يا حكومه.... مصائب قوم عند قوم فوائد
غضب الشعب على أداء حكامهم وحكوماتهم في معظم الدول العربية فقد بدأ الغضب بتونس مرورا بمصر واليمن وليبيا وسوريا ولا نعرف متى سينتهي هذا الغضب . المشكله بهذا الغضب بأنه يحدد البداية ولا يعرف لهذا الغضب نهاية . والمطلب المشترك لكل هذا الغضب هو محاكمة الفاسدين من حكومات ورؤساء ومن ينتفع منهم ومن حولهم . وهو مطلب مشروع لهم ولكن مع غياب الديموقراطيه بتسلسلها العامودي من القاعدة الى القمه يجعل من هذه الثورات الشعبية فوضى , لا تخدم مطالبهم فكل الدول التي حدث تغييرا بانظمتها وحكوماتها ستحتاج الى سنوات لاعادة النظام الى ما كان عليه سابقا . فالامن ضرورة كما محاربة الفساد ضرورة, وحتى من سيأتي من حكومات وانظمه لا تختلف عن سابقاتها الا قليلاً وسنكون بعد عشرين عام على نفس الموعد مع هذه الثورات . نحن شعوبا لم تتربى ولم تتعلم الديموقراطيه , هذه الشعوب لا تعرف ماذا تريد ولا تعرف تداول السلطه ولا احترام الرأي ولا معنى الحرية وأنه لا يوجد في هذا العالم حرية مطلقه . الحرية عندنا كالمدخن في سبيل ان يستمتع بالسيجارة ينفث الدخان بوجوه العشرات الذين لا يدخنون وعندما يقال له ممنوع التدخين هنا يقول لك بغضب هذه حريتي . نحن هكذا نريد حقوقاً ولا نعطي واجبات , نريد الناس ان تحترمنا ولا نحترم الناس, نريد الناس ان تفهمنا ولا نفهم الناس نريد كل شيئ ولا نعطي اي شيئ والمصيبه بأننا شعوب تفهم بكل شيئ , وتستطيع ان تبرر وتفلسف الامور كما يحلو لها . فقد بدأت بهذه المقدمه حتى اقول للحكومة هنا ماذا فعلت للاستفاده من أجواء الغضب من حولنا , هل فكرت الحكومة بأن هذا الموسم السياحي يستطيع ان يسد عجز الموازنه اذا استطعنا ان نستثمره .هذا الصيف لن تذهب الناس الى لبنان ولا لسوريا ولا الى مصر فقط سيذهبون الى تركيا والمعلومات تقول بأن الاسعار هناك ستكون مرتفعه جدا. اذاً على الحكومة ووزارة السياحه ان تبدأ بعمل برنامج سياحي داخلي للمواطن الاردني بأسعار مقبولة بالاتفاق مع الفنادق والمطاعم بالعقبه والبحر الميت وماعين ووادي رم والبتراء وكافه المناطق السياحية , علىالحكومة ان تتحرك لتسويق الاردن خارجياً لاستقبال اعدادا كبيرة من السياحة الاجنبية والعربية , ولا مانع من وضع اعلانات ترويجية على الفضائيات المشاهدة عربيا وعالمياً . هذه الفرصة لن تتكرر. على الحكومة ان تتحرك بالتعاون مع القطاع الخاص السياحي بسرعه فلم يعد هناك وقت كثير .