عمر شاهين يكتب : حينما تلاحق حكومة "السفير" الأسير المحرر سلطان العجلوني

اخبار البلد- كم اشعر بالإهانة والألم وانأ أشاهد ما يحدث من ملاحقة للبطل سلطان العجلوني ، والذي ضرب في مقر المحافظة عصر الجمعة المشؤومة 25 آذار ، وتمت اهانته بشكل متعمد ومخزي، ونقل إلى المستشفى في حالة خطرة كادت تودي بحياته، ولوحق بعدها ووضع اسمه ضمن اللائحة التي حولت إلى المحكمة مع 77شاب من 24 آذار ، بتهمة مقاومة رجال الأمن، ومع أن هذا لم يحدث أبدا وستتعرض حكومة البخيت لنكسة حينما يعرض المحامون عشرات الأفلام التي ستعرض عكس هذا .ولم تكتف حكومة البخيت بهذا بل اعتقلته للمرة الثانية، يوم 11/4 وتم الإفراج عنه بعد ساعات.

 أولا لايجوز وضع سلطان العجلوني بنفس مستوى التعامل مع شباب 24 آذار ،ولا حتى كل زعماء المعارضة والاحزاب لان هذا بطل مقاوم والباقي منظري كلام ومستعرضي خطب ، ومن ضربه في المحافظة أو أمر باعتقاله كان عليه أن ينتبه إلى أن هذا الشخص ليس عاديا بل رمز كبير من رموز المقاومة شبه المختفين أو النادرين حاليا في الأردن،من المقاومين حقا باليد والسجن وليس بالشعر والكلام والمسيرات.. فقد قضى العجلوني 18 عاما في سجون الصهاينة بعد ان نفذ عملية في فلسطين المحتلة  عام 1990 قتل خلالها أحد جنود شرطة حرس الحدود برتبة رائد وهو المدعو "بنحاس ليفي" إذن هذا شاب يده مطهرة بتراب سجون الأسر ويد قتلت صهيونيا ، وهذا ما نفقده اليوم حينما لا نجد من يقول قتلت صهيونيا وقاومت على ارض فلسطين وسجنت بين قضبانها.

سلطان العجلوني يختلف تماما عن كل الذين لا نرى بطولاتهم سوى على المايكروفنات، وبصراحة أنا لست معني كثيرا لا بمسرات المعارضة ولا بشباب 24 آذار، ولي تحفظات كثيرة عليهم، كتبتها في مقالاتي السابقة،  ولكني أطلب احترام تاريخ بطل وأسير محرر. وطالما أننا ندعي بغضنا للصهاينة ألا نشمتهم به وبنا، فما أسعدهم وهو يرون صورته في حالة صحية يرثى لها وقد ضرب من أبناء جلدته ، وسيزج في سجون امن الدولة ، فالنتخيل إعلامي صهيوني يعرض تقرير ويقول هاهم اسري سجوننا يلاحقون من الأنظمة العربية.

أنا هنا كما قلت لا أناقش أي حيثية مما يدور في الأردن من معارضة أو إصلاح حكومي ولكن أتوقف كثيرا حينما يتعلق الأمر ببطل نشانا منذ طفولتنا ونحن نرى الانتفاضة الأولى ومجزرة الحرم الإبراهيمي وقانا والانتفاضة الثانية ، ولا نعرف من أردننا سوى أخبار بطل واحد هو سلطان العجلوني ، الذي كنا نفتخر به مثلما تفتخر لبنان وسوريا بأسراها، نتكلم عن شاب حركته الانتفاضة الأولى فحارب إسرائيل بمسدس بينما سكتت الأنظمة العربية على مجازر الصهاينة ولم تحاربهم لا بمسدس ولا بصاروخ.

أيقن تماما أن عقلية الرئيس معروف البخيت لا تستوعب معنى بطل مثل سلطان العجلوني علامة فارقة، في زمن الخنوع والاستلام، فالرئيس – معروف البخيت - الذي خدم سفيرا في إسرائيل الصهيونية لا يمكن أن يستوعب معنى ضرب أسير لمدة 18 عام ولا يقدر هذه المكانة البطولية فحكومة السفير تراعي كل الإزعاجات التي عانى منها السفير البخيت في ذلك الوقت من الأسير الأردني.

كم أتمنى من حكومة السفير أن تشفق على الأسير المحرر سلطان العجلوني ، وتفرق بين طرقها في تشتيت المعارضة واحترام من نحبه،  فلو شارك سمير القنطار عميد الأسرى اللبنانيين في أي مسيرة لكان الأمن اللبناني يحميه ، ويعطيه مكانة مميزة كأي رئيس وزراء ولكن حسرة على المقاومة عندنا فهذا ليس كرموز الإخوان المسلمين الذين لا يعرفون سوى الخطابات من مسجد الكالوتي .. هذا يا حكومة السفير الرئيس  صاحب يد طاهرة قتلت صهيوني حقير .

كنت اقرأ مقالات سلطان العجلوني في صحيفة السبيل دوما وانزعج إن لم أراها كل ثلاثاء وكان محفز كبير لي أن أبدا بالكتابة ، واحتضنت السبيل مقالاتي الأولى قبل أن تمنع الباقية لأني عاكست أفكارهم، ولكن بقي هذا الأسير دافع لي أن اكتب، وكنت أتابع دوما كل أخباره، وكم حزنت حينما كان تحريره باهتنا، وقبلها علامة الذل الصهيونية التي أرغمتنا على زج المقاومين في سجن قفقفا، بينما مجرمي الصهاينة يتمتعون بشواطئي حيفا ويافا، وإذا كانت 24 آذار تقليد لما يحدث في الخارج فان سلطان العجلوني تجسيد واقع لتاريخ مقاومة وهو رجل يستحق له أن يكون رمزا يحترم ولا يضرب أو يهان ، مع إني كنت تمنى ألا يزج نفسه بالشؤون الداخلية ، فحكومة يرأسها سفير في إسرائيل السابق لا يمكن أن تعرف معنى بطل ومقاوم وأسير .. فعذرا سلطان ...

Omar_shaheen78@yahoo.com