واحة آيلة ومشاريع العقبة

أتاحت لنا واحة أيلة في العقبة مشاهدة إنجازاتها على الأرض وفي ذات الوقت متابعة إيقاع العمل في المدينة الساحلية بعد وقت من حصولها على دفعة قوية من جلالة الملك وزيارات متكررة لرئيس الوزراء وطاقم الحكومة.
المشروع الضخم في واحة آيلة أصبح حقيقة وقد كنت زرته حقلا للألغام وبعد أن أزالتها سواعد خبراء الهندسة في الجيش العربي، وزرته في مرحلة تشييد البنية التحتية ولاحقا عندما إمتلأت أحواضه بالمياه، وعلت أبنيته فوق الأرض وكل ذلك بتمويل ذاتي من رأسمال الشركة.
سأل زميل صحفي رئيس المشروع صبيح المصري الذي بدا مرتاحا لتحقق ما وصفه حلمه الذي يقدمه لوطنه ومواطنيه، عن فائدته بالنسبة لأهالي العقبة، وإن جاز لي توسيع السؤال عن الفوائد ليشمل الأردن وواجهة البحر الأحمر، والقضية ليست فقط في خلق فرص عمل وهو حاصل ولا برفع مستوى المنتج السياحي وهو حاصل أيضا، ولا بإحداث تغير جمالي وبيئي للواجهات البحرية وقد حصل في المساحات الخضراء الواسعة لملعب الجولف وبزيادة الواجهة البحرية في الشواطئ الجديدة، بل أيضا في القيمة المعنوية والمادية للأصول في المدينة التي ظلت قيمها لا توازي سوى أقل من 20% من قيم المدن مثيلاتها على ساحل البحر في الجوار، وهو ما سيجعل من أهالي العقبة فرحين بنمو ثرواتهم من العقار والأراضي وإنتعاش مستوى الخدمات والدخل من الفرص الجديدة للأعمال وشكل ونوعية الخدمات التي ستطرأ على المدينة عندما يدفع نموذج آيلة المفتوح للناس، سلطة العقبة الى محاكاتها في باقي المناطق السكنية قبل السياحية من طرق ونظافة ومرافق وحداثة.
في الجهة الاخرى فإن الإنجاز يحفز غيره فرأينا كيف بدأ العمل يتسارع في مشروع سرايا العقبة وقد علا الغبار أفقه ولو أننا نتمنى أن لا تأتي هذه الوتيرة على حساب مشروع مرسى زايد تأثرا بتغييرات طالت شركتي المعبر وسرايا العقبة بعد نقل الملكية فيهما الى شركة «إيجل هيلز» العقارية.في تبدل للأولويات والإشارة الأبلغ لمثل هذه التحولات هو ضخ مزيد من الأموال في شركة سرايا العقبة التي تعطل فيها العمل لفترة طويلة لنقص في التمويل على حساب مشروع مرسى زايد الذي كانت وتيرة العمل فيه أسرع.
يلفت الانتباه كثيرا تحرر قيادة العقبة من التردد في إتخاذ القرار خصوصا فيما يتعلق بمزيد من الانفتاح والجرأة، فرئيسها يتابع ويحفز وكأنه يريد تعويض الوقت الضائع دون تقديم شيء على الأرض لكن ثمة نواقص هي في البال أكيد مثل مشاريع جريئة تتماثل مع الاحتياجات السياحية التي يرغب السائح الأجنبي والعربي في رؤيتها مثل المطاعم الملائمة ومدن الملاهي ونوادي الترفيه وحتى الكازينو الذي لم يعد هناك أية مسوغات قانونية لرفض إنشائه وما بقي هو تغيير النظرة للمتطلبات السياحية التي تتم حتى الآن بعيون محلية ما يبقى الحذر سيدا للموقف.
العقبة منطقة سياحية واقتصادية ولوجستية وجذب السياح اليها سيحتاج الى تقوية المحتوى الترفيهي، ورفع الأداء والتنافسية السياحية وهي قناعة كنا قد سمعناها من قيادة العقبة التي نأمل أن تعزز بمزيد من الجرأة في إتخاذ القرار واستثمار للوضع السياسي القوي في الأردن، فهذه القوة يجب أن تنعكس على الوضع الاقتصادي.
qadmaniisam@yahoo.com