سلامه الدرعاوي يكتب : شبهات الفساد في فضيحة شاهين

أخبار البلد - يتساءل البعض: لماذا تقوم هيئة مكافحة الفساد بالتحقيق في قضية سفر السجين خالد شاهين للعلاج في الخارج, فالامر لا يعدو كونه قرارا اداريا رسميا يحتمل الصواب والخطأ, ولا يحتاج الى تحقيق.

 

في الواقع الامر اكبر من ذلك بكثير, فقد يشكل سفر شاهين للخارج واحدة من اكبر الفضائح التي ستعصف بمصداقية المؤسسات الرسمية لدى المواطنين خاصة في ظل ظروف الاحتقان الشعبي الراهنة وتراجع مستوى المعيشة وتأخر عملية الاصلاح.

 

شبهات الفساد في قرار الموافقة على سفر السجين شاهين تتمثل في اوجه عديدة يتطلب من الجهات الرسمية توضيح موقفها منها بشكل نهائي .

 

لعل السؤال الابرز لماذا اكتفت الحكومة بتقرير لجنة اطباء المستشفى الخاص ولم تقم بارسال فريق خاص بها من الخدمات الطبية للتأكد من صحة ذلك التقرير ?, ولماذا خالفت الحكومة نظام لجنة المعالجات في الخارج الذي ينص على حتمية الاجماع في حضور اعضائها وقد غاب اثنان عن الاجتماع في حين اعترض الثالث خطيا على ذلك?.

 

ومع كل ذلك فاللجنة لم تطلع على اي تقارير مخبرية حول حالة السجين انما اكتفت بتقرير وصفي من اطباء شاهين وهذا يشكل سابقة, علما ان الحالة المرضية التي يعاني منها السجين اقل حدية من حالة الرئيس العراقي جلال الطلباني الذي يعالج في المدينة الطبية لنفس الاعراض.

 

هنا يتساءل البعض عن هوية المسؤول الذي اتصل باعضاء اللجنة وطلب منهم التوقيع على قرار ارسال السجين للخارج وقال لهم ان" التعليمات من فوق تتطلب ذلك", ولا بد من معرفة اسباب القيام بهذا العمل المشين الذي يشوه صورة النظام ومعرفة لصالح من يعمل هذا المسؤول?!.

 

شبهة الفساد تتمثل في قرار وزير الداخلية بالموافقة للعلاج بالخارج, حيث انه لا يوجد نص قانوني يسمح بذلك, لا في قانون الاصلاح والتأهيل ولا في قانون التنفيذ كما ادعى الوزير قبل ذلك.

 

اوجه التقصير الحكومي كانت تتمثل في عدم التأكد لدى المستشفى الامريكي الذي اوصى به اطباء السجين من وجود مراسلات وقبول للعلاج, حيث تبين انه لا يوجد اي نوع من ذلك الاجراء لا بل الاخطر من ذلك ان الحكومة لم تعلم اساسا ان السجين لا يملك تأشيرة دخول لامريكا اصلا, حيث تم سحبها منه منذ اليوم لصدور الحكم عليه في قضية المصفاة.

 

الأهم من ذلك ان الحكومة التي ارسلت سجينها للخارج للعلاج لم تقم بمتابعة وضعه هناك, وتفاجأت بخبر "العرب اليوم" عن وجوده في لندن, بل ان الرئيس يقول ان الحكومة تتقصى عن مكان وجوده في اوروبا وامريكا, في الوقت الذي تحدث به وزير الصحة بانه ينتظر تقريرا عن وضع شاهين الصحي من المستشفى الامريكي.

 

التساؤلات السابقة تثير شكوكا كبيرة في اوساط الشارع الذي ينتظر من هيئة مكافحة الفساد تبيان اوجه الفساد في فضيحة شاهين.