النسور يقلب الطاولة على خصومه ويخمد نار الأنتقادات على وزيره ..
أخبار البلد -
تلاشت الحملة الشرسة التي شنها الاعلام المحلي على وزير الخارجية العابر للحكومات ناصر جودة ورئيس وزرائه الدكتور عبد الله النسور، بمجرد اعلان قانون الانتخاب الجديد، ليكون اخر مشاهد المعركة البيان المقتضب الذي اصدرته رئيسة تحرير يومية الغد جمانة غنيمات نافية فيه ان يكون جودة له علاقة بقصة "المسؤول المتحرش”.
اعلان قانون الانتخاب المفاجئ والذي لم يستيقظ الشارع المحلي من صدمة "تقدّمه على كل التوقعات” بعد، جاء في اليوم التالي لإصدار صحيفة الغد توضيحا باسم رئيسة التحرير التي كانت تمضي اجازة عائلية خارج البلاد، تحدثت فيه عن كون الوزير جودة "ليس له علاقة” بالتسريبة الاعلامية التي اصدرتها الصحيفة عن مسؤول تحرش بموظفة دبلوماسية.
الصحيفة عينها نشرت الخميس الماضي تسريبة صحفية تفيد بأن احدى الموظفات الدبلوماسيات تقدمت بشكوى ضد "مسؤول رفيع″، الامر الذي بدأت التفسيرات في سياقه بالتنامي باعتبار جودة هو المقصود، دون بروز أي شخصية أو جهة باعتبارها "المحرّض” على الزج باسم الوزير.
الحملة على جودة كانت قد بدأت فعليا قبل التسريبة المذكورة عبر عدد من المنابر المحلية، بالتزامن مع حملة على الحكومة ذاتها ممثلة بصورة كبيرة بشخص الرئيس الدكتور عبد الله النسور، ما شكل مؤشر "خواتيم” للحكومة، فبدأ المحللون على اثره بالتنبؤ للحكومة بالرحيل.
ليس سرا ما يتحدث عنه زملاء جودة في الفريق الوزاري ومراقبون من مختلف المواقع باعتبارها "دوافع مبررة” للهجمة الشرسة ضد الرجل، والتي بالتأكيد لم تبدأها صحيفة الغد، بل هي حتى اللحظة من "اختتمها”.
الدوافع التي يتحدث عنها المنظرون للحملة تتمثل بداية بكون الوزير "اطال المكوث في منصبه” الامر الذي تجاوز فعليا العام السابع، في الوقت الذي لا يجد فيه كثر من الوزراء مدة تزيد عن عام وفي احسن الاحوال عامين في مناصبهم.
الوزير المتمكّن من كرسيه ايضا يبدو لا مباليا جدا بالاعلام، إذ تكاد لا تجد تصريحا صحفيا له لوسيلة اعلامية في الوقت الذي يتعامل فيه وزراء اخرون بانفتاح يجنبهم الحملات المذكورة، وهذا مأخذ اضافي يتحدث زملاء له عنه.
الحملات المذكورة على الوزير جودة والذي يحظى بثقة القصر الملكي، لم تجد صدى لديه، رغم انها توزعت بين ادائه في الوزارة وبين طريقة ادارته الملفات الخارجية والاقليمية لتصل الى ما اعتبره "كرامته” عبر قصة التحرش، الامر الذي قرر في سياقه جودة فجأة "ألا يصمت”.
جودة نشر تغريدة لاحقا لخبر الغد قال فيها "عندما تنشر صحيفة مثل الغد تعتقد بأنها محترمة خبر مبهم ينتج عنه اشاعات وأقاويل واتهامات وتجريح تجاه شخص فعليها مسؤولية كبيرة ان توضح. يا عيب.”، ثم رد على احد المعلقين بقوله ” أنا دائماً بترفّع عن الكثير بسبب موقعي العام. اما اذا الموضوع بتعلق بكرامتي.. فشروا على صحيفة الغد أن توضح الان”، الامر الذي قامت اثره الصحيفة بنشر بيان تبرئة الوزير.
نار نقد جودة والحكومة اليوم خمدت تقريبا تحت يافطة "تقدم قانون الانتخاب”، الامر الذي قد يعطي مؤشرا حقيقيا لكون حكومة الدكتور النسور قامت بـ”ضربة معلّم” لمنتقديها المنشغلين اليوم للتهليل لقانون متقدم وعصري مكررين ما قاله الرئيس حرفيا دون الكثير من التعمق في مواد القانون الجدلية