حصار الاخوان المسلمين سياسيا انتهى بانتعاش التيار السلفي وزعيمه يطالب بحكم الشرع
اخبار البلد- -بسام بدارين - 'القدس العربي' خصصت السلطات الأردنية أمس مئات من رجال الأمن والسيارات المسلحة والمصفحة من ساعات الفجر الباكر لمواجهة اعتصام محتمل هو الأول من نوعه دعا له أنصار التيار السلفي الجهادي في مدينة إربد شمالي المملكة والذين يعتبرون بالالاف.
ورغم الإجراءات الأمنية الكبيرة التي اتخذت تحسبا لحضور السلفيين الجهاديين الذين يؤيدون بصورة علنية تنظيم القاعدة أعلن القائد الأبرز شمالي المملكة للسلفية الجهادية الشيخ علي الطحاوي أن الإعتصام الذي كان ينوي أنصاره تنظيمه وسط دوار الداخلية في عمق العاصمة الأردنية عمان تم تعليقه مؤقتا كما أبلغ مراسلين محليين.
لكن الطحاوي الذي خرج من السجن قبل أسابيع فقط بعد قضاء أكثر من عامين بتهمة تأسيس تنظيم غير مشروع فاجأ الجميع بالإعلان عن سلسلة اعتصامات سينفذها أنصاره لأول مرة في تاريخ المملكة وبصورة علنية وفي مختلف محافظات المملكة مستندا إلى فتوى رسمية صدرت عن مفتي الحكومة تجيز الإعتصامات، كما قال الشيخ طحاوي.
ولم يسبق للسلفيين الجهاديين الذين يوجد 200 منهم على الأقل في سجون المملكة ونفذوا عدة تمردات داخل السجون ان أعلنوا عن نشاطات سياسية الطابع في الشارع كما حصل أمس الثلاثاء في تطور لافت جدا للأنظار.
واستعدادا فيما يبدو لمواجهة شرسة مع اعتصام السلفيين الجهاديين في قلب العاصمة جهزت السلطات قوات امنية مسلحة حيث حظرت اي نشاط جماهيري في منطقة الدوار التي شهدت قبل اسبوعين فضا عنيفا لاعتصام سلمي لشباب حركة 24 آذار.
لكن وسائل الإعلام المتلفزة التي تجهزت جيدا لإعتصام السلفية الجهادية التي بدأت تظهر للعلن بصورة واضحة بالتزامن مع الإتهامات والضغوط التي تمارسها الحكومة على الاخوان المسلمين فاتتها - أي وسائل الإعلام - فرصة صيد ثمين بعدما اعلن السلفيون أنفسهم مساء الإثنين إلغاء أو تعليق اعتصامهم المنتظر.
وسبب التعليق واضح وعلني حسب تصريحات الشيخ الطحاوي العائد للأضواء بقوة مع مجموعته وهو استجابة الحكومة لضغوط التيار السلفي والإفراج عن أربعة عناصر من أبناء التيار كانوا موقوفين في السجن بدون محاكمة.
والجديد المثير ان الشيخ الطحاوي وهو الرجل الشهير الذي ظهر على شاشة العربية في برنامج صناعة الموت كعريف لحفل عرس جهادي تحدث علنا عن وجود 200 شخص وصفهم بالأسرى في سجون الحكومة الأردنية ويطالب بالإفراج عنهم دون أن يكتفي بذلك بل تحدث مع الصحافة المحلية عن سلسلة اعتصامات سلمية سينفذها التيار السلفي الجهادي في مختلف محافظات المملكة وهدفها التصدي للفساد وإقامة حكم الشريعة الإسلامية وحتى الإصلاح السياسي وهي عناوين سياسية جديدة لم يسبق للسلفيين ان طرحوها.
وقبل تهديدات الطحاوي بالمزيد من الإعتصامات نفذ السلفيون فعلا بعض الإستعراضات فنظم ثلاثة الاف منهم مسيرة في السلط والمئات تجمعوا أمام مقر رئاسة الوزراء في عمان وسبق لألف سلفي ان نظموا نشاطا جماعيا في مدينة معان جنوبي وهذه الأعداد تظهر بوضوح بان عدد أنصار التيار السلفي الجهادي كبير ولا يستهان به.
لكن المفاجأة الأبرز في السياق ان هذا الظهور السياسي المربك والغريب للسلفية الجهادية حصل بعدما دخل تنظيم الاخوان المسلمين المعتدل والخصم التاريخي للسلفية الجهادية في حالة كمون سياسية إثر حادثة الدوار الشهيرة والإتهامات والضغوط التي طالت رموز وقادة حركة الاخوان المسلمين المعتدلين مع السياسات الحكومية التي تبعد المعتدلين أكبر مسافة ممكنة.