شباب الشوارع بين الانحراف والحرمان .. نعمة ام نقمة !!!


ان الشباب عماد الأمة الذي تقوم به وتحقق التقدم والازدهار فعلى كل دولة الاهتمام بهذا الكنز النفيس والاعتناء به ليكون نعمة وليس نقمة .
شباب الشوارع هم شباب من ابناء الوطن لم تنصفهم الحياة فكان الشارع ملاذهم الوحيد ولم يجدوا احداً بجانبهم يحل مشاكلهم ولم يكن ذلك باختيارهم انما هناك عدة عوامل ساهمت وبشكل كبير في جنوحهم وظاهرة الجنوح والانحراف عند الشباب تعتبر من ابرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات حالياً بسبب المشكلات التي يعيشها الشباب وعلى رأسها الفقر والبطالة والمشاكل العائلية وعدم قدرة رب الاسرة على تحمل التكاليف المعيشية وتغطية المصاريف المتزايدة والمتراكمة اضافة الى تعداد افراد الاسرة لتبقى البنت ويخرج الشاب الى الشارع بحثاً عن وظيفة ويكون عرضة للعديد من الآفات الاجتماعية والانحرافات الفكرية يكون الشباب عادة عرضة للانحراف والجنوح في سن المراهقة وهو اصعب مراحل حياة الانسان باعتبارها المرحلة التي يصنع ويكون فيها شخصيته حيث تعتبر التربية الاسرية الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الاسرة الغطاء الواقي ضد الانحراف ثم تأتي المدرسة بينما تجد في الآونة الاخيرة اطفال صغار يحملون اسلحة بيضاء في المدرسة وفي الشارع عوضاً عن حمل الكتب المدرسية .


ان سوء المعيشة والفقر والبطالة وعدم وجود اي سبيل او طريقة لتأمين دخل يغطي بها مصاريفه الدراسية او المعيشية يجد نفسه مضطراً لاساليب غير قانونية وسلبية وسيئة تصل الى حد السلب والنهب وتجارة المخدرات والتحرش .

شباب احلامهم ضاعت بين الحرمان والانحراف فهناك تنظيمات ووحوش بشرية تترقبهم وتتصيدهم لتنظمهم فكرياً او تزيد في انحرافهم مقابل مبالغ مالية حيث يكون الشباب مرغمين على القبول اضافة الى ان صعوبات وزيادة مصاريف الدراسة اصبحت تلعب عاملاً اساسياً وغالبية الدراسات بينت ان الجنوح اصبح جمعي اكثر منه فردي فالشاب لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة كالسرقة والنهب وتجارة المخدرات حتى الجريمة لوحده انما على شكل جماعات يتقاسمون الادوار بنفس الافكار وهنا تبرز دور الرفقة الصالحة .

والتسرب المدرسي بأسبابه وابعاده وعدم قدرة الاهل على تدريس ابنائهم او قناعتهم بعدم جدوى الدراسة وحاجتهم لأن يعمل اكثر من حاجتهم لأن يدرس اضافة لعدم توفر أية نشاطات مفيدة ما بعد انتهاء الدوام الرسمي للمدارس اضافة لمشكلة التفكك الاسري التي اخذت بالتزايد لاسباب عديدة اقتصادية واجتماعية ووجود خلافات عائلية تدفع بالشباب للهروب من المنزل الى الشارع والاماكن السيئة لتبدأ السلوكيات السيئة والانحراف حيث يعتبرها حرية يتخلص بها من قيود العائلة فيبدأ الشذوذ الاخلاقي في غياب الرقابة والحنان الاسري وعدم وجود رعاية متخصصة ارشادية من الدولة تقوم بعملها في المدارس في ظل غياب مستمر لهؤلاء الطلبة عن المدرسة وتراجع التحصيل المدرسي والعودة الى المنزل في ساعات متأخرة دون مسألة وعدم وجود أي تنسيق بين الاهل والمدرسة ولا متابعة او مراقبة والشباب المتسرب والمنحرف يتميز بفقدانه اي معنى للحياة فيصبح كائن دون هدف او غاية بسبب الحرمان ووجود وسائل الكترونية تساعد في الانحراف والدخول الى المواقع الاباحية وغيرها .
لقد اصبحت اضطرابات السلوك الاجتماعي عند الشباب مشكلة اجتماعية حقيقية تحتاج الى كثير من الدراسة والبحث بكل عقلانية وتأني ووعي وثقافة والاستعانة بخبراء تربية وارشاد وعلم نفس تربوي لمعالجة هذه المشكلة واهمية تضافر الجهود بين كافة الجهات المعنية حكومية ومجتمعية اهلية ومنظمات دولية وحتى لا يظل الشباب المتسرب او اطفال الشوارع يشعرون بالشخصية المفقودة ذاتياً فلا بد من رؤية شاملة وفق معايير واسس تستند على اصول صالحة وتحليلات لفهم المشكلة بابعادها المدرسية والاسرية والمجتمعية ومعرفة دوافعهم للتسرب والانحراف

فالشباب ثروة لا يقدرها الكثير من دول العالم الثالث والشباب هم الدرع الواقي للدولة وهم سواعد البناء لمستقبل الامة فعلينا وضع استراتيجية وطنية من خلال مؤتمر يجمع اصحاب الاختصاص لمناقشة اسباب تفاقم هذه المشكلات للحد منها وحتى لا يبقى الشباب عرضة للتيارات والمنظمات الارهابية والعصابات المنحرفة والسلوكيات الخاطئة وعلينا ان لا نعمل تغطية اعلامية نخفي حقيقة الواقع فعلى صاحب القرار ان يعرف الواقع الحقيقي وان يضطلع على الحيثيات لا ان نبرز الايجابيات فقط فهناك اعلام يشترى ليمجد اشخاصاً ويغطي على السلبيات لذلك يجب ان يتم تقييم الوضع بشكل صحيح قطاع عام وقطاع خاص ومنظمات دولية حقوق انسان وغيرها وتخرج بمخرجات واضحة المعالم لخطة طريق تصحيحية لوضع استراتيجية وطنية تشاركية .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com