قراءة معمقة لخطاب جلالة الملك

تابعنا باهتمام بالغ خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني على شاشات التلفزة حيث امتاز الخطاب بشموليته فتطرق للكثير من المواضيع , وبالأخص للازمات التي تعاني منها المنطقة بدءا بموضوع الارهاب والتطرف الذي ما زالت تعاني منه شعوب المنطقة بل العالم بأكمله ملصقين ذلك بالشريعة الإسلامية السمحاء التي تدعو للتسامح والإخوة والإنسانية بأرقى معانيها محاولين بذلك تجريدها من مضمونها هذا.

وابرز جلالته بخطابه القيم والمبادئ السامية التي تدعو لها الشريعة الاسلامية من التسامح والاخوة والإنسانية واكد ضرورة نبذ العنف والكراهية وضرورة قبول الطرف الآخر والرأي الآخر وعلينا ان نرتقي بتعاملنا وفكرنا وسلوكنا الى مستوى ما دعت له دياناتنا السماوية السمحاء وهذه من سمات جلالته الذي يدعو لها دائما بخطاباته.
كما تطرق جلالته للازمة السورية وما ينعكس عنها من ازمات تهدد المنطقة والعالم باجمعه حيث طرح وبحس انساني عال ازمة اللاجئين السوريين مؤكدا ضرورة حل هذه الأزمة بأسرع وقت وبين أن هذه الازمة مسؤولية المجتمع الدولي باكمله اضافة لمنظمات الاغاثة الدولية.
فكان الخطاب على مستوى المسؤولية والموضوعية حيث حمل المجتمع الدولي مسؤولية هؤلاء اللاجئين والمهجرين قسرا من سوريا ,مؤكدا ان مسؤولية هؤلاء تقع على جميع دول العالم وعناصر المجتمع الدولي وفقا للمواثيق والاتفاقيات الدولية والقانون الإنساني الدولي , فكان الخطاب رسالة لزعماء هذا العالم.
كذلك تطرق جلالته وبحسه الراقي بالمسؤولية لموضوع المسجد الاقصى وما يتعرض له هذه الايام من انتهاكات مؤكدا أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من جرائم وحشية ضد المسجد الاقصى والمرابطين فيه هو انتهاك لجميع المواثيق والاتفاقيات الدولية وان الوصاية على المسجد الاقصى هي وصاية اردنية وعلى سلطات الاحتلال احترام هذه الوصاية الاردنية المتفق عليها , فنلمس في خطاب جلالته بانه امتاز بالشجاعة والشهامة والقوة والصلابة.
كما لمسنا أن جلالته صاحب بصر وبصيرة ينظر الى مستقبل ابنائنا وشبابنا بقلق شديد مما ينتج عن العنف والتطرف الذي قد يؤثر على مستقبلهم .