ماذا ينتظر الشارع الفلسطيني؟

بعد أيام ستمرّ علينا الذكرى الخامسة عشرة لانتفاضة الأقصى، التي كانت زيارة ارييل شارون لباحة المسجد شرارتها، بحيث لم تتوقف عند المظاهرات، ورمي الحجارة، بل توسّعت إلى الأعمال العسكرية، ووصلت إلى تدمير مخيم جنين، وحصار ياسر عرفات، والوصول إلى غرفة نومه وتسميمه.
التاريخ يعيد نفسه، ولكن من جانب واحد فحسب، جانب العدو، فهو لا يواصل اقتحامات الباحة فقط، بل يجتاحها، وللمرة الأولى في التاريخ هو يغلق المسجد نفسه، ورداً على موجة استنكارات عربية وإسلامية أعلن بنيامين نتنياهو أنّه لم يسمح بمنع اليهود من زيارة «جبل الهيكل»، وفي اليوم نفسه يقتحم يهودا غليك، لأول مرة بعد محاولة اغتياله، وبحراسة قوات الاحتلال باب السلسلة المؤدي إلى الأقصى.
نقول إنّ العدو لم يتوقف عن الفعل، منذ انتهاء انتفاضة الأقصى، بل صار يُراكم عليه، أمّا الجانب الآخر، وهو الشارع الفلسطيني، فقد توقّف عن ردود الفعل على الأرض، وصار يكتفي بالتنديد والادانة، ومطالبة العرب والمسلمين بالتحرك.
نسمع من كلّ القوى السياسية الفلسطينية، في الضفة وغزة، كلّ يوم، أنّ الأقصى خط أحمر، ونرى في كل يوم أيضاً أنّ العدو يتجاوز هذا الخط الأحمر، فلا يُقابل سوى بالقليل من المرابطين والمرابطات المدافعين عنه، والسؤال الذي لا بدّ وأن يطرح نفسه: ماذا ينتظر الشارع الفلسطيني الذي إن تحرّك سيدفع الشوارع العربية والإسلامية والعالمية للتحرك؟