وفي الجوار العربي، ولا تحتاج مني إلى دعاية لكنها مناسبة مهمة على صعيد التعليم العالي الخاص في الأردن، فالجامعة هي رائدة التعليم الجامعي الخاص، ومن المناسب الحديث عنها بعد 25 عاما من العطاء..
لكنني لا يمكنني التحدث عن الجامعة قبل التحدث عن مؤسسها ورائدها الدكتور أحمد الحوراني..
أتمنى له الشفاء فهو يرقد على سريره منذ وقت، ويصارع المرض الذي أتمنى أن يفوز عليه، كما فعل دوما وحقق الفوز في صراعه مع الأيام العاتيات.. لم يسبق لي لقاء الرجل، لكنني أعرف بأنه أكاديمي، ورجل أعمال أردني، من أهم استثماراته حسب اعتقادي هي تلك المختصة في مجال التعليم الخاص، فهو رائد التعليم الخاص في المدارس، فمدارس الجامعة الخاصة هي من أقدم المدارس الخاصة في عمان إن لم تكن أقدمها على الإطلاق، وكذلك جامعة عمان الأهلية، هي أقدم جامعة خاصة..
في معرض حديثي مع نائب رئيس هيئة المديرين في جامعة عمان الأهلية، الدكتور ماهر الحوراني، نجل الدكتور أحمد، لمست رؤيا خاصة بل فلسفة يتمتع بها ماهر، وحين خرج من مكتبه متوجها الى سيارته، «هجمت» عليه «ختيارة»، امرأة مسنة، تحاول الحصول على تسهيلات بدفع أقساط دراسة ابنها في الجامعة، بعد تراكم الرسوم على ولدها، فطالبته بتأجيل أو تسهيل الدفع، ولا يمكنني أن أتحدث بأكثر من هذا لأنني قرأت في عيني الدكتور ماهر قصة أخرى تتجاوز توسلات «الختيارة»، فما كان منه الا أن تناول ملف ابنها من يدها وكتب الى المعنيين «منحة كاملة للطالب المذكور».. وعينك ما تشوف الا النور......
( لا يمكنني تصوير مقدار المفاجأة التي داهمت تلك المرأة المسنة مهما وصفت) لكنني مهتم بالرواية الأخرى «الرؤيا»:
يقول الدكتور ماهر الحوراني عن أبيه: كان والدي يعاني تأمين نفقاته القليلة حين كان طالبا في إحدى الجامعات العربية، للدرجة التي أصبح معها يحلم ( لو كان لي جامعة سوف أقوم بمساعدة الذين هم مثلي)، ويضيف: استجاب الله سبحانه لوالدي، ووفقه في دراسته وأعماله، فحقق حلمه وأصبح لديه جامعة، وما زال وفيا لعهده مع الله ونفسه بمساعدة الطلاب المحتاجين..والحديث يطول...
لكنكم تستطيعون سماعه عبر أثير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية غدا الجمعة بعد السابعة مساء، في برنامج الاعلام والشأن العام..
وفيه محور عن الصحافة ونقابة الصحافيين الأردنيين، حيث يتحدث الدكتور الحوراني عن منح دراسية قدمتها جامعة عمان الأهلية مشكورة لنقابة الصحافيين..
وللحديث مناسبة أخرى وبقية تأتي ..