نحن بخير
نعم نعاني من تدني الدخل وتآكل الرواتب بسبب الغلاء , وشح فرص العمل للخريجين .
وكل هذا يوجب ويرتب على حكومتنا الاسراع بالقيام بحزمة من الاجراءات الواقعية والسريعة لتوفير الامان الاقتصادي بحده الادنى على الاقل , والعدالة في توزيع مكتسبات الوطن دون احتكار او محاباة لاي فئة , فكثير من القضايا تحتاج للمعالجة .
والحوار يتيح للأطراف الإلمام بواقع أي مشكلة قيد المعالجة ويؤدي في النهاية إلى التقارب في وجهات النظر, والذي بالمحصلة يقود إلى إيجاد الحلول الواقعية بعيداً عن المغالاة والمزاوده .
فكلنا أبناء وطن يفتخر بنسيجه الوطني المتعاضد ، وتمسك كل فرد منا بتراب هذا الوطن الذي ننعم فيه بالتآخي والمحبة والأمان ونفاخر بما نحن فيه.
كلنا يتفق على أن ظروفنا الاقتصادية صعبة ، فنحن لسنا بمعزل عن العالم الذي يأن تحت وطأة التردي الاقتصادي .
وكلنا يتفق أنه لا زال هناك بعض بؤر الفساد وهناك متنفعين , وكلنا يتفق أن هناك بعض التجاوزات , ويتفق أن هناك قرارات لم تكن في مكانها الصحيح ، ويتفق أن كل هذه الإختلالات يجب اصلاحها ومحاسبة من كان سبباً فيها أمام القانون .
أن جلالة الملك في اكثر من محفل دعا ونادى للتصدي للفساد , وان لا احد فوق القانون , ودعوته لاطلاق الحوار الوطني العقلاني , ومعالجة القضايا التي تحتاج لعلاج , سواءً منها انجاز قانون الانتخاب الجديد , وقانون اللامركزية , وتوسيع افاق الاستثمار بتسهيل الاجراءات للمستثمرين والتخلص من البيروقراطية والدعوة لتحسين الاداء الحكومي .
كل هذا يعطينا بريق امل بعهد جديد , و يحتاج منا كمواطنين المساهمة الفاعلة في إذكاء روح الحوار البناء للوصول الى الأهداف المنشودة .
فلننظر للمستقبل بتفاؤل , فنحن بخير وألف خير , طالما وحدتنا الوطنية مصانة وطالما مصلحة وطننا أسمى تطلعاتنا وطالما إننا كلنا ند لمن يدعوا لطائفية أو عنصرية او فئوية او فتنة .
نحن بخير مقارنة مع غيرنا من شعوب المنطقة، رغم شح مواردنا , فخدمات البنية التحتية من شوارع وكهرباء وماء , وتعليم وسكن وتأمين صحي , نضاهي بها كثير من الدول التي لديها موارد مالية مرتفعة .
نحن بخير طالما حافظنا على نسيجنا الوطني من أي اختراق كان , فالأمن والأمان أولوية تتربع على كل الأولويات .
فلنوظف طاقاتنا لبناء وطننا والنهوض به , وليس جلده , وتوظيف واستغلال إمكاناتنا بالشكل الأمثل , وعدم السماح لكل من يحاول تثبيط الهمم وبث تخمينات وقراءات محبطة للمستقبل , ولنتصدى للمتنطحين والمتحذلقين من قوى الشد العكسي بتكاتفنا معاً , وحرصنا على صون مكتساباتنا , والمطالبة بالحصول على حقوقنا بالحوار واحترام الرأي والرأي الآخر , للوصول لآليات تحقق المطلوب , دون تجريح او اغفال او اساءه لاي كان , فمصلحة الوطن واستقراره اولى الاولويات , فليحفظ الله أردننا من كل مكروه .
د. نزار شموط