عندما تصبح أوروبا دولة صغرى و الاردن كٌبرى !!
اخبار البلد-
بقلم أمين زيادات : إحدى القواعد التي أسير عليها دوماً في حياتي هي بأن عليك أن تضع نفسك في مكان الشخص المقابل لكي تقدر ظروفه و تصرفاته ، بمعنى أن الكثير منا ينتقد تصرفات و سلوك غيره و عندما يوضع في نفس الظرف يتصرف مثلاً أو حتى اسوء .
هذا المثل خطر على بالي عندما شاهدت ردة فعل دول في أوروبا على لجوء السوريين لها و كيف تعاملت بحزم معهم و بعضها أغلق الحدود و البعض أوقف المواصلات العامة بينها وبين دول أخرى في أوروبا لضمان عدم تدفق اللاجئين لها و استنفر الأمن و الجيش عندهم و أصبح في حالة طوارئ و خرجت مظاهرات تطالب بطرد اللاجئين السويين وإعادتهم إلى بلادهم ، لا بل تعدى الأمر بأن اعتدى عدد من المتظاهرين على أماكن تجمع السوريين بالضرب و الحرق .
أوروبا التي تضم 28 دولة معظمها دول غنية وأصغرها مساحة أكبر من مساحة الأردن بعدد من المرات و أفقرها أغنى من الأردن بعدد من المرات و مع ذلك لم تتحمل مئات الآلاف من اللاجئين ، لم يصلوا بكل أوروبا الى 700 ألف لاجئ .
أوروبا بكل غناها و بكل جيوشها و أمنها وشعبها و المفروض أنها ديمقراطية و تطالب دائماً بمحاسبة من يمس حرية الفرد في الشرق الأوسط و يرسلون لنا منظمات لتقيس عندنا مستوى الحرية والديمقراطية والتعامل مع الإنسان .
هي اليوم من تخرق هذه الأنظمة و القوانين التي وضعتها لأنها أصبحت في مكان الشرق الأوسط من حيث اللاجئين عمليا وليس نظريا .
و الأردن البلد الصغير الفقير يستقبل مليون وأربعمائة ألف لاجئ يُسكنهم ويُطعمهم ويُعالجهم ، يستقبلهم بالحُب و الترحيب و عندما كان يُطالب بمساعدات من أوروبا لم يكن أحدا يصغي له و إذا صغُوا يرسلون بعض الفتات .
أنا اليوم أُطالب الدولة الأردنية أن ترسل مساعدات إلى أوروبا وهو قادر بإذن الله ، هذا البلد الذي يمتلك قيادة هاشمية رفضت كل الضغوطات الدولية لإغلاق الحدود مع سوريا وتحمل الأعباء و تقاسمنا الخبز والماء ، لا بل حصتهم كانت أكبر و برضانا .
هذا البلد الذي يحميه الله و يسير به إلى بر الأمان دوماً ، هي معادلة لا يمكن أن تُفهم إقتصادياً ، كيف أوروبا تشكو من اللاجئين و الأردن لا يشكو !! و لكنني أفهمها بأن هذا البلد محمي من الله و به شعب كله طيبة و كرم و يحكمه ملك تتمنى كثيراً من الشعوب أن يكون عندهم حاكماً مثله، يمتلك عدلاً و فكراً و تواضعاً، وعندنا أجهزه امنيه وجيش عربي نفاخر بهما العالم .
حمى الله هذا الوطن فالغد مشرق بعون الله و لا يمكن أن نكون نحن أكرم من الله فسيرد الله كرمنا بإكرامِنا بنعمٍ من عنده ، و أختم و أقول الحمدلله أنني عِشت لأرى أن الأردن أصبح دولةً عظمى و أوروبا دولةً صغرى .