حكي وكلام فاضي

مشاهدة رئيس دولة جزر القمر متحدثا في اي مناسبة يبعث الحزن في النفوس، ومرة في قمة عربية تحدث مستجديا الامة لاستغلال امكانيات الدولة استثمارا حد الدعوة الى امكانية الربح من مجرد انشاء مطعم فلافل، وجزر القمر كدولة فقيرة وليست متعبة فإن من حق رئيسها ان يخاطب العالم من منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة، وقد فعل ذلك مرارا وتكرارا، مؤثرا ومثيرا للتعاطف غير انه لم يحصل ولو مرة على اكثر من فتات مع تفهم لاوضاع الجزر دون استعدادات للمساعدة الجدية.
ومثل جزر القمر الغالبية الساحقة من دول الامم المتحدثة، لأنه بإمكان اي رئيس دولة منها ان يتحدث بما يشاء من خطاب، وان يحظى بما يلزم من مراسم دون ان يفرض ولو مجرد حرف مما يطلبه او يقترحه ليذهب الكلام الى مجرد كلام. وعلى ذلك يمكن القياس كيف ان الدول الصغيرة وان هي غنية ماليا لاي سبب لا يكون لها وزن حقيقي، ولو ان اي زعيم لها هدد وأزبد في كلامه حدا أن يتحدى باي تصرف او افعال فإن أمره يمر عابرا كوزن أخف من الريشة.
وقد تبارى الربع في اظهار مفاتن الاقوال والخطب الرنانة للزعماء واظهروها انتصارات، وقد ادلوا بدلائهم لما يخص القضايا الدولية والارهاب وداعش ولم يخرج منهم قط عن خط الاطار الامريكي، ما عدا فلادمير بوتين كونه زعيما قائدا لدولة وشعب وليس معينا كموظف من اي جهة، وهنا يكمن الفرق.
بإمكان تركيا كدولة ان تحقق ما تصبو اليه وتعرف قدره، ومثلها ايران التي فرضت تفاهما نوويا على واشنطن ودول اوروبا النشطة ومعهم الكيان الاسرائيلي، وهناك دول اخرى بذات القدر. غير ان الغريب العجيب هو ما يخص حاجات دول تحدثت بلسان مساعدات من اجل استيعاب اللاجئين او طلب مساعدات عسكرية لمواجهة داعش، وغيرها لما يلزم من توجيهات ومستجدات للتماشي مع التطورات في الازمات التي تقف عليها تمويلا او دفعا للتأجيج، وكذلك من تحدثوا عن الفقر والمساعدات للتنمية في قطاعات شتى وابراز قطاع المرأة ليكون تشجيعيا للحصول على تمويلات بيافطة مكافحة العنف والتمييز والمساواة، وهناك الكثير مما هو من هذه المستويات، وقد خرجت كلها من منظومة الدول الفقيرة والغنية ماليا والتي منها كل الدول العربية بطبيعة الحال.