تائهة على خد الحنين


غرد الصباح وغازلت نافذتها العصافير، فأيقظتها من غارق سباتها في عميق مخابئ الروح.
بتثاقل اتجهت بوجهها الى الكون علّ ماكان حلما و انقضى، فحملتها تنهداتها الى ضفة نهر يشق المدينة باعتزاز و غرور دون ان يهتم بما يحصل من إنسيابه ..لاحقت الطيورعند مفترق الطرق و جلست في مقعد صغير على اليمين في آخر الرواق علّها تبتلعها زوايا المكان و ينساها وقتها و يطويها كهمسة سقطت تائهة من دفتر عاشق بلا عنوان،اخرجت ورق وردها و قلم من انفاسها المسافرة في زحمة البشر،كتبت بفنجان قهوتها حكاية اولها علامة استفهام  و اخرها علامة استغراب،وعلى لوح من ياسمين خطّت انهمارها محدثة نفسها،قائلة له:عندما تتسرب قراراتي و افقد السيطرة على تحولاتي و انفعلاتي،عندما افقد القدرة على تمييزي بين الحقيقة و السراب،عندما اراك خيالا جبارا يحتل سماء مدنيا و يشعل شمعتي، عندما اعلم الصحيح واعدو خلف الخطأ،عندما اتلفت حولي افتش عن نفسي بين ثنايا نفسي،فاذ بها تلك الروح المرتمية على كرسي فاره مهتز بين حنين و غضب،عندما تشتكي روحي مَن سلبها فأي قدر هذا واي ريح هبت هزت سفني الراسية لسنوات طويلة في مينائها؟ريح تنتشلني من سكوني،هدوئي و وداعتي،وكأنما عندما تطفأ أنوار المدينة تشتعل أنواري فيئن قلبي في زمن أصبح باهت حين أنهزم الجميع بسوادهم فيه،هو زمن فيه رذاذ الحب صدفة،حين الاغتراب هو العنوان .
ستبقى سؤالي الذي يختبأ داخل بؤبؤ عيني،وستبقى شهقة عمر برفضه و قبوله،ها أنا هذا الصباح اقف على ضفة نهرك،امسك بيد ارتباكي واتشبث بآخر رمق من بقائي على الرمل،فَلِما كتبتني في احرفك و تركتني اتلوى موجعة في اضلعي..لما جعلتني انزف همي على باب نسياني حتى ارتجفت الحكاية وضاعت لغتي؟
ما همّك انت تطير فوق كلماتي..وانا مقيدة هنا بأطراف سلاسل قصائد تركتَها لي تجلس معي لتحرس ابوابي،كيف احبك في صمت و الحب اعلان للدنيا من الفرح،احببت فصلي ففيه مولدي..ولكنني اكتشفت اخيرا ان لا موسم لولادة الروح