ورشة الحاج مصلح " للبويا و التجليس"
((( بالامس كان الناس لغفلتهم يصدقون اكاذيبكم . اليوم بعد وعيهم هم يشكون في صدقكم...الكاتب )))
لا صلاح ولا إصلاح الى اشعار اخر . ورشة التصليح تحت التصليح.بهت لونها،تقشرت جدرانها من الرطوبة. نفضها نفضاً جذرياً صار ضرورة مُلحة.مكيجتها بدهان لامع ليس حلاً. الحل في تجريفها اولاً و اعادة بناءها على معايير هندسية لتعمل بكامل طاقتها و الا لا فائدة تُرتجى منها.اول خطوة عملية علمية التخلي عن الشاكوش الذي يصم الآذان ويستهلك الوقت والجهد،باعتماد الادوات الحديثة المتطورة،ونسخ هندسة الحاج البدائية بالمطلق القائمة على النظر ة و اللحمسة.الانكي ان الحاج مُصلح في اجازة مفتوحة،و"عدة" الاصلاح اصبحت قديمة ومرهونة لتسديد المديونية الكبيرة. كل شيء عاطل او مُعطل في الورشة ،باستثناء " التدليس"، ازدهر سوقه بعد ان ضعف جهاز "الحاج" المناعي ،و تراكمت "الميه الزرقا" فوق بلورات عينيه " ما حدَّت من حِدة بصره،وحجبت رؤياه من فرط حزنه على ما آلت اليه الاحوال،و كسادٍ ضرب الاقتصاد وفتك بالورشة وعمالها الذين يقتاتون على رواتبها الزهيدة بطريقة الري بالتنقيط !.
"مال الدولة ان لم تستطع ان تسرقه...احرقه" . شعار استحدث في العهد العثماني، وجرى احياؤه في فترة الفلتان .غابة عمرها الف عام لا تساوي عند ارعن اكثر من عود كبريت او قدحة قداحة للحصول على جمرة ارجيلة او شي فرخة هزيلة . كذلك هم محدثو النعمة ـ يحرقون روما لاشعال سيجارة ـ . نهبوا البلد والوالد والولد،و ما وُلِدَّ وسيولد للابد. لهذه الغاية إستحدثوا شعاراً جديداً يبز الشعار/ العصملي / بقباحتة : ـ الشاطر من ينتش او يهبش اكثر ـ. تبارى اللصوص واستفحل الامر في غياب المُساءلة والمُراقبة،فالمال الداشر يُغري الشرفاء. ـ تورطت "القدوة المحترمة" عدا " قلة " .كلٌ حسب طول يده وارتفاع قوائم كرسيه. سألني اجنبي ذات مرة : من اين ياتي الموظفون عندكم بالاموال لبناء قصور حجرية التي لم ار مثلها في اوروبا،ولم اقرأ عنها حتى في حكايا الف ليلة وليلة ؟!.كان بودي ان اقول له :من اساطيل ابائهم التجارية التي تجوب اعالي البحار السبعة، ومصانع اجدادهم التي تغطي سماء المملكة بسحب دخانها،والمزارع الموروثة من ناحية امهاتهم المروية بماء مسروقة .لكنني خفت عليهم ان تصيبهم عين الاجنبي بالحسد .
كنت اصاب بالدهشة عندما اقرأ عن جنون السرقة في علم النفس. مليونير يسرق منشفة من فندق يقيم فيه.ممثلة مشهورة يُضبط في حقيبتها مجموعة ملاعق سرقتها حين غفلة اثناء تواجدها في حفل عشاء فاخر. رجل اعمال مسافر على الدرجة الخاصة، يذهب قبل موعد اعلان هبوط الطائرة بقليل الى حمام الطائرة لسرقة قطع صابون صغيرة مرصوفة على المغسلة...... آلآف القصص يمكن سردها ؟!. جشع "المتخمين" اليوم، يعجز ـ الجاحظ ـ بما أوتي من براعةِ لغوية عن وصفه او تصويره ـ لو طلع من قبره ـ . الجاحظ سبر اغوار البخل في كتابه الثراثي البخلاء لكنه لم ولن يصل بخياله الى تشخيص امراض طبقة محدثي النعمة الطافية على سطح مجتمعنا كالطحالب الطفيلية. ـ هؤلاء ـ لا يتورعون عن لهف اموال اليتامى، الارامل ،مدخرات الجمعيات الخيرية من دون وخزة ضمير،ثم لا يخجلون ان يبيعونا شرفاً ووطنية في الجلسات الخاصة والعامة مع معرفتنا انهم يشلّحون الميت كفنه،ويسرقون صابونة غسيله ويدعون له في صلاة الجنازة بالستر عند سؤاله.مجرمون انغمسوا بالدناءة والوضاعة حتى شحوم آذانهم،قتلوا الرقيب الاخلاقي والديني والاجتماعي بدواخلهم،تجاوزا الرقيب الرسمي بقوة نفوذهم.هل يعني ان لا فائدة من الكلام ؟! . بالطبع لا،واجبنا النقر المتواصل على رؤوسهم،والطخ بين ارجلهم الى يأتي البطل المُخَلِص المدجج بالحق والرجولة ويعيد الحقوق لاهلها،ويقتص ممن حوّل الوطن الى مزرعة مشرعة الابواب للمتاجرة بالبشر،وحظيرة من دون سياج لترتع فيها الذئاب.
ـ المسؤول الامين ـ صاحب القيم بدل ان يكون محل احترام، اصبح شاذاً لانه خارج " سمفونية الرزالة" . تراه يوصف من اقرب المقربين بـ "الهبل" لعدم إغتنامه " الفرصة"، وحصوله على نوط الشجاعة بـ "الحرمنة" ليتّنعم بـ "الغنائم" التي يسلبها. فظهرت عندنا ظواهر ننفرد بها / الوزرنة،حملة الدكتوراة الفخرية، القاب مجانية بالشوالات:المحلل الاستراتيجي،الماستر في علوم الطاقة،اللمسة الشفائية لابراء الامراض المستعصية،اخراج الجان من الابدان بنفخة ابو فلان وبركة ابو علان....... !!! / .لكن اخطر الظواهر السلبية على كثرتها الاعتياد على قضايا الفساد من دون ادنى ردة فعل،و كأن الناس يشاهدون فيلم " اللص والكلاب" لنجيب محفوظ،و هم يطقطقون المكسرات و يكرعون المياه الغازية. هؤلاء ـ حزب الجعجعة ـ تدب بهم الحمية اثناء العرض، فيلعنون الحرامية والحرمنة ،وعندما تُسدل الستارة يطلقون شخيرهم كأن شيئاً لم يكن . السبب ان تكرار العادة السيئة يجعلها عادة عادية حتى ظنت العامة ان "السرقة" هي الاصل و الامانة إستثناء حتى لو سُرق الوطن باكمله.
ما يحدث اليوم في شارعنا مرعب،مُشين ومخزٍ؟!. بإمكانك ان تلتقط منه ما تشاء،وترى فيه ما لا تشاء من القذارة حتى الدعارة وما بينهما من اشياء منحطة.فاذا كانت جيوبك عامرة ـ طلباتك اوامر ـ من لبن العصفور الى سيجارة الحشيش،وما بينهما من الحبة الزرقاء الى حبة الكبتاجون . الطعن اصبح كالسلام عليكم ،والقتل برصاص الافراح تحية مسائية لا بد منها كل ليلة،بينما العقيدة السائدة ان ـ الثروة قوة والمال فوق القيم و المباديء ـ بالمال تشتري ضمائر المسؤولين و ذمم النخبويين حتى شغب الزعران و رضا حملة السكاكين.المصية ان احداً لم يتقِ ربه في نفسه و ناسه كأننا في حرب شوارع . السؤال الصفعة لماذا لا يُحارب "الغلط" باشكاله كافة؟ ّ!. لماذا هذا السكوت المُريب :!. لماذا لا نعلنها ثورة بيضاء على الزبالة في شوارعنا،على القذارة في تعاملاتنا،على الضجيج في كل زاوية من زوايانا،على دكاكين المشعوذين الذين يضحكون على الغلابا بمعالجة امراض مستعصية عجز عنها "مستشفى مايو كلينيك"....!. الف لماذا ولماذا ؟!.ياتي الجواب على عكازتين من قش وساقين مهزولتين: الكل اعوج او على " طريق زلقة عوجاء ".
اذن مَنْ يُحاسب مَنْ ؟ّ و على من تقع المسؤولية ؟!. المسؤولية تقع على الجميع.من هنا كان وجوباً لإبراء الذمة على كلٍ منا مراجعة دفاتره القديمة،وحساباته الجديدة،لا رمي الكرة على مرمى غيره . بدهية لا يختلف عليها احمقان: لا اصلاح من دون صالحين،مثلما لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين.ومن يظن ان الاصلاح قاصر على تصليح المنظومة السياسية، فهو يرى بعين واحدة كـ ـ الاعور الدجال ـ . الشجاعة في المواجهة وليست باللجوء الى الخطابة كما ان الاعتراف بالخطأ او الخطيئة فضيلة والصدق منجاة والكذب رذيلة.الاصلاح السياسي عزف منفرد على وتر واحدٍ .وهو اشبه بمن يكتب قصيدة رومانسية في عيادة طبيب اسنان اثناء حفر "اسنانه".من هنا حق القول: الافكار العظيمة لا تصلح الا للعقول المنفتحة،ومن المستحيلات المستحيلة ان تستوعبها عقول منغلقة صغيرة، كـ "قاتلي انا" الذي اختصر العلوم كلها بالايذاء وقطع الارزاق و اغراق المراكب الساعية في سبيل الله.وكانت مكافئته على اعماله الخسيسة ما لم يحلم به قارون . هكذا الانذال حظهم ـ عال العال ـ فقد كان يقول هذا الدعي لكل من يزامله ايام الدراسة : "انا كالحلوى لا تعرفني الا اذا تذوقتني".
راس الخطايا هي الاخطاء التربوية،التعليمية،البيئية القاتلة حيث يصل بعضها الى حدود الجريمة.ماذا نفعل بالسياسة اذا كنا بلا وعي سياسي؟!. ما الفائدة من قانون انتخاب اذا فقد الناس الثقة بالمجالس النيابية بعد عمليات تزوير متكررة وفاضحة،ووصول نواب لا علاقة لهم بالهّم العام،ولا بالنيابة او السياسة ؟ّ!. ما الفائدة اذا كانت الاسرة مفككة،المدرسة خرابة،الجامعة مبصقة على الدكاتره ،النيابة خطابة، الحج سمعةً ورياءً،الكتابة استعراضاً،الوظيفة وجاهةً. الانكى من كل هذا ان منابر رسول الله صلوات الله علية، معلم البشرية كافة، يعتليها جهلة يلحنون بالعربية،يقرؤون القران بلغة مكسرة،مرجعياتهم كتب صفراء قديمة لم تعد ذات قيمة بينما يُحرم منها اهل العلم والمعرفة و اعرف الناس بدينهم ودنياهم. ـ الرحمة والفاتحة على روح العالم الرباني ابراهيم زيد الكيلاني ـ الذي مات ممنوعاً من هذه النعمة ـ .من يتحمل وزر الشيخ ابراهيم يوم يُنصب الميزان و تاتي ساعة الحساب ؟!.. ما يؤسف له تراكمت السلبيات الى ان شكلت طاقة سلبية مدمرة تؤثر على الوعي الجمعي العام،ما يستدعي من صاحب القرار العجلة باتخاذ القرارات الانقلابية على مفاهيمنا.اعلان الثورة على اعلامنا .عصرنة مناهجنا،تعديل سلوكياتنا المعوجة.ففضائية محلية سيئة كافية لتسميم افكار امة وتلويث فضاء مملكة .نخلص الى ان الاصلاح السياسي وحده يشبه من يدخل ماراثون سباق الالعاب الاولمبية بساق واحدة .
في غمرة فرح د.النسور في برنامج "ستون دقيقة" الاخير بـ "الاصلاح السياسي التاريخي العميق المنتظر"، تجاهل الملف الاقتصادي الذي يشكل العمود الفقري لاي دولة.فلا استقلال من دول رغيف خبز مستقل وبندقية حرة وذخيرة وطنية.هرب الرئيس من الموضوع الرئيس الى "ام المعارك" القوانيين الاربعة : البلديات،اللامركزية،الاحزاب،الانتخاب خوفاً من الدخول الى غابة وحوشها ضارية : البطالة،الغلاء،بؤر الفقر،اغلاقات الفنادق، ازمة الصحف المحلية التي تقف على جرفٍ هار ٍ..... لم يشر دولته الى ان الصحافة العالمية كتبت بعناوينها العريضة ان : عمان في صدارة عواصم الشرق الاوسط غلاءً. المدينة التي تحتضن ثلث الاردنيين.المفارقة المذهلة تزامن تصريحات د. النسور في عاصمتنا عمان مع محاضرة للرئيس الاسبق مهاتير محمد في مؤسسة شومان بعمان ايضاً.الرجل الذي حوّل َماليزيا من مستنقع للبعوض وبلد زراعي متخلف الى قوة اقتصادية عظمى تشكل 30% من الاقتصاد العالمي .قائد صهر مكونات الشعب الماليزي الفسيفسائية المتعددة الاديان و الاثنيات كلها في واحدة، ووحدها في وحدة قوية مذهلة لدفع عجلة التنمية.ففي بداية اعتلائه سدة الحكم،واستلامه دفة القيادة خاطب المكون الصيني الاكبر في بلاده قائلاً : من يعتقد منكم ان الخلاص في الكتاب الاحمر / "تعاليم ماوتسي تونج البالية كتعاليم القذافي في الكتاب الاخضر المضحكة / فليذهب الى الصين". وخاطب شعبه العظيم والعالم بالقول : في الاقتصاد نتطلع صوب اليابان،وفي العبادة نتوجه الى مكة المكرمة . ما يندى له الجبين اننا نتطلع الى اسرائيل لاستيراد البطاطا،وصوب تركيا طلباً للبصل،ونطلب الثوم ولو في الصين.
هذه القتامة القاتمة لم تمنع من وجود اشخاص يزّينون اماكن تواجدهم بحضورهم المهيب البهي. يضيئوون مواقعهم بشخصياتهم النقية.هم النُدرة النادرة من الصفوة الصافية،لكن اين هم؟!.لا حاجة للاستعانة بمصباح الفيلسوف "ديوجين" للبحث عنهم في وضح النهار.المهمة شاقة لكنها ليست مستحيلة.هؤلاء شرفاء الوطن بين ظهرانينا. هم راس حربة لتحريرنا من واقعنا اللا واقعي.لكنس البلد من كبار "الفاسدين المحترفين" حتى صغار "الاذنة السماسرة".لاجل ذلك،يجب تحطيم "العلبة" القديمة،تمزيق" جراب " الحاوي التي تستوطن فيه الشخصيات المزمنة.معروف بداهةً للحمقى ان لكل انسان مرحلة،ولا يعقل ان يكون من تربى في بيئة مجرثمة صالحاً لكل مرحلة. لعبة الحاوي التي كانت مدهشة باخراج الارانب من كيسه،و الحمام الزاجل من تحت قبعته،والثعابين الملونة من ثنايا سرواله انتهى زمانها . فقد غابت صدمة الدهشة المدهشة،بسبب معرفة الجميع مسبقاً بالخطوة التالية. خدعة بصرية كخفة يد نشالٍ ليس الا.
لإعادة الروح للدولة،وثقة الناس بها،يجب تخجيل النخبة من نفسها،تعرية كذبها،فضح زيفها ومن ثم ركلها خارج الحلبة بعد انتهت صلاحيتها وفسدت محتوياتها حتى صارت سامة مُسَمِمة. كفى استحماراً لنا،واستثماراً بنا. الاردن العظيم لا يعاني من ـ قلة والحمد لله ـ لكنه يعاني من سوء ادارة،فائض في الحرامية،، زيادة في ارتفاع منسوب الحرمنة.الحقيقة الاكيدة المؤكدة لا يوجد عندنا شح في الاخيار . انهم يملأون البلد،ويغطون الدنيا. هم الحل للخلاص من الازمة المُستغلقة وفتح الطرق غير النافذة.فما الذي يمنع ان ندعمهم؟! . نقف خلفهم لنزيد مساحة الضوء ضوءاً ونُضّيق مساحة العتمة.الاردن الاغلى و الاحلى يستحق منا ان نُشعل له اصابعنا العشرة. اشعلوها اللحظة،لا تبخلوا عليه بالتضحية.
الخطوة الاولى اعلان الحرب المقدسة على المغضوب عليهم شعبياً من القدوة الفاسدة.اولئك الذين افسدوا الامة.عصابة علي بابا الحرامية امثال نوري المالكي الفاسد الاكبر في التاريخ البشري وزبانيته و حواشية وبطانيته منتشرون في كل دولة عربية تحت مسميات عدة :حرامية،سماسرة،قوى تدمير ذاتية،مطبعون من اهل السياسة والتجارة والفهلوة.استغرب ـ والله ـ وقاحة مطبع زار الكنيست ووزارة دفاع وأكل على موائد اليهود القتلة ثم يدعي الطهارة الوطنية،ويتحدث عن الاصلاح . "زادوهــــــــــــــــــــــــــــــا" ورب الكعبة. عليهم اللعنة.المشكلة ان هؤلاء السفلة يزدادون بمتواليات هندسية، و اهل الحل والربط لم يبدأوا بعد بالخطوة الاولى.
مدونة بسام الياسين