المُبادرةُ الرياديِّة النوعيِّة ..نائبُ البرلمانِ القادمِ


إنطلاقاً من رؤى جلالةِ الملكِ بتكريسِ النهج الديمقراطي ، وتعزيزِ المُشاركةِ السياسيِّةِ ، جاءت مبادرةُ نائبِ البرلمانِ القادمِ الهادفةِ إلى فرزِ نائبٍ يمثلُ الشبابَ الأردني الطامحَ الجادَ ويلبي طموحاتِهم المشروعةَ تحت قبةِ البرلمانِ في مجلسِ النوابِ الثامن عشر ، ويعملُ بكل قوةٍ واجتهادٍ لرفعةِ المسيرةِ التشريعيِّةِ في وطننا الكبيرِ .

فعكفت المباردةُ والقائمون عليها إلى تخصيصِ برامجَ تدريبيِّةٍ متنوعةٍ ومتخصصةٍ تسعى بمضمونِها إلى أن يصبحَ النائبُ ممتلكاً لأساليبَ ومعارفَ ومفاهيمَ جديدةٍ تتفقُ مع روحِ العصرِ ومتطلباتِه تسير و المرحلةُ التي يحياها وطنُنا وأمتُنا والعالمُ بأسره وتهدفُ في مضمونِهاللرقي والنهوضِ بالمجتمعِ المحلي من خلال الوقوفِ على ألياتِ وأسسِ العملِ التطوعي ، وأساسياتِ اختيار النائبِ الصحيحِ وكسب التأييدِ والمناصرةِ، والتدريبِ على طرقِ شرحِ المنهاجِ المُعتمدِ للتدريبِ الديمقراطي في المحافظاتِ، وتوضيحِ الحقوقِ والواجباتِ في مفهومِ المواطنةِ ، وما هو المقصودُ بالديمقراطيِّة ، وبيانِ مهامِ وواجباتِ النائبِ في البرلمانِ ، وكيفيِّةِ اختيارِ النائبِ المُناسبِ ، وكيفيِّةِ دعمه ، وأن يكون النائبُ القادمُ على معرفةٍ ودرايِّةٍ تامةٍ بالمواصفاتِ والمؤهلاتِ التي يجب أن تكون في النائبِ ،إضافةً إلى امتلاكِ مهاراتِ كسبِ التأييد والمناصرةِ ،والخطابةِ الجماهيريِّةِ ، والتواصل، ومهارات الترويج العصريِّةِ وطرق احتسابِ العائدِعلى الترويجِ والاستثمارِ، ووقوفه على الدور التشريعي والرقابي في المجلس مما يعكسُ دوراً خدمياً للوطن والمواطنِ من خلال توفير مظلةَ أمنٍ وآمان لهما ، وترسيخِ قيمِ القانونِ الذي يُعد الضمانةَ الحقيقيِّة للحقوقِ المواطن على الدولةِ ، وحقوق الدولةِ على المواطنِ ، ويجعلها يسيران في مسيرةٍ واضحةِ المعالمِ في منظومةٍ متكاملةٍ وواضحةٍ ، ويحقق الرغبة الملكيِّةِ الساميِّةِ بوجود مجلسٍ تشريعي بنهجٍ مميزٍ وفريدٍ ، يكون بيتاً للأردنيين جميعاً باختلافِ الأصولِ والمنابت والأفكار والمعتقدات الدينيِّةِ والسياسيِّةِ والاجتماعيِّةِ.

فيُمكننا القولُ :إن هذه المبادرةَ الشبابيِّةَ هي أنموذجٌ ديمقراطي وطني بجدارةٍ يوضحُ القدرةَ الكبرى التي يحظى بها الشابُ الأردني المُلهمُ من رؤيةِ ورغباتِ قيادتِه الهاشميةِ الحكيمةِ ، فدأب هؤلاء الشباب على أن لا يُطبقون ديمقراطيِّة الآخرين وتجاربهم على أنفسهم ، لأنهم آمنوا أنَّ الديمقراطياتِ الغريبة عنا هي مُحصلةُ تاريخٍ طويلٍ ، نتجَ عنه عاداتٌ وتقاليدٌ وصلت معها مجتمعاتُهم إلى ثقافتِها الراهنة ، وأنه إذا أردنا أن نُطبقَ ما لديهم ، فعلينا أن نعيشَ تاريخَهم وإسقاطاتِه الاجتماعيِّةِ ، وحينئذٍ يكون هذا الاحتمالُ ممكناً، وبما ان هذا الاحتمالَ مستحيلٌ ، فإن الضرورةَ تُحتمُ علينا أن تكونَ لنا تجربتثنا الديمقراطيِّةُ الخاصةُ بنا التي قد انبثقت عن تاريخِنا وثقافتِنا وشخصيتِنا الحضاريِّةِ ، والنابعةِ من حاجاتِ مُجتمعنا ومقتضياتِ واقعِنا ، وعندها ستكون النتيجةُ بناءً متيناً قادراً على الصمودِ في وجهِ الهزاتِ مهما كانت شدتها ، والتجاربُ الهدامةُ ماثلةً أمام اعيننا في دول مختلفةٍ قريبةٍ وبعيدةٍ عنا.

كذلك فإنَّمسيرةَ الشعوبِ إنجازاتٌ متلاحقةٌ، تبني كل مجموعةٍ منها على ما سبقها،ويكون التطويرُ من خلالِ بناءِ أمورٍ إيجابيةٍ على إيجابياتٍ سبقتها. في حين إنَّ التأخر والتخلف يكونان بالعكس،بالتالي يمكننا الإنطلاقُ من خلالِ إيجابياتِ واقعٍ سيءٍ إلى واقعٍ جيدٍ، ومن واقعٍ جيدٍ إلى واقعٍ أفضل. لكنه عندما يتم نسف الواقعُ برمته فإن ذلك يعني إلغاءه كاملاً بإيجابياته وسلبياته،وعندما نريد الانطلاق فلا نجد حينها ما نستند عليه لتحقيق ذلك .

خبير التنمية البشرية بالأردن