وداعاً عبد الله حمدان..
خالد أبو الخير
بفقد عبد الله حمدان، نفقد في الاردن واحداً من اعلام الصحافة والاعلام، لطالما أغنى مسيرة الصحافة على مدى أكثر من نصف قرن من العمل الدؤوب.
كثيرون يعرفون عبد الله حمدان كرئيس تحرير مجلة عمان الثقافية التي بقيت لعقود نافذة المدينة الآخذة في النهوض والتقدم على الحرف والجمال والبهاء، إلى أن توقفت المجلة، بفعل فاعل.. لم يحسب أن على المدينة التي تضع حجرا في الارض أن تضع حجرا آخرا في الروح.
حلم صاحب " على مشارف الحلم" كان أن يرقى بمجلة عمان لتضاهي "العربي" الكويتية، وأن تكون منبراً لكل المثقفين في الوطن العربي، تفتح صفحاتها للكتاب من مختلف مشاربهم ومنطلقاتهم الفكرية.. وهو الحلم الذي تحقق جزئياً، قبل أن يصطدم بما لا يقدر حتى الحالمين على تجاوزه.. فهل تكمل أمانة عمان ما بدأه ؟.
عبد الله حمدان كان بسيطاً، وذكياً، ومثقفاً من طراز رفيع، والكثيرون يدينون له بأنه آخذ بايديهم للكتابة في مجلة عمان.
ارثه الصحفي منثور في العديد من الصحف والمجلات، فهو عمل في المهنة لأزيد من نصف قرن من الزمان، كان خلالها كما نعاه نقيب الصحافيين طارق المومني " مثالاً يحتذى في المهنية والأخلاق العالية".
الكاتب الذي بدأ شاعراً، لطالما كان معنياً بذاكرة المكان، وهو من رواد الكتابة في هذا المجال، وسعى ليؤرخ لعمان أوقاتها..
جمعتني بالراحل لقاءات عديدة ومتباعدة، لكنه كان دوما يغمرني ويغمر الزملاء بما في قلبه من نبل ودفء، وهو الى ذلك ساخر من طراز رفيع.
أما وقد رحل.. فستظل في القلب مرارة اني لن التقيه ثانية في طبربور التي سكنها منذ زمن بعيد، في واحد من تلك اللقاءات العاجلة التي بعدها يورق المدى..