باركيلي يُمّــــا

باركيلي يُمّـــــا

 

بقلم: شفيق الدويك

 

طِـــرت ؟ و الله يا خالتي إني طِرت من الفرحة، و حسيت راسي ظرب بسقف الغرفة يم ! و عقبال عندك يا خالتي ربنا يفتحها بوجهك مثل ما فتحها بوجه إبني، و يبعثلك اولاد الحلال إللي يعدلوا وظعك المجمّد.

 

هظول جماعة يا خالتي شافوا إبني بيعمل حسابات الشركة مثل الليرة الذهب. سألوه قديش بتاخُذ ؟ حكالهم: " هاظا الموظوع يا جماعة الخير بيني و بين صاحب الشغل، يعني سر و ما بصير أحكيلكم إياه ". و يعرظولك عليه راتب 800 ليره بالشهر. حكالهم بشاور عقلي و برد عليكم بعد يومين. و بعد يومين وافق لأنه عرف إنهم ولاد حلال و بخافوا ربهم، و كتب العقد معاهم لسنتين. 

عند ما قدم إبني إستقالتُه، عرظ عليه المدير، إللي ما بيعرف الخمسه من الطمسه، رفع راتبه من 350 ليره ل 600 ليره لأنه شغلُه متكتك و مثل ما حكيت مثل الليرة الذهب، و عارف المدير إنهم ظالمينُه بس مطنشين وظعُه، مهو مش مدعوم، و طبعا ما وافق، و ما جاب سيرة الراتب الجديد.

 

حكالي: " شايفه يمّا ؟ يعني لما حكيت لحالي خلص بدّي أترك الشغل عن جد و بعد خمس سنين من الشغل معاهم، حسّوا بقيمتي، و خافوا على حساباتهم تتبهدل، و عرظوا عليّ  شوية زيادة من الراتب إللي بستحقه من زمان عن حق و حقيق، بس قالولك ما دام ساكت، و مش قادر يتحرك الله لا يرُدُّه خلّيه يحرث مثل الباقي، أي هو في حدا سائل قديش بنعطي أو ما بنعطي ؟ "

 

ربنا يا خالتي ما بينسى من فظلُه و نعمتُه حدا، و الظلم يا خالتي ظلمات يوم لقيامه، و يا ريت صحاب الشركات يتذكّروا هالحكي، و يبطلوا حيلهُم على موظفينهُم. و الله و الله يا خالتي قرّب إبني يفقع أو ينجلط. مش قادر يعيش براتبُه مثل الخلق و الناس ، مهو بيدفع كل شهر 100 ليره لسُلفة البنك، غير أجرة الشقه، و صحاب شُغلُه طول نهارهم بشمات الهوا بسيارات آخر موديل و مش عارفين وين يروحوا بالمصاري إللي متلتله على صدورهم !