محمد المومني: وفق " عبد الله النسور" باختياره..!
أخبار البلد- خاص- خالد أبو الخير
قلة من الوزراء في الحكومة الذين كتبت عنهم، ولست ميالا للكتابة عن وزير عامل بقدر اهتمامي بالكتابة عن وزير أو مسؤول غادر الحكومة، لأن ما قدمه يكون غادر محافظ الحاضر الى التاريخ. بيد إن الدكتور محمد حسين المومني ، وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، يأسرك بتواضعه وتهذيبه الجم وخلقه الكريم، وأنا هنا لست مجاملاً ومادحاً، فتلك حقيقة يعرفها كل من اقترب منه، ووجوده يشكل علامة فارقة في حكومة الدكتور عبد الله النسور التي لم تحظ بكثير شعبية، وإن حظيت باحترام الكثيريين، واخرين على مضض، بسبب قرارتها غير الشعبية، دون أن انكر انها قدمت ما استطاعت اليه سبيلا.
يدير المومني الحقيبة التي يحملها والأكثر تماساً مع الاعلاميين والجمهور بكثير من الذكاء والاريحية، يتعب ويسهر ليلم بالمعلومة الصحيحة قبل أن ينقلها الى الاعلام، ويجتهد أن يكون مقنعاً، ولا يبخس اي اعلامي حقه في الوصول الى المعلومة إن وجدت، وهو حاضر كذلك في جل المناسبات.
أجزم ان المومني من أكثر الوزراء الذين وفق بهم رئيس الحكومة عبد الله النسور، ويعكس صورة ايجابية دوما عن الحكومة، ليس فقط فيما يقوله ويصرح به، وإنما الاهم في تصرفه الرفيع.
يصفه زميل درس معه في الجامعة الاردنية بأنه كان لافتاً باناقته البسيطة وهدوء اعصابه وحسمه، حين يقتضي الأمر الجد. ويزيد ان الشاب الذي بدا حييا ايامها، واثق الخطوة، استمال زملائه وصار حاضرا في انشطتهم.
آخر يقول: كان يشعرك من اللحظة الاولى انه "ابن ناس" ، محترم وكبير، على الرغم من حداثة سنه.
الوزير المومني من مواليد الزرقاء " مدينة الجيش"عام 1973، لاسرة اردنية بسيطة ما فتئت تنتمي للسماء والتراب والجبل والجدول والزيتون والأفاق الحرة التي لا تحد.
التحق بالجامعة الاردنية بعد انهائه التوجيهي عام 1990، وتخرج منها حاملاً درجة البكالوريوس علوم سياسية/اقتصاد 1994، ومنها حاز درجة الماجستير في العلوم السياسية عام 1997.
عام 1998 ودع الاردن الذي يهوى وتوجه الى الولايات المتحدة الامريكية ليكمل دراسته في جامعة شمال تاكساس التي حاز منها الدكتوراة بمرتبة الشرف في العلوم السياسية. تجربته الامريكية افادته كثيرا، فهو منفتح على الحضارات، إنما إنفتاح المثقف المستنير والواثق على الآخر، وما زالت ثمة صداقات تجمعه بامريكيين.
اثناء وجوده في امريكا عمل لفترة كنائب مدير مشروع تعزيز السلطة التشريعية في جامعة ولاية نيويورك، وقام بتدريس الاقتصاد السياسي والديمقراطية والسياسة في الشرق الأوسط في جامعة رايس/ هيوستن الأميركية.
بعيد عودته كانت وظيفته الاولى خلف الاضواء، أو خلف المذياع على وجه التحديد، فقد عمل معداً ومقدم برنامج "قضايا الساعة" في الإذاعة الأردنية ، و اطلالته الاولى الى بقعة الضوء كانت عندما انتقل للعمل في التلفزيون كمعد ومقدم لبرنامج شؤون سياسية .
أطل المومني بعدها كاتبا في جريدة الغد، واستاذاً مشاركاً في قسم العلوم السياسية بجامعة اليرموك، اً تنفيذياً للمركز الاقليمي للامن الانساني، وعميداً للمعهد الاردني للاعلام.
تعيين عون الخصاونة له مستشارا في رئاسة الوزراء، وبقائه في المنصب ذاته ابان حكومة فايز الطراونة ، منحه خبرة " ضرورية" في العمل الحكومي.
الخطوة الحاسمة اتت مع تشكيل عبد الله النسور حكومته حين اختاره وزير دولة لشؤون الاعلام ووزير الشؤون السياسية ثم وزير دولة لشؤون الاعلام.
وما زال يذكر يوم احتفلت عجلون باسرها بتعيين ابنها وزيراً، وفي القلب ذراها العالية.
وعلى الرغم من كل ما حققه واثبته الا ان ثمة من يجادل بأن المومني متأثر بالتجربة الامريكية، في نوع من الغمز واللمز من قناته، وفي ذلك الرأي انغلاق وتعسف، فالرجل ابن البلد، مؤمن بربه، يحمل فكرا اسلاميا مستنيرا ، ومخلصاً لمليكه مؤمنا برسالة الهاشميين.
ثمة من يتوقع ان المشوار بالنسبة للمومني ما زال في بدايته، وماذا عسى أن تبادل الجميل الا جميلا..!