خلال استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني لوجهاء وشيوخ محافظة اربد في الديوان الملكي تطرق جلالته إلى موضوع الوحدة الوطنية التي هي مصدر قوة واستقرار وتطور هذا الوطن ونجاحه في مواجهة كل العقبات التي عصفت بالمنطقة العربية وان مسيرة الوحدة الوطنية التي رعاها الهاشميون على امتداد حكمهم وبما لديهم من الحلم والفكر النير والنظرة الثاقبة التي تمتع بها أنجال هاشم الأبطال الذين لم تنم أعينهم يوما فنذروا أنفسهم للوطن وللشعب فأعطوا بلا حدود وصنعوا تاريخ أمة وبنوا نهضة شامخة وقادوا مركب التقدم والعمران متحدين الصعاب والعقبات حتى وصلوا بالأردن إلى مدارج العزة والرفعة والفخار وتسييج هذا الوطن على أساس متين من الوحدة الوطنية بين جميع الأصول والمنابت بلا تمييز أو استثناء فالأردنيَّ والفلسطينيّ، وإن كانا «اثنين» حقّا كما يريد البعض، فكلاهما للآخر كثاني اثنين في الغار فاختلط الدمُ بالدم وانعجن بالمصاهرة حتّى ما عاد هناك «اثنان» بل واحدٌ لا يقبل التنازل عن حقّ الآخر وأن الوحدة الوطنية أكبر من «فلسطيني وأردني» فهي تشمل الشركي والمسلم والمسيحي.
واعتبر جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال أن من يعبث بالوحدة الوطنية فهو عدوي إلى يوم الدين وعزز ذلك جلالته بقوله إن الوحدة الوطنية هي خط احمر ونحن في الأردن نعتز بوحدتنا الوطنية ونفاخر بها الدنيا ولا نعبأ بشرذمة قليلة متطرفة ومتهورة هدفها زرع الفتنة لهز وحدتنا الوطنية ولكن الأردن اكبر من هذه المحاولات التي لا تخدم إلا أعداءه متناسين بأن استقرار الأردن وصموده هو مصلحة وطنية لكل الأردنيين، في ظل الإقليم الذي يحيط بنا، ومن يريد العبث بالوحدة الوطنية لابد من ردعه من قبل المواطنين بالتعاون مع الاجهزة الأمنية، فاستقرار الأردن هو حماية واستقرار لكل المنطقة.
جملة القول: إن مسيرة الوحدة الوطنية التي رعاها الهاشميون ستبقى صمام الأمان لهذا البلد المعطاء وذلك بفضل الله وقيادته الهاشمية الحكيمة وأبنائه المخلصين ليبقى الأردن عصياً على من يحاولون زرع الفتنة والعبث بوحدته الوطنية المقدسة حمى الله الأردن وحمى الله الملك.
ahmadalrahamneh@gmail.com