ليتنا لم ننتخبكم؟!


تعلمنا في دراستنا العليا في علم الموهبة والإبداع أن المبدع هو ذاك الشخص الذي يترك أثراً ايجابيا وانجازاً حقيقاً يخدم فيه المجتمع، وتعلمنا أيضا أن مكاسب الدنيا زائلة لا محالة فلا النمر الحمراء ولا ربطات العنق المزركشة بألوان الطيف السبعة ولا التسابق على منابر الفضائيات ولا التهافت على المواقع الالكترونية التي أصبحت وسيلة إعلامية للتواصل مع ناخبيهم لإعلامهم أنه مازال ذاك المغوار والمقاتل الشرس الذي يتصدى لكل المحاولات الحكومية التي تحاول النيل من قوت الشعب وسحق المشاريع الموعودة في واد سحيق لا نرى من خلاله أيّ نور للتغيير و لا أمل ببحبوحة اقتصادية قادمة في ظل مذكرات شكلية وقوانين وتشريعات تصب في مصلحة المتنفذ أكثر من مصلحة الشعب المكلوم بالويلات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي نالت ما نالت من مدخرات الشعب.
فأين وعودكم في تحسين الحياة المعيشية ورفع الرواتب الشهرية؟، ومحاسبة الفاسدين والإطاحة با لمتنفذين وقطع الطريق على الطامحين بالوظيفة الحكومية الغير مؤهلين لها، فأين وعودكم بوقف الاعتداء على المعلمين والأطباء وبقية القطاعات الأخرى؟، فأين وعودكم بتأمين صحي شامل، وتحسين الخدمة الصحية في مستشفياتنا ومراكزنا الصحية؟، فأين وعودكم بمحاسبة الحكومة وأركانها والإطاحة بها عندما تتخذ من جيب المواطن وسيلة لإنقاذ ميزانيتها من الهلاك؟ فأين وعودكم من ضبط التسعيرة الحقيقية للمحروقات؟، التي يدرك المواطن أن الحكومة تتلاعب بأرقامها؟؛ فأين أنتم من معالجة مشكلتي الفقر والبطالة؟، وغيرها من الطوابير المتكدسة على أبواب الديوان.
ليتنا لم ننتخبكم وبقينا نحن الشعب في مواجهة الحكومة، بدلاً من تمثيلًا نيابياً ضعيفاً مبنياً على المصالح والمنافع والمجاملات وما يحاك من هنا وهناك، فأصبح نوابنا أشبه ما يكونوا بوصفهم بنواب العائلات فهم يخدمون أناس مقربين بعينهم وصدقات معينة بعينها، أمّا البقية الذين ضحوا بوقتهم والذين ذاقوا الأمرين في الدعم والمساندة والتسويق فقد وقعوا ضحية الشعارات والتسويف التي كان لها دوراً في إيصالهم تحت شعار هم نواب المرحلة.....