الاردن: جدل الفساد يحكم الاجواء.. علي ابو الراغب يهاجم شبيلات وتوجان الفيصل

اخبار البلد- بسام بدارين  بدأت مجموعات الحراك السياسي والشبابي في الاردن بترديد اسماء شخصيات سياسية بارزة من طبقة رجال الدولة والحكم السابقين واللاحقين في اطار الدعوة لمحاكمتها باتهامات فساد، فيما ظهر بان الحكومة والسلطات السياسية تحاول عبثا اللهاث وراء مغازلة هتافات الشارع عبر التحقيق مع العديد من الاسماء البارزة ورفع مستوى التوقعات فيما يخص ملفا شائكا هو مواجهة الفساد.
وامس الاول نظمت حركة 'جايين' الاحتجاجية في محافظات الشمال اعتصاما تضمن ترديد اسماء ستة مسؤولين سابقين من كبار رجال الدولة في الماضي في اطار الدعوة لمحاكمتهم، فيما صدرت امس الاثنين بيانات سياسية تنتقد تباطؤ اجراءات محاكمة الفاسدين بعد ان اصبحت هيئة مكافحة الفساد الحكومية هي الذراع التي تقوم بالاجراءات بالخصوص.
ولاظهار جدية الحكومة في اللحاق بحملات مكافحة الفساد استدعى فريق التحقيق التابع لهيئة مكافحة الفساد امس الاول ولاول مرة رئيس الوزراء شخصيا معروف البخيت للادلاء بشهادته في قضية حولها هو شخصيا للتحقيق تتعلق بمشروع الكازينو الشهير الذي لم ينجز وكلف الخزينة ملايين الدولارات.
وحسب مدير هيئة مكافحة الفساد الجنرال سميح بينو فقد اجاب البخيت على جميع تساؤلات فريق التحقيق بوضوح وتقدم بالمعلومات التي لديه بخصوص هذا المشروع الذي يخضع للتحقيق به ايضا وزيران سابقان من حكومة البخيت الاولى.
وتردد في الوقت نفسه ان قضية مغادرة رجل الاعمال الاردني الشهير خالد شاهين للعلاج في الخارج وهو سجين في القضية التي عرفت باسم مصفاة البترول ما زالت تتطور بسرعة ودخلت المربع الاول للقرار من حيث تحميل مسؤولين بارزين في الحكومة والسلطات الامنية مسؤولية عملية يشتبه بأنها لم تكن قانونية دون التوثق من ذلك بعد.
وتقول تقارير محلية ان رئيس الوزراء البخيت الذي اتخذ قرار السماح بمعالجة شاهين في الخارج يتحدث عن تقديم معلومات مضللة له في سياق هذه الحادثة،فيما سبق لوزير الداخلية سعد السرور ان سمح بمغادرة الرجل للعلاج في الخارج بموجب قرار للجنة طبية متخصصة بايفاد الحالات للخارج.
وسرب مسؤول بارز لـ'القدس العربي' الانباء عن حالة استياء وغضب من اثارة هذه القضية التي اصبحت مثارا لاهتمام المواقع الصحافية الالكترونية حيث ستخضع المسألة للتحقيق الشامل وتنتهي بتحديد المسؤولين عن الاخطاء في هذا الملف.
وفي سياق جدل الفساد والفوضى التي يخلقها في البلاد لفت رئيس الوزراء الاسبق المهندس علي ابو الراغب الانظار امس الاول بحديث تلفزيوني صريح جدا وغير مسبوق تحدث فيه عن اتهامات الفساد الجزافية التي اصبحت موسمية منتقدا بشدة، كما قال سابقا لـ'القدس العربي' سماح السلطات المختصة بهذه الحملات الاتهامية التي لا تقف عند حدود تشويه بعض الاشخاص، ولكنها تشوه مسيرة الوطن وتوحي بأن كل شيء فيه فاسد، كما ترى المعارضة توجان الفيصل التي رد عليها ابو الراغب عبر حلقة خاصة مثيرة سجلت معه لمحطة رؤيا المحلية التي سبق لها ان استضافت الامير حسن بن طلال.
ابو الراغب هاجم ايضا المعارض البارز ليث الشبيلات ووصفه بأنه يسعى لزرع الالغام تحت مؤسسة الوطن نفسه وليس فقط تحت مؤسسة العرش متسائلا عن الاسباب التي تدفع شبيلات كلما حصلت اضطرابات في المنطقة لطرح قصته القديمة حول تفويض اراض باسم الديوان الملكي من قبل حكومة الرئيس علي ابو الراغب.
وكان شبيلات قد وصف هذا التفويض بقوله انه لغم وضعته وزارة ابو الراغب تحت مؤسسة العرش لكن الاخير عاد امس واماط اللثام لاول مرة علنا عن كل تفاصيل هذه القضية حيث فوضت فعلا بعض قطع الاراضي في بعض المناطق للديوان الملكي لا يزيد سعرها عن ثلاثة ملايين دينار ولاغراض المصلحة العامة والمشاريع التنموية التي يتبرع بها او يدعمها الملك شخصيا.
واوضح ابو الراغب: كل الحكومات وليست حكومتي فقط فعلت ذلك ومجلس الوزراء قرر تفويض هذه الاراضي والمسألة لم تكن سرية او مكتومة او غير قانونية بل تدعم خطط التنمية لان هذه القطع لم تسجل للمنفعة الشخصية لاحد بل للعامة ووفقا لاجراءات قانونية وبقرار لمجلس الوزراء وبعد ورود كتاب رسمي من امين عام الديوان الملكي انذاك سمير الرفاعي.
ولفت ابو الراغب الى ان مجموعات سياسية ومواقع الكترونية تشوه صورة الناس احيانا بدون وازع من ضمير، وقال انه وغيره يبحثون الآن عن 'براءة ذمة' بسبب هذه التشويهات متحديا اثبات اي دليل على تحقيق منفعة شخصية او لعائلته منذ تسلمه مواقع رسمية.