بيع الدّار ولا الكيّ بالنار ... !!
مساء الامس مررت بصديقي ابو مهاوش امام مسكنه ضمن عمارة سكنية في منطقة البتراوي في الزرقاء وقد لفت نظري انشغاله بتثبيت لافته كتب عليها ... البيع بارخص الاسعار ولا الاكتواء بلهيب النار !
- مسّاك الله بالخير يا صديقي
- الله يمسيك بنور النبي
- خير شو القصّة ؟ اشوفك عارض العمارة كلها للبيع .... معاك توكيل جماعي ... او ظنّيتك تمون على كل السكان !
قال وقد افتعل انشغاله بدق مسمار في اطار اللافته : لا والله يا خوك انا طنيتلك انك انت غايب طوشة والا نايم على اذانك ما تدري عن اشي ؟
قلت : خير ياخوي ويش هي الطوشة الي صارت بغيابي ؟
قال : ولا طوشة ولا يحزنون .... خيوه مهو بس هاي العمارة للبيع ... بعد العمارات اللي بجنبها ودهم يبيعوا بيوتهم ويرحلوا !
- لا حول ولا قوة الا بالله .... خبّرني ويش السولافه ؟
- خيّوه انت ما سمعت الاخبار ؟ قلت : اي اخبار ؟ ... قال : يا غشيم ما تدري انهم رخصوأ (كازيّة ) بشارع سته وعشرين ؟ قلت مستفهما : كازيّة ؟
- قال : ايـــوه كازيّه ... ما انت فاهم شو يعني كازية .... محطة محروقات يعني
- وليش تبيعوا بيوتكم مشان كازيّة ؟ قال : ما الومك خيّوه ... ماهو الي يآكل العصي مهو مثل الي يعدها ! معلوم خيّّّّّوه انت دارك بعيده هناك بأول الشارع اما احنا يا حسرة بيوتنا وعيالنا وتعب عمرنا مرهونة بشبح مشروع محطة محروقات نزل علينا (مظلّي) ... اما احنا والله يا خوي ساهيين لاهيين
- قلت : قبل ما تبيعوا جماعي ... يا خوي اشتكوا ... للمتصرف .... للمحافظ ... للوزير ... للرئيس ... هذي البلد فيها قانون !
- قال : اشتكينا خيوه .... ما خلينا باب غير دقّيناه ... بس يا خوك ما ينفع بالخايف قول اصمد ! ... بكره اذا قامت هالكازيّه لا قدر الله بين بيوتنا وين نروح ووين نلقي احنا وعيالنا ..
صالح ابراهيم القلاب