لا بأس عليكم أيّها الفاسدون...

 

لا بأس عليكم أيّها الفاسدون...

أيّها السّادة وأبناء السّادة الفاسدون؛ الحمد لله على سلامتكم وهو الأهم للأردنيين جميعاً، و نقول لكم ألف لا بأس عليكم ففي المال ولا بالعيال، فالفلوس (تروح وتجي)، وما عليكم سوى أن تطمئنونا عن صحتّكم وأحوالكم ونحن نطمئنكم عن مستقبلكم، فلا تقلقوا عليه قيد أنمله، فهو في الحفظ والصّون.

نرجو منكم أن توسّعوا مدارككم، وأن لا تظنّوا للحظة أنّ تُهمكم بالفساد وسرقة المال العام سوف يقيلانكم من مناصبكم وشهرتكم، أو يؤثران على مسيرتكم وأهميّتكم أو يعطّلان سير تجارتكم ومصالحكم، فإن فكّرتم كذلك فسنتهمكم بالسّذاجة وأنّكم لا بدّ تحملون بين جنباتكم قلوباً طيّبة بيضاء.

ولكي تطمئن قلوبكم المطمئنه، وقبل سؤالكم لنا لماذا؛ سأوضّح لكم أمراً لعله يغيب عنكم الآن، أو لعله يساعدكم في تعديل أمزجتكم وارتقائها خاصة الآن  وانتم في مدن الضّباب، أو على سواحل وشواطئ البحار والانهار والمحيطات  بعيداً عن مدن وقرى الجياع والمعدمين، وآهات العاطلين عن العمل، وأنّات الأرامل وأبناء وزوجات الشّهداء، وبعيداً عن صرخات الولاء وضجيج الانتماء وهواجس الخوف على الوطن ومراعاة ما يمرّ به من ظروف، فظروف البلد أنتم وأمثالكم لستم معنيين بها، فأنتم معنيّون فقط بفلوسها، فلما الخوف والقلق وأنتم براء مما حدث ويحدث لها كبراء الذئب من دم يوسف؟؟؟!!!

إطمئنّوا، فلا تظنّون أنّ هناك ما يؤثر عليكم، ولا يفوتكم أو تسوّل لكم عقولكم و (تشلّف طلمبة) أفكاركم فتحسبوا أنّكم في سويسرا أو اليابان مثلاً، فلا تخافوا...؛ فأنتم في الأردنّ خاصّتكم، تدخلوها وتخرجوا منها آمنين، فأرضها تحت أوامر سعادتكم، وحسب قوانين وتعليمات شركاتكم الموقّرة، فهيهات أن نحاسبكم، وأنّى لمن لا يملك سوى أسم الجنسيّة أن يُحاسب مثلكم ويملك الجنسيات ويمنحها؟

ألم تسمعوا وزير العدل يقول للأردنيين السّارقين في دفاعه عنكم كمجنيّ عليكم، وبمنتهى الجرأة والصّراحة والبساطة والشفافيّة وقمّة العدل: (حقّ الحياة مع القانون)؟ فلماذا أنتم خائفُون قلقون؟ أليس هذا هو المنطق المتسيّد والسّيد والسّائد في بلدكم التي تصول وتجول وترتع فيه قوانين المحاسيب والأقارب والأصهار والشّركاء، أليست هي فقط تلك القوانين التي يتم تطبيقها قبل أن يرتدّ إليكم طرفكم، أو تقومون من مكانكم، أمّا القوانين الموجودة في الدّستور والكتب (الاردنيّون سواسيه...، و...)؛ فلا تجد لها وليّاً ولا نصير، فلا دولة تحترمها ولا حكومة تهابها، ولا وزارات أو مؤسسات تنفّذها أو تهتمّ لها أوترتعب منها، ولا يهتز لها جفن أو شعرة من نائمٍ أو وازرٍ أو أُذنٍ أو مسعول!!!!

لا همٌ ولا بأسٌ عليكم، ولن نجعلكم تقولون لنا بأنّنا نرتقي مرتقاً صعباً في محاسبتكم ومحاكمتكم، فأنتم وغيركم الشّرفاء أبناء الشّرفاء، والأكرمين أبناء الأكرمين؛ ونحن رويعيّوا الغنم (فكيف يجلس العبد في مكان سيده؟ له له...ما صارت أبد عند العرب)؛ فالقانون راضٍ عنكم، وعن شراكتكم وأرباحكم، فأنتم فوقه، وما عليكم سوى أن تجلسوا على القانون بمؤخراتكم في بهوات فنادقكم وتلعبون بأرجلكم، ولا عليكم حرج إن تناولتم وجبات خفيفة من (الكلَبْ ساندويتش) وانت ترتدوا (شورتات وتي شيرتات) على ان تراعوا في قياساتها عورتنا الأردنيّة المسلمه (من السّرّة للرّكبه) كي لا تأتوا لنا بإنتقاد امام الجماعه، وغير ذلك إعملوا ما بدا لكم..، فعندنا ليس على السّارق أو الفاسد حرج، فالحرج عندنا فقط على من يقولون الله ثم الوطن ثمّ المليك...، (خذوا راحتكم، ولا تهكلوا همّا).

 أيّها الفاسدون؛ عليكم أن لا تُشغلوا أنفسكم وأهليكم بما نحن مشغولون الآن جميعاً به مما أمررتم به البلد من ظروف، فنحن الآن نقوم بالعلاج السّريع؛ فمنّا من يستلّ قلمه ويكتب لدرجة وقوعه في الموبقات من سبّ وشتم وقذف وشهادة زور، ومنّا من يستلّ عَلمه ويخرج، ومنّا من فتح زاموره فيزمر، ومنّا فتح  إذاعته ويغني، ومنّا من إرتدى بذلة عمل (فوتيك) وينتف الّلحى شعرة وراء شعره، وإذا لم يجد لحى فإنّه يامسكين مضطرّاً لنتف لحيته بنفسه ويده، وبعض نوّابنا وبعض شيوخ عشائرنا مشغولون في الفرز، ليس فرز الأصوات أو معاشاتهم وامتيازاتهم وامتيازات أبنائهم وشراشيب خروجهم وأذنابهم وعبيدهم، بل فرز الوطني من غير الوطني، فمن يطالب بالاصلاح من خلال ولائه وحبّه للنّظام دون ان  يحضر معهم في بيوت الولاء و الانتماء للوطن، أو لم يسمح لهم بإستغلاله كعددٍ في جني غنائم المرحلة القادمة بعد وضع إسمه كتذييلاً وهامشاً بعد أسمائهم الجليلة المقدّسة العظيمة (ولا حرج إن جاء أسمك خلف أُمّيٍ منهم لا يقرأ ولا يكتب ويحمل رأسه فقط للحلاقه، فيُجيز ذلك ما تمرّ به البلد من ظروف صعبه) في بيانات تجديد البيعة والولاء؛ فالوطن والملك برأيِ هؤلاء منهم براء، وليس همُ من الاردنيين أو يمتّون لهم بصلة، وأخف عقابٍ لمن أراد التّوبة والعودة والإنخراط بالوطنيّة على قياساتهم وتخلّفهم ونفاقهم؛ هو أن يسجد  سجدتين سهوٍ بعد أن يستغفر ويتوب مائة مرّه، ومن ثمّ يقرّر له مُنافقٌ ومتسلّق وكذّاب فاسد هل جازت وقُبِلَت وطنيته أم لا تجوز ولا تُقبَل... !!!

ألا زلتم بعد هذه الإجراءات العلاجيّة السّابقة أيّها الفاسدون؛ تظنّون بأنّنا سنعطّل عليكم مسيرتكم وصعودكم وتجارتكم؟ (والله كان عطّلنا على من كان قبلكم وغيره وغيره...، إنّا نعطّل عليكم...، له له...مش بينّا هالسّواليف...الجيبه وحده...وبالمال ولا بالعيال وبعدين ما نحملكم جميله...هاي مضاربكم أب عن جد...ومن حكم بماله ما ظلم).

وإلى كل الفاسدين؛ طمئنونا واطمئنّوا...، ولا تخشوا شيئاً مادمنا نحن (العناتره) موجودون، أو ليس جدّنا العبد عنترة إبن جدّتنا العبدة (زبيبه) هو القائل:

يدعونني في السّلمِ يابن زبيبةٍ........ وفي الحربِ يابن الأطايبِ ؟؟؟!!!

           نار..، حريقه..، صقوره..، ولّعت..، إيدك لبيدك..، رجلك لأفجرك.. .

 معك قرضة خمس نيرات لآخر الشّهر؟؟؟!!!!

لا والله دوّر إلي وإلك.

طيّب شو دخّانك؟

ألم أزرق.

طيّب هاتلك سيقاره لما الله يفرجها، وترجع مصاري البلد المنهوبه...!!!