مشاريع ضرورية ومعطلة
هناك رزمة من المشاريع الضرورية ذات الاولوية والفائدة على المجتمع ولها قيمة مضافة على الاقتصاد الوطني، ومنها مشاريع نقل الركاب العام الذي يشهد تأزما متفاقما، فالازدحام المروري متكرر في كافة شوارع العاصمة والمدن الرئيسية في البلاد، فالانتقال صباحا الى اماكن العمل مشكلة حقيقية سواء في الحصول على ( فرصة) الانتقال الميسر في حافلة او حتى الحصول على سيارة تكسي، وفي ساعات العودة الى البيوت الازمة سيدة الموقف، او العودة باستخدام السيارة الخصوصي التي تواجه بازدحام مروري خانق، دون بارقة امل ان تنفرج الامور على العباد. العاصمة بحاجة ماسة لمشاريع متعددة لنقل الركاب من الباص السريع الى القطارات الخفيفة، وخطوط نقل منتظمة وكفؤة وبكفاية، لذلك ما زالت باصات الكوسترات تجول وتصول وتسابق الاخرين، وتمارس مخالفات لا حصر لها بدءا من قيادة متهورة للمركبات، والدخول في سباقات للحصول على الركاب والعودة مرة اخرى بالسرعة الممكنة لجمع الاموال بغض النظر عن سلامة الركاب ومستخدمي الشوارع، اما الحافلات الكبيرة هي الاخرى ليست بأفضل حال تغيب في ساعات الذروة، وتظهر بعد ذلك. مشكلة اخرى لازالت قائمة ومتفاقمة وهي نشاط محموم للشاحنات وصهاريج المنتجات النفطية والمياه بما فيها المياه العادمة الى خلاطات الاسمنت التي تزاحم المركبات وتنفث سمومها بين المساكن وفي الشوارع الرئيسية، ويحلو لسائقيها اخذ مسارب اما في اليسار او وسط الشارع وتزين الشركات هذه الخلاطات بعبارة تستفز العباد مفادها ..كيف ترى قيادتي.
قانون المرور وانظمته النافذة جيد لكنه غير مطبق بشكل فعال اذ يفترض بالشاحنات والصهاريج الكبيرة على انواعها ان لا تنشط في ساعات الذروة صباحا ومساء، ومع ذلك لا تجد من يردعها، او يضع حدا لممارسات سائقيها، وفي حال حظر استخدام هذه الشاحنات والصهاريج خلال ساعات الذروة والزام سائقيها تحت طائلة المسؤولية القانونية باستخدام المسرب الايمن مهما كانت ظروف الشوارع عندها سيتم تخفيف معاناة الناس، وترسم صورة مشرقة للعاصمة التي تضررت صورتها بشكل لا يمكن القبول به. نحن بحاجة ماسة الى التوقف عن الحديث عن مشاريع النقل العام والانتقال الى مرحلة التنفيذ، اما التمادي على الطريق بخاصة خلال ساعات الذروة يمكن تطبيقه فورا، ومعاقبة من يلحق اضرارا بالغة بالطريق ومستخدميها، اما استمرار اختلاط مصانع الاسمنت الجاهز مع المناطق السكنية معضلة يبدو هناك من يدعم استمرارها بغض النظر عن الاضرار البيئية والبصرية التي تلاحقنا في حياتنا ....حان الوقت لوقف هذا التمادي على العاصمة والمواطنين.